الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما (أخبرني بكذا): فظاهرُه الإخبارُ بكل ما طلب، فإن وقع غيره، فَبِالقرينة.
وأما (أخبرني من كذا): فللتبعيض ظاهرًا، ويكون في هذا الموضع (1) على حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامَه.
الثامنة عشرة:
قوله: "أَقْصِر عَنِ الصلاةِ" أي: أَمسِكْ.
التاسعة عشرة:
قوله عليه السلام: "بَيْنَ قَرني شَيْطانٍ" القرن: يطلق في اللغة على معان منها: قرن الدابة، يقال منه: ثور أَقْرَن، وبقرةٌ قَرناءُ، وعلى الأمّة ومنه:{مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى} [القصص: 43]{ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} [المؤمنون: 31]، ولا شك في كونه حقيقة في قرن الدابة، وأما في الأمة؛ فإن الزمخشري ذكره في المجاز، ومثّله بقوله: وكان ذلك في القرن الأول، وفي القرون الخالية، وهي "الأمة المتقدمة على التي بعدها (2)، ويمكن عندي أن يكون حقيقة فيها، ويكون (3) اللفظ مشتركاً بينه وبين قرن الدابة، وذلك لأجل بُعْدِ العلاقة وعدم مبادرة الذهن إليها، وتبادره إلى الأمة عند وجود القرينة المقتضية للحمل عليها، وأما ما ذكره الزمخشري في المجاز، وطلع (4) قرن الشيطان، اضرب على قرني رأسه، ولها قرونٌ
(1)"ت": "هذه المواضع".
(2)
انظر: "أساس البلاغة" للزمخشري (ص: 505).
(3)
"ت": "بين".
(4)
"ت": "يطلع".
طوال ذوائب، ومنه قولك: خرج إلى بلاد ذات القرون، وهم الروم لطول ذوائبهم، وأنشد المُرقِّش [من الخفيف]:
وأهلي بالشأم ذات القرون (1)
قال: لأن الروم كانوا ينزلون الشام، وما جعلت في عيني قرناً من كُحل:[ميلًا واحداً]، ونازعه فتركه قرناً لا يتكلم، أي: قائماً ماثلًا مبهوتاً، وبالجارية قَرنٌ عَفَلةٌ، وهي قرناء.
وذكر قرن الفَلاة، وفسره بطرفها، وبلغ في العلم قرن الكلأ: غايته وحدَّه، ولتَجِدَنَّي بقرن الكلأ، أي: في الغاية مما يُطلب مني، وتركته على مثل مقصِّ القرن ومستأصله، وفيمن استؤصل (2). فأكثرُها مجازٌ كما ذكر، لكنه ليست عادتُه دِكرَ العلاقة، وهي في بعض ما ذكر أظهرُ من بعض، فالقرن بمعنى الذؤابة: علاقته المشابهة في الزيادة في الرأس.
وقرن الشمس: المشابهة في أنه أول ما يظهر.
وكذلك المشابهة في قرن من كحل، أي: ميلًا في انتصاب المقدار.
وتركه قرناً، أي: قائما ماثلًا مبهوتاً، المشابهة في الثبوت والاستقرار وعدم الحركة؛ تشبيهاً لعدم الحركة المعنوية بعدم الحركة الحسية.
(1) عجز بيت للمرقش الأصغر، كما في "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (1/ 217)، وصدره:
لات هنَّا وليتني طرَفَ الزُّج
(2)
في "أساس البلاغة"(ص: 505): "وهو مقطعه ومستأصله، يضرب فيمن استؤصل".