الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
همزتا الوصل والقطع
أولا: همزة الوصل:
لما كان من المقرر أنه لا يبدأ بساكن ولا يوقف على متحرك، فالحركة لا بدّ منها فى الابتداء، ليتوصل بها إلى النطق بالساكن، ولا يتأتى ذلك إلا بهمزة الوصل عند النطق بالساكن.
تعريف همزة الوصل: هى الهمزة الزائدة فى أول الكلمة الثابتة فى الابتداء الساقطة فى الدرج- أى فى الوصل- وسميت بهمزة الوصل لأنها يتوصل بها إلى النطق بالساكن كما مر. وتكون فى الأسماء والأفعال والحروف، فإن كانت فى اسم فإما أن يكون معرفا بأل نحو الْحَمْدُ لِلَّهِ فتفتح الهمزة.
وإما منكرا، وذلك فى سبعة ألفاظ وقعت فى القرآن الكريم وهى: ابن، ابنت، امرئ، امرأت، اثنين، اثنتين، اسم.
وإذا وقعت همزة الوصل فى فعل فلا تكون إلا فى الماضى والأمر، فإذا وقعت همزة الوصل فى فعل الأمر فينظر إلى ثالثه، فإن كان مكسورا أو مفتوحا فيبدأ فيه بكسر الهمزة نحو «اذهب» و «اضرب» و «ارجع» ، وإن كان ثالثه مضموما ضما لازما فيبدأ فيه بضم الهمزة نحو «اتل» و «انظر» ، وأما إذا كان ثالثه مضموما ضما عارضا فيبدأ فيه بالكسر نظرا لأصله نحو:«امشوا، اقضوا» لأن أصله امشيوا واقضيوا.
وأما وجودها فى الماضى فلا يكون إلا فى الخماسى والسداسى وأمرهما ومصدرهما نحو: «انطلق، انطلق، انطلاق» ، و «استخرج، استخرج، استخراج» وأمر الثلاثى، ويبدأ فى ذلك كله بكسر الهمزة.
ولا تكون همزة الوصل فى حرف إلا فى «ايم الله» للقسم على القول بحرفيتها، وفى «أل» للتعريف، وتكون مفتوحة وتحذف همزة الاستفهام نحو (استغفرت لهم) و (قل أتخذتم)، فإن وقعت بين همزة الاستفهام ولام التعريف فلا تحذف حتى لا يلتبس الاستفهام بالخبر، بل تبدل ألفا وتمد طويلا لالتقاء الساكنين، أو تسهل بين الهمزة والألف، والإبدال أقوى، وذلك فى ست كلمات فى القرآن باتفاق وهى:(ءآلذكرين) فى موضعى
(سورة الأنعام آية 143، 144، و (ءآلان) فى موضعى يونس آية 51، 91 (ءآلله أذن لكم) و (ء آلله خير)(آية 59 من سورة النمل)، وكلمة عند أبى عمرو وأبى جعفر وهى:(السحر) فى (سورة يونس آية 81)، ويبدأ باللام أو بهمزة الوصل فى قوله تعالى: بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ «آية 11 سورة الحجرات» .
ثانيا: همزة القطع: هى التى تثبت فى حالتى الوصل والبدء، وسميت بذلك لثبوتها فى الوصل فينقطع بالتلفظ بها الحرف الذى قبلها عن الحرف الذى بعدها بخلاف همزة الوصل فإنها تثبت فى البدء وتسقط فى الدرج كما سبق، ومن ثم يتضح الفرق بين الهمزتين.
وتوجد همزة القطع فى ماضى ومصدر الثلاثى، وماضى وأمر ومصدر الرباعى. وتكون مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة كما يلى:
أولا: همزة القطع المفتوحة توجد فى خمسة مواضع هى:
1 -
الفعل الماضى الثلاثى المبنى للمعلوم نحو: «أذن» ، «أمر» .
2 -
الفعل الماضى الرباعى المبنى للمعلوم نحو: «ألهاكم» .
3 -
الفعل المضارع نحو: «أعمل» و «أسمع» .
4 -
فعل الأمر من الرباعى نحو: «أكرم» و «أصلح» .
5 -
مصدر الفعل الماضى الثلاثى، وقد تكون همزة القطع فيه مفتوحة نحو:«أمر» ، «أكلا» . وقد تكون مكسورة الهمزة نحو «إذن» ، «إفك» .
ثانيا: همزة القطع المكسورة، وتوجد فى موضعين هما:
1 -
مصدر الفعل الماضى الرباعى نحو:
«إطعام» و «إخراج» .
2 -
مصدر الفعل الماضى الثلاثى فيما صح فيه الكسر نحو «إذن» و «إفك» .
ثالثا: همزة القطع المضمومة، وتوجد فى أربعة مواضع هى:
1 -
الفعل المضارع من الثلاثى المزيد نحو:
(أحيى وأميت).
2 -
الفعل المضارع من الثلاثى المضعف نحو «أبرئ» .
3 -
الفعل الماضى الثلاثى المبنى للمجهول نحو «أمر» و «أذن» .
4 -
الفعل الرباعى المبنى للمجهول نحو «أوتى» و «أخرج» .
أما فى الحروف فهى فيها همزة قطع من غير شرط نحو «إنّ» و «كأنّ» المشددتين والمخففتين أيضا.
ثالثا: همزة الاستفهام: هى إحدى همزات القطع المفتوحة أبدأ وهى ثابتة فى الوصل والابتداء، ولها مع همزة الوصل حالتان عند اجتماعهما، الحالة الأولى: حذف همزة الوصل وبقاء همزة الاستفهام مفتوحة، وذلك إذا كانت همزة الوصل فى فعل وكانت مكسورة فى الابتداء لو تجردت عنها همزة الاستفهام وابتدئ بها. والوارد من ذلك فى القرآن الكريم سبعة مواضع منها خمسة متفق عليها بين القراء العشرة، والموضعان الآخران مختلف فيهما.
أما الخمسة المتفق عليها هى: قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً (سورة البقرة آية 80)، وقوله تعالى: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (سورة مريم آية 78)، وقوله تعالى: أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ (سورة سبأ آية 8)، وقوله تعالى:
أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ (سورة المنافقون آية 6).
وأما الموضعان المختلف فيهما فهما: قوله تعالى: أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (سورة الصافات آية 153)، وقوله تعالى:
أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا (سورة ص آية 63).
فقد قرأ بعض القراء بوصل الهمزة فيهما على الإخبار، ويبتدئ بكسر الهمزة على القاعدة السابقة، وبعضهم بقطع الهمزة فيهما مفتوحة على الاستفهام.
ووجه حذف همزة الوصل فى هذه الأفعال أن الأصل فيها «أاتخذتم. أافترى.
أأ استكبرت. أاستغفرت. أأتخذناهم.
أاصطفى» بهمزتين. أولاهما: همزة الاستفهام ولا تكون إلا مفتوحة كما مرّ. وثانيهما: همزة الوصل وهى مكسورة لوجودها فى الماضى السداسى فى «استكبرت، واستغفرت» ، وفى الماضى الخماسى فى الباقى. فحذفت همزة الوصل فى جميعها استغناء عنها بهمزة الاستفهام ولا يترتب على حذفها التباس الاستفهام بالخبر، لأن همزة الاستفهام إحدى همزات القطع المفتوحة أبدا، وهى ثابتة فى الوصل والابتداء- كما مر- بخلاف همزة
الوصل فإنها ثابتة فى الابتداء ساقطة فى الوصل.
وأما حالة بقاء همزة الاستفهام مفتوحة مع همزة الوصل فى كلمة واحدة، فالشرط أن تكون همزة الوصل مفتوحة فى البدء وواقعة فى اسم محلى بأل وحينئذ لا يجوز حذفها بالإجماع لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر فيتغير المعنى تبعا لذلك، والجائز فيها حينئذ وجهان:
الأول: إبدالها ألفا مع المدّ الطويل لملاقاتها بالساكن الأصلى.
الثانى: تسهيلها بين بين أى بين الهمزة والألف مع القصر والمراد به هنا عدم المدّ مطلقا. والوجهان صحيحان مقروء بهما لكل القراء، ووجه الإبدال هو المقدم فى الأداء، والوارد من ذلك فى القرآن ستة مواضع باتفاق القراء العشرة، وموضع مختلف فيه بينهم. وقد سبق بيان ذلك عند الكلام على همزة القطع فارجع إليه.
أ. د. السيد إسماعيل على سليمان