الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فى تعريف الميم الساكنة وأحكامها
الميم السكنة هى التى سكونها ثابت فى الوصل والوقف نحو: «الحمد لله» ، وتكون هذه الميم فى الاسم والفعل، وتكون متوسطة ومتطرفة. ولها قبل حروف الهجاء كلها ما عدا الألف اللينة- ألف المد- أحكام ثلاثة وهى:
الإخفاء الشفوى، والإدغام الصغير، والإظهار الشفوى، وهذه الأحكام بيانها فيما يلى:
أولا: الإخفاء الشفوى:
والإخفاء فى اللغة: بمعنى الستر. وفى الاصطلاح: النطق بالميم الساكنة على صفة بين الإظهار والإدغام مع مراعاة الغنة وعدم التشديد.
وله حرف واحد فقط وهو الباء، وسمى بالإخفاء: لإخفاء الميم الساكنة عند الباء.
وسمى بالشفوى: لأن الميم والباء كليهما يخرجان من الشفتين، ووجهه: التجانس فى المخرج وفى أكثر الصفات.
ومن أمثلة الإخفاء الشفوى: قوله تعالى:
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ (سورة المائدة آية: 48).
ثانيا: الإدغام الصغير:
والإدغام الصغير له حرف واحد وهو «الميم» ، فإذا وقع بعد الميم الساكنة سواء كان معها فى كلمة واحدة أم فى كلمتين وجب إدغام الميم الساكنة فى الميم المتحركة، ويسمى إدغام مثلين صغيرا مع الغنة.
فالذى من كلمة نحو «الم» ، «المر» ، والذى من كلمتين نحو «كم من فئة» ، «ولكم ما كسبتم» ، ومنه إدغام النون الساكنة والتنوين فى الميم نحو:«من مال الله» ، وذلك لقلب المدغم من جنس المدغم فيه، وكذلك يطلق على كل ميم مشددة نحو «دمّر» «ويعمّر» «وهمّ» .
وسمى إدغاما لإدغام الميم الساكنة فى المتحركة. وسمى بالمثلين لكون المدغم والمدغم فيه مؤلفان من حرفين اتحدا مخرجا وصفة أو اتحدا اسما ورسما. وسمى صغيرا لكون الأول من المثلين ساكنا والثانى متحركا، أو لقلة عمل المدغم. وسمّى بالغنة لكون الغنة مصاحبة له هنا بالإجماع. ووجهه: التماثل.
ثالثا: الإظهار الشفوى:
والإظهار الشفوى له ستة وعشرون حرفا وهى الباقية من الحروف الهجائية بعد إسقاط حرف الباء الذى تقدم ذكره فى الإخفاء الشفوى، وحرف الميم الذى ذكره فى الإدغام الصغير. فإذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد الميم الساكنة سواء كان معها فى كلمة واحدة أو فى كلمتين وجب إظهار الميم، ويسمى إظهارا شفويا.
فالذى من كلمة واحدة نحو: «الحمد لله» ، «أنعمت» ، «قمتم» ، والذى من كلمتين نحو: ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ (البقرة: 232) إلى غير ذلك.
ثم إن إظهار الميم الساكنة يكون عند الفاء والواو آكد خوفا من أن يسبق اللسان إلى إخفائهما عند هذين الحرفين لقربهما من الفاء فى المخرج، واتحادهما مع الواو فى المخرج.
وسمى إظهارا: لإظهار الميم الساكنة عند ملاقاتها بحرف من حروف الإظهار الستة والعشرين. وسمى شفويا: لخروج الميم الساكنة المظهرة من الشفة. ووجهه: التباعد، أى بعد مخرج الميم عن أكثر مخارج حروف الإظهار.
وقد أشار الجمزورى فى تحفة الأطفال إلى أحكام الميم الساكنة بقوله:
…
والميم إن تسكن تجى قبل الهجا
…
لا ألف لينة لذى الحجا
أحكامها ثلاثة لمن ضبط
…
إخفاء إدغام وإظهار فقط
فالأول الإخفاء عند الباء
…
وسمه الشفوى للقراء
والثانى إدغام بمثلها أتى
…
وسم إدغاما صغيرا يا فتى
والثالث الإظهار فى البقية
…
من أحرف وسمها شفوية
واحذر لدى واو وفا أن تختفى
…
لقربها والاتحاد فاعرف (1)
…
أ. د. السيد إسماعيل على سليمان
الهوامش:
(1) انظر: نهاية القول المفيد فى علم التجويد ص 26 - 128 طبعة الحلبى سنة 1349 هـ- للشيخ محمد مكى نصر. وهداية القارى إلى تجويد كلام البارى ص 191 - 198 طبعة دار النصر للطباعة الإسلامية الأولى سنة 1402 هـ 1982 م للشيخ عبد الفتاح السيد عجمى المرصفى. وبغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن ص 207 - 214 طبعة دار ابن القيم الثالثة 1414 هـ 1993 م بالمملكة العربية السعودية، والبرهان فى تجويد القرآن ص 12، 13 طبعة محمد على صبيح وأولاده سنة 1978 م.
اللامات السواكن
اللام الساكنة فى القرآن الكريم على خمسة أنواع هى: لام أل، ولام الفعل، ولام الأمر، ولام الاسم، ولام الحرف. وإليك تعريف كل واحدة من هذه الأنواع، وبيان حكمها مع التمثيل عليها فيما يلى:
أولا: لام التعريف «أل» : هى لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة مسبوقة بهمزة وصل مفتوحة عند البدء وبعدها اسم سواء صح تجريدها عن هذا الاسم كالشمس والقمر، أم لم يصح كما فى لفظ الجلالة، والذى، والتى.
حكمها: إذا وليها أحد الحروف الهجائية الثمانية والعشرين والتى ليس منها حروف المد الثلاثة- لأنه عندئذ تكون جميعا بين ساكنين- لها حكمان:
الأول: الإظهار القمرى: وذلك إذا جاء بعد أحد الحروف القمرية الأربعة عشر المجموعة فى قول صاحب التحفة: «ابغ حجك وخف عقيمه» ، وهى الهمزة، والباء، والغين، والحاء، والجيم، والكاف، والواو، والخاء، والفاء، والعين، والقاف، والياء، والميم، والهاء.
فإذا جاء أحد حروف هذه الجملة بعد لام «أول» وجب إظهارها، ويسمى إظهارا قمريا كما فى «الأنهار» ، «البوار» ، «الغفور» ، وتسمى اللام حينئذ لا ما قمرية لظهورها عند النطق بها فى لفظ «القمر» ، وسمى إظهارا لظهور لام التعريف عند هذه الأحرف. ووجهه:
التباعد، أى بعد مخرج اللام عن مخرج هذه الأحرف.
الثانى: الإدغام، وذلك إذا جاء بعدها أحد الحروف الشمسية الأربعة عشر الباقية من حروف الهجاء والتى رمز إليها صاحب التحفة فى أوائل كلمات هذا البيت:
طب ثم صل رحما تفز ضف ذا نعم
…
دع سوء ظن زر شريفا للكرم
وهى: الطاء، والثاء، والصاد، والراء، والتاء، والضاد، والذال، والنون، والدال، والسين،
والظاء، والزاى، والشين، واللام، فإذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد لام «أل» وجب إدغامها. ويسمى إدغاما شمسيا، وتسمى اللام حينئذ لاما شمسية لعدم ظهورها عند النطق بها فى لفظ «الشمس» وذلك كما فى:
«الطيبات» ، «الثواب» ، «الصابرون» . وهكذا فى بقية الحروف. وسبب هذا الإدغام التماثل فى اللام، وفى بقية الحروف التقارب.
ثانيا: لام الفعل: وهى أحد حروف الفعل الأصلية، وهى إما أن تكون متوسطة، وإما أن تكون متطرفة. فإن كانت متوسطة وجب إظهارها كما فى لفظ «ألهاكم» ، «يلتقطه» ، وإن كانت متطرفة ففيها حكمان:
الأول: الإدغام، وهو إذا جاء بعدها لام أو راء، كما فى قوله:«ألم أقل لكم» ، وقوله:«وقل رب» ، وسبب إدغامها فى اللام التماثل، وفى الراء التقارب.
الثانى: الإظهار، وهو أن يأتى بعد لام الفعل حرف آخر من حروف الهجاء غير اللام والراء، فيجب عند ذلك إظهارها، كما فى قوله:«قل أتخذتم» ، «قل بئسما» .
ثالثا: لام الأمر: وهى لام زائدة عن أصل الكلمة، ويأتى بعدها فعل مضارع فقط وهى متصلة به، ولا تكون إلا ساكنة، وتأتى بعد الفاء، أو الواو، أو ثم، كما في قوله:
«فلينظر» ، وقوله:«وليملل» ، وقوله:«ثم ليقطع» . فهذه اللام يجب إظهارها.
رابعا: لام الاسم: وهى أحد حروف الاسم الأصلية بخلاف لام «أل» والمقصود بلام الاسم هى ما كانت ساكنة متوسطة، ولا تكون متطرفة أبدا، وهذه اللام يجب إظهارها كما في قوله:«ألسنتكم» ، «بسلطان» .
خامسا: لام الحرف: وهى لام أصلية ساكنة، وهذه اللام لها حكمان:
الأول: الإدغام، وذلك إذا جاء بعدها لام أو راء، كما فى قوله:«هل لك» ، «بل لا تكرمون» .
والراء فى القرآن لا تقع بعد لام الحرف إلا مع «بل» كما فى قوله: «بل ربكم» ، ويستثنى منها راء واحدة وقعت فى القرآن بعد «بل» فلا تدغم، وهى قوله: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (سورة المطففين، آية: 14)، وذلك بسبب السكت، والسكت مانع من الإدغام.
الثانى: الإظهار، وذلك إذا جاء بعدها أىّ حرف من حروف الهجاء غير اللام والراء، كما فى قوله:«هل تعلم» «بل طبع» .
وإليك ما قاله الجمزورى فى تحفة الأطفال:
…
للام أل حالان قبل الأحرف
…
أولاهما إظهارها فليعرف
قبل أربع من عشرة خذ علمه
…
من ابغ حجك وخف عقيمه
ثانيهما إدغامها فى أربع
…
وعشرة أيضا ورمزها فع
…
طب ثم صل رحما تفز ضف ذا نعم
…
دع سوء ظن زر شريفا للكرم
واللام الأولى سمها قمرية
…
واللام الأخرى سمها شمسية
وأظهرن لام فعل مطلقا
…
فى نحو قل نعم وقلنا والتقى (1)
أ. د. السيد إسماعيل على سليمان
(1) البرهان فى تجويد القرآن ص 14 - 16 طبعة محمد صبيح وأولاده 1978 م للشيخ محمد الصادق قمحاوى. وهداية القارى إلى تجويد كلام البارى ص 201 - 214 طبعة دار النصر للطباعة الإسلامية الأولى 1402 هـ 1982 م للشيخ عبد الفتاح المرصفى.
«المثلان، والمتقاربان، والمتجانسان، والمتباعدان»
الحرفان المتلاقيان لفظا وخطا، أو خطا فقط ينقسمان إلى أربعة أقسام:
مثلين، ومتقاربين، ومتجانسين، ومتباعدين، كما يقتضى ذلك القسمة العقلية، ثم إن كلا من الأقسام الأربعة ينقسم إلى ثلاثة أقسام، وذلك فيما يلى:
أولا: المثلان: وهما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا وصفة كالباءين نحو: «اضرب بعصاك» ، وكالدالين نحو:«وقد دخلوا» . وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 -
مثلان صغير: وهو أن يكون الحرف الأول ساكنا والثانى متحركا كما فى الأمثلة المتقدمة. وحكمه: وجوب الإدغام لجميع القراء، وذلك إن لم يكن الأول حرف مد نحو «قالوا وهم» ، أو هاء سكت نحو:«ماليه هلك» ، وإلا وجب الإظهار.
2 -
مثلان كبير: وهو أن يكون الحرفان متحركين نحو: «فيه هدى» ، «الرحيم مالك» ، وحكمه: الإظهار لجميع القراء ما عدا السوسى.
3 -
مثلان مطلق: وهو أن يكون الحرف الأول متحركا والثانى ساكنا نحو «ما ننسخ» «شققنا» ، وحكمه الإظهار من غير خلاف.
ثانيا: المتقاربان: وهما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا وصفة كالذال والزاى نحو: «إذ زين» ، أو مخرجا لا صفة كالدال والسين نحو:
«قد سمع» ، وكالذال والجيم نحو:«إذ جاءوكم» . وهو ثلاثة أقسام:
1 -
متقاربان صغير: وهو أن يكون الحرف الأول منهما ساكنا والثانى متحركا مثل النون مع اللام فى نحو: «ولكن لا يعلمون» والقاف مع الكاف فى نحو: «ألم نخلقكم» ، حكمه: الإظهار إلا اللام والراء نحو: «قل رب» «بل ران» لغير حفص، فإنه يجب الإدغام. وأما حفص فله على لام «بل ران» سكتة لطيفة والسكت يمنع الإدغام.
2 -
متقاربان كبير: وهو أن يتحرك الحرفان معا كالقاف مع الكاف فى نحو:
«رزقكم» ، والدال مع السين فى نحو:«عدد سنين» . وحكمه: الإظهار لغير السوسى.
3 -
متقاربان مطلق: وهو أن يتحرك الأول منهما ويسكن الثانى كالهمزة مع الحاء فى نحو «أحمل» ، والياء مع الضاد فى نحو «يضلل». وحكمه: الإظهار وجوبا لجميع القراء.
ثالثا: المتجانسان: وهما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا واختلفا صفة كالدال والتاء فى نحو: «قد تبين» ، والثاء مع الذال فى نحو «يلهث ذلك» ، وهو ثلاثة أقسام:
1 -
متجانسان صغير: وهو أن يكون الحرف الأول منهما ساكنا والثانى متحركا كالتاء مع الطاء فى نحو: «همت طائفة» ، وحكمه الإظهار إلا فى خمسة مواضع يجب
الإدغام فيها، وهى: الدال فى التاء نحو «قد تبين» ، والتاء فى الدال والطاء نحو:«أثقلت دعوا» ، «همت طائفة» ، والذال فى الظاء نحو «إذ ظلمتم» ، والثاء فى الذال نحو:«يلهث ذلك» ، والباء فى الميم نحو:«اركب معنا» .
2 -
متجانسان كبير: وهو أن يتحرك الحرفان معا كالتاء مع الطاء فى نحو:
«الصالحات طوبى» . وحكمه: الإظهار لغير السوسى.
3 -
متجانسان مطلق: وهو أن يتحرك الحرف الأول ويسكن الثانى، كالياء مع الشين فى نحو:«يشكر» . وحكمه: الإظهار وجوبا للجميع.
رابعا: المتباعدان: وهما الحرفان اللذان تباعدا مخرجا واختلفا صفة. وهو ثلاثة أقسام:
1 -
المتباعدان الصغير: وهو أن يكون الأول ساكنا والثانى متحركا كالهمزة مع اللام فى نحو: «تألمون» .
2 -
المتباعدان الكبير: وهو أن يتحرك الحرفان معا كالزاى مع الهمزة فى نحو: «استهزئ» .
3 -
المتباعدان المطلق: وهو أن يتحرك الحرف الأول ويسكن الثانى، كالقاف مع الواو.
وحكم المتباعدين: الإظهار وجوبا عند جميع القراء سواء كان صغيرا أم كبيرا أم مطلقا، لأن الإدغام بشروطه مطلقا إنما يسوغه التماثل أو التقارب أو التجانس.
**** وقد أشار الجمزورى فى تحفة الأطفال إلى الأقسام الثلاثة الأولى بقوله:
إن فى الصفات والمخارج اتفق
…
حرفان فالمثلان فيهما أحق
أو يكون مخرجا تقاربا
…
وفى الصفات اختلفتا يلقبا
متقاربين أو يكونا اتفقا
…
فى مخرج دون الصفات حققا
بالمتجانسين ثم إن سكن
…
أول كل فالصغير سمّين
أو حرك الحرفان فى كل فقل
…
كل كبير وافهمنه بالمثل (1)
وأشار صاحب كتاب انشراح الصدور إلى المتباعدين بقوله:
وإن يكونا مخرجا تباعدا
…
وفى الصفات اختلفا مباعدا (2)
أ. د. السيد إسماعيل على سليمان
(1) انظر: البرهان في تجويد القرآن ص 28 - 30 طبعة مطبعة محمد على صبيح وأولاده سنة 1978 م للشيخ/ محمد الصادق قمحاوى. وهداية القارى إلى تجويد كلام البارى ص 217 - 227، طبعة دار النصر للطباعة الإسلامية الأولى 1402 هـ 1982 م.
(2)
انشراح الصدور فى تجويد كلام الغفور للشيخ وهبة سرو المحلى ص 30 طبعة مطبعة المليجى بالقاهرة 1923.