الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النقل وغيره من سبل تخفيف الهمزة
اعلم أن الهمز لما كان أثقل الحروف نطقا وأبعدها مخرجا تنوع العرب فى تخفيفه بأنواع التخفيف- وكانت قريش وأهل الحجاز أكثرهم تخفيفا، ولذلك أكثر ما يرد تخفيفه من طرقهم كابن كثير من رواية ابن فليح، وكنافع من رواية ورش، وكأبى عمرو، فإن مادة قراءته عن أهل الحجاز- وأحكام الهمز كثيرة نقتصر فى الكلام على أمور أربعة هى:
1 -
النقل: وهو نقل حركة الساكن إلى ما قبله، وذلك كما فى قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ بفتح الدال، وبه قرأ نافع من طريق ورش، وذلك حيث كان الحرف الساكن صحيح الآخر والهمز أولا- واستثنى أصحاب يعقوب عن ورش «كتابيه- إنى ظننت» فسكنوا الهاء وحققوا الهمز- وأما الباقون من القراء فحققوا الهمز وسكنوا فى جميع القرآن.
2 -
الإبدال: وهو أن تبدل الهمزة الساكنة حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها فتبدل ألفا بعد الفتح نحو قوله: وَأْمُرْ أَهْلَكَ، وتبدل واوا بعد الضم نحو قوله:
يُؤْمِنُونَ، وتبدل ياء بعد الكسر نحو:
جِئْتَ وبه قرأ أبو عمرو، سواء كانت الهمزة فاء أم عينا أم لاما، إلا أن يكون سكونها جزما نحو:«ننسأها» ونحو: «أرجئه» ، أو يكون ترك الهمز فيه أثقل، وهو فى قوله:
وَتُؤْوِي إِلَيْكَ (سورة الأحزاب آية 51) أو يوقع فى الالتباس، وهو فى قوله:
وَرِءْياً (سورة مريم آية 74)، فإن تحركت فلا خلاف عنه فى التحقيق.
3 -
التسهيل: وهو التسهيل بين الهمزة وبين حركتها، وذلك عند اجتماع همزتين فى الكلمة. فإن اتفق الهمزتان فى الفتح سهّل الهمزة الثانية الحرميان وأبو عمرو وهشام، وأبدلها ورش ألفا، وابن كثير لا يدخل قبلها ألفا، وقالون وهشام وأبو عمرو يدخلونها، والباقون من السبعة يحققون.
وإن اختلفا بالفتح والكسر سهل الحرميان وأبو عمرو الثانية. وأدخل قالون وأبو عمرو قبلها ألفا، والباقون يحققون- وإن اختلفا بالفتح والضم وذلك فى قوله: قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ وقوله: أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ وقوله: أَأُلْقِيَ فقط فالقراء الثلاثة وهم
الحرميان وأبو عمرو يسهلون، وقالون يدخل ألفا، والباقون يحققون.
4 -
الإسقاط بلا نقل: وبه قرأ أبو عمرو إذا اتفقا فى الحركة وكانا فى كلمتين، فإن اتفقا كسرا نحو قوله: هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ جعل ورش وقنبل الهمزة الثانية كياء ساكنة، وقالون والبزى كياء مكسورة، وأسقطها أبو عمرو، والباقون يحققون. وإن اتفقا فتحا نحو: جاءَ أَجَلُهُمْ، حيث جعل ورش وقنبل الثانية كمدّة، وأسقط الحرميان وأبو جعفر الأولى، والباقون يحققون. وإن اتفقا ضما وهو: أَوْلِياءُ أُولئِكَ فقط، وقد أسقطها أبو عمرو، وجعلها قالون والبزى كواو مضمومة، والحرميان يجعلان الثانية كواو ساكنة، والباقون يحققون.
ثم اختلف فى الساقط هل هو الأولى أو الثانية؟ والأول عن أبى عمرو، والثانى عن الخليل من النحاة، وتظهر فائدة الخلاف فى المدّ، فإن كان الساقط الأولى فهو منفصل، وإن كان الثانية فهو المتصل (1).
أ. د. السيد إسماعيل على سليمان
المصادر والمراجع:
(1) الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى 1/ 127، 128 طبعة مصطفى البابى الحلبى وأولاده بمصر- الرابعة سنة 1398 هـ 1978 م.، وانظر النشر فى القراءات العشر لابن الجزرى 1/ 362 وما بعدها طبعة دار الكتب العلمية، وانظر سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهى- شرح منظومة حرز الأمانى ووجه التهانى- للإمام أبى القاسم على بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن القاصح ص 62 وما بعدها طبعة مكتبة الرياض الحديثة سنة 1401 هـ 1981 م. وانظر الوافى فى شرح الشاطبية فى القراءات السبع- للشيخ عبد الفتاح القاضى- ص 91 وما بعدها طبعة مكتبة السوادى للتوزيع، ومكتبة المدينة المنورة- الثالثة 1411 هـ- 1990 م.