الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله عليه السلام: "أَلا تَرَى حالي وَحالَ الناسِ" إن كان المراد بالناس المؤمنين على ما سيأتي.
العاشرة:
المراد بالاتِّباع ها هنا إظهار الموافقة والصحبة، لا الاتباع في نفس الأمر في الدين والإيمان، فإن ذلك مُستطاعٌ.
الحادية عشرة:
نفيُ الاستطاعة قد يراد به الامتناعُ وعدمُ إمكان وقوع الفعل مع إمكانه، نحو: هل تستطيع أن تُكلِّمَني؟ بمعنى هل تفعل ذلك، وأنت تعلم أنه قادر على الفعل، وقد حُمِلَ قوله تعالى حكايةً عن الحواريين {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} [المائدة: 112] على المعنى الأول، أي: هل يجيبنا إليه، أو هل يفعل ربُّك، وقد علموا أن الله تعالى قادرٌ على الإنزال، وأن عيسى قادرٌ على السؤال، وإنما استفهموا، هل ها هنا صارف أو مانع {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً} [يس: 50]، {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا} [الأنبياء: 40]، {فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا} [يس: 67]، {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: 97].
وقد يراد به الوقوع بمشقة وكُلْفة، قال الله تعالى:{إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 67]، وقال الشاعر [من الطويل]:
فإنْ تكنِ الأيامُ فينا تَبَدَّلَتْ
…
بِبُؤْسَى وَنُعْمَى والحوادِثُ تَفْعَل
فَما لَيَّنَتْ مِنَّا قَنَاةً صَليِبةً
…
ولا ذَلَّلتْنا للتي ليسَ تَجْمُلُ