الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخامسة والثلاثون:
قالَ بعضُ الفقهاء المتأخِّرين من مصنفي الشافعية: ومعنى قوله: "أساء" في النقصانِ؛ أي: في مخالفة السنة؛ ومعنى قوله: "وظلم" في الزيادةِ علَى الثلاثِ؛ أي: جاوزَ الحدَّ؛ لأنَّ الظلمَ في اللغةِ مجاوزةُ الحدِّ، ووضعُ الشيء في غير موضعه، لا أنه (1) يأثمُ بذلك (2).
السادسة والثلاثون:
هذا الذي ذكره هذا المصنفُ ينحو إلَى [أنَّ](3) هذا من باب اللفِّ والنَّشر، فنقول عليه: إنَّ (أو) تقتضي أحدَ الشيئين في الشيءِ الذي يُحكَمُ به، والمحكومُ به في هذا الحديث هو الإساءةُ والظلم (4)، فيثبتان معًا لمن فعلَ أحدَ الشيئين.
السابعة والثلاثون:
هذه الزيادةُ المذكورة علَى الثلاثِ لا يقتضي الحكمُ بكونها (5) ظلمًا وإساءةً أنْ يَبطُلَ بها الوضوءُ؛ لأنَّ الفرضَ والسنةَ قد تأدَّيا، والإساءةُ بالزيادةِ، والحكمُ علَى الزيادةِ بالإساءةِ والظلم (6) لا يقتضي تعدِّي ذلك إلَى ما مضَى من الفرضِ والسنة
(1) في الأصل: "إلا أنه"، والمثبت من "ت".
(2)
المرجع السابق، (1/ 502 - 503).
(3)
زيادة من "ت".
(4)
"ت": زيادة "معًا".
(5)
"ت": "بها".
(6)
في الأصل و "ت": "والحكمُ علَى الإساءةِ بالزيادةِ والظلم"، والصواب ما أثبت.