الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيضم نصرته إلى نصرة الله- عز وجل لأظهر الدعوة، وأنشر الدين؟ قال الحواريون:
نحن أنصار نبيه ودينه.
واختلف فى تسميتهم بذلك على أقوال:
قال ابن عباس: سموا بذلك؛ لبياض ثيابهم.
وقيل: سموا بذلك؛ لأنهم كانوا يطهرون نفوس الناس، بإفادتهم الدين والعلم، المشار إليه، فى قوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (الأحزاب: 33)، وقال قتادة والضحاك: سموا بذلك؛ لأنهم كانوا خاصة الأنبياء؛ لصفاء ونقاء قلوبهم.
واختلف فى أصلهم- كذلك- على أقوال:
فقيل: كانوا صيادين، يقول الراغب: وإنما كانوا كذلك لاصطيادهم نفوس الناس من الحيرة، وقودهم إلى الحق.
وقيل: كانوا قصارين للثياب وصباغين.
وأراد معلّم عيسى السفر، فقال لعيسى:
عندى ثياب كثيرة، مختلفة الألوان، وقد علمتك الصبغة فاصبغها، فطبخ عيسى وعاء واحدا، وأدخل فيه جميع الثياب، وقال: كونى بإذن الله على ما أريد منك. فقدم الحوارى:
هو معلم الصباغة، والثياب كلها فى هذا الوعاء الواحد، فقال لعيسى: قد أفسدتها، فأخرج عيسى ثوبا أحمر، وثوبا أصفر، وأخضر، إلى غير ذلك، مما كان على كل ثوب مكتوب عليه صبغه، فعجب الحوارى، وعلم أن ذلك من الله، ودعا الناس إليه، فآمنوا به.
فهم الحواريون.
وقيل: كانوا ملوكا، وذلك أن الملك صنع طعاما، ودعا الناس إليه، وكان عيسى على قصعة، فكانت لا تنقص، فقال الملك له: من أنت؟ قال: عيسى ابن مريم، قال: إنى أترك ملكى هذا، واتبعك، وانطلق بمن اتبعه مع عيسى عليه السلام. فهم الحواريون (45).
26 - الحور العين
ورد ذكر (الحور العين) فى القرآن الكريم بهذا الاسم: ثلاث مرات.
فى قوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (53) كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (الدخان: 51 - 54).
وفى قوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (الطور:
17 -
20). وفى قوله تعالى: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ
(45) انظر: الراغب: المفردات (كتاب الحاء، مادة: حور) القرطبى: مصدر سابق (آل عمران: تفسير الآية 52).
مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (19) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (الواقعة: 17 - 22).
وبوصف (عين) فقط: فى قوله تعالى:
وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (الصافات: 48، 49).
وبوصف (حور) فقط: فى قوله تعالى حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (الرحمن: 72).
والحور: جمع أحور وحوراء.
والحور: قيل ظهور قليل من البياض فى العين من بين السواد، وذلك نهاية الحسن من العين (46)، والحوراء: ما كانت كذلك، وقيل:
الحور .. أن تسودّ العين كلها، مثل أعين الظباء والبقر، وليس فى بنى آدم حور، وإنما قيل للنساء: حوراء؛ لأنهن يشبهن الظباء والبقر.
وقيل: الحوراء: هى التى يرى ساقها من وراء ثيابها، ويرى الناظر وجهه فى كعبها، من دقة الجلد وبضاضة البشرة وصفاء اللون. عن ابن مسعود قال: إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم، ومن تحت سبعين حلة، كما يرى الشراب الأحمر فى الزجاجة البيضاء. وقال مجاهد: إنما سميت الحور حورا؛ لأنهن يحار الطرف فى حسنهن وبياضهن وصفاء لونهن (47).
والعين: جمع عيناء، والمعنى: عظام العيون وواسعتها، كما قال السدى، وقال مجاهد:
حسان العيون، وقال الحسن: الشديدات بياض العين، الشديدات سوادها، والأول أشهر فى اللغة.
وقد وصف القرآن الكريم (الحور العين) بعدة أوصاف:
الأول: أنهن قاصِراتُ الطَّرْفِ (الصافات: 48) أى: قد قصرن طرفهن على أزوجهن، فلا ينظرن إلى غيرهم.
الثانى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (الصافات: 49) أى: كأنّهنّ مثل بيض النعام، المغطى بالريش، والذى لم تمسه الأيدى، والمصون عن الكسر، أى: أنهن عذارى.
الثالث: مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (الرحمن: 72) أى: مستورات فى الخيام، لسن بالطوافات فى الطرق، وقد قصرن على أزواجهن فلا يردن بدلا منهم.
الرابع: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (الرحمن: 74) لم يمسسهن قبل أزواجهن فى الجنة إنس غيرهم ولا جان.
الخامس: أنهن كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (الواقعة: 23) أى هن فى ذواتهن مثل اللؤلؤ، الذى لم تسمه الأيدى، ولم يقع عليه الغبار، فهو أشد ما يكون صفاء وتلألؤا.
(46) محمد فؤاد عبد الباقى: المعجم المفهرس، الراغب: المفردات (مادة: حور).
(47)
القرطبى: الجامع لأحكام القرآن (الدخان: تفسير الآية 54) بتصرف، التذكرة فى أحوال الموتى وأمور الآخرة ص 570، تحقيق د. أحمد حجازى السقا، ط الحلبى- مصر.