الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد يكونُ جواباً لتقديرِ ثبوتِ أمرٍ.
ومُثِّلَ الثاني بقولكَ: لو أكرمتَني [إذاً](1) أكرمتُكَ، وأشباهِهِ؛ لأنَّهُ في تقديرِ جوابِ مُتكلِّمٍ (2) سألَ: ماذا يكونُ مُرتبِطاً بالإكرامِ؟ فأجابَهُ بارتباطِ إكرامِهِ.
قالَ: وأمَّا معنى الجزاءِ فيها فواضحٌ.
وقالَ الزجَّاجُ: تأويلُهَا: إنْ كَانَ الأمرُ كما ذكرتَ فإني أُكرمُكَ؛ تنبيهاً علَى أنَّ فيها معنى الجزاءِ حتَّى صَحَّ تقديرُهُ مُصَرَّحاً بِهِ.
وزعمَ بعضهم: أنَّ (إذاً) مركَّبةٌ مِنْ (إذْ) و (أنَّ)، ونقُلتْ حركةُ الهمزةِ، والنَّصبُ بـ (أنَّ)، وهو مردودُ عندَهُم، واللهُ أعلم.
الخامسة عشرة:
الظَّعِينةُ: بالظاءِ قالَ الجَوهَرِيُّ: والظَّعِينةُ: الهودجُ؛ كانت فيه امرأةٌ، أو لمْ تكُنْ، والجمعُ: ظُعُنٌ، وظُعْنٌ، وظَعائِنٌ، وأظعانٌ.
أبو زيدٍ: لا يُقالُ: حمولٌ، ولا ظُعنٌ، إلا للإبلِ التي عليها الهوادجُ؛ كانَ فيها نساءٌ أو لمْ يكنَّ.
وهذا بعيرٌ تُظَعِّنُهُ المرأةُ؛ أي: تركبُهُ، وهي تفتعِلُهُ.
والظعينةُ: المرأةُ ما دامَتْ في الهودَجِ، فإذا لمْ تَكنْ فيهِ فليسَتْ
(1) زيادة من "ت".
(2)
"ت": "المتكلم".
بظعينةٍ (1)، وقالَ عَمرو بنِ كُلثومٍ [من الوافر]:
قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ظَعِينَا
…
نُخَبِّرْكِ اليَقِينَ وتُخْبِرِينَا (2)
كذا قالَ، وقيَّدَ الظعينةَ بالمرأةِ مادامَتْ في الهودجِ، وصَرَّحَ بأنَّها إذا لمْ تكُنْ فيهِ فليسَتْ بظعينةٍ، وغيرُهُ خالفَهُ في هذا التقييدِ، وهو الصوابُ إنْ شاءَ اللهُ، وعليهِ يدُلُّ الحديثُ؛ فإنَّهُ لا يُمكنُ أنْ يُقالَ: إنَّ النهيَ عن الضربِ مخصوصٌ بما (3) إذا كانَتْ في الهودجِ.
قالَ الخطَّابيُّ: الظعينةُ: المرأةُ، سُمِّيت (4) ظعينةً؛ لأنها تظعنُ مع الزوجِ، وتنتقلُ بانتقالِهِ (5).
وهذا ليسَ فيهِ تقييدٌ كما في كلامِ الجوهري.
وقالَ ابنُ فارسٍ: ظعنَ يظعَنُ ظَعْناً وظَعَناً: إذا شخَصَ، والظعينةُ: المرأةُ، وهذا من بابِ الاستعارةِ، ويُقالُ: الظعائِنُ: الهوادجُ؛ كان فيها نساءٌ، أو لمْ يكنْ (6).
(1)"ت": "الظغينة".
(2)
انظر: "ديوانه"(ص: 78). وانظر: "الصحاح" للجوهري (6/ 2159)، (مادة: ظعن).
(3)
في الأصل: "ما"، والمثبت من "ت".
(4)
"ت": "سمي".
(5)
انظر: "معالم السنن" للخطابي (1/ 54).
(6)
انظر: "مجمل اللغة" لابن فارس (2/ 600).