الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأخرى بالسكون، ثم قلبت الواو ياءً، وأدغمت، وإن أخذ من مادة النون والباء] (1) والهمزة (2).
التاسعة:
مواضع (مِن)، نظمها مُهلَّب في قوله [من المتقارب]:
معانٍ لـ "مِنْ" قد أَتَتْ سبعةٌ
…
لتبعيضِ كُلٍّ ومعنى البَدَلْ
ومعنى مِنَ اجْلِ فلانٍ ولا بـ
…
ـتداء مَدًى وانتهاءٍ عَدَلْ
وزِيدت لتوكيدِ جنسٍ وقد
…
أَتَتْنا بياناً لنوعٍ فَدَلْ
قال: أما التي للتبعيض: فهي التي يكون ما بعدها أعمَّ مما قبلها نحو: أخذت أثواباً من الثياب، بخلاف التي لبيان النوع، فإنها تدخل على الأخص دون الأعم والأكثر.
وأما التي بمعنى البدل؛ فكقوله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} [الزخرف: 60] أي: بدلكم.
وكقول الشاعر [من الوافر]:
كَسَوْناها مِنَ الرِّيْطِ اليَماني
…
مُسُوحاً في بَنائِقها فُضُولُ (3)
أي: بدل (4) الريط.
(1) زيادة من "ت".
(2)
كذا في النسختين الأصل و "ت".
(3)
أنشده أبو علي القالي في "الأمالي"(2/ 77). وانظر: "اللسان"(15/ 16).
(4)
"ت": "بدلُ بدلَ".
وأما التي بمعنى من أجل فلان: فهي [التي](1) تكون بمعنى لام العرض، نحو: أكرمتُك من أجل فلان، أي: لأجله.
وأما ابتداء الغاية وهو الذي عادل الابتداء في المقابلة: فهي التي تكون مع المفعول، نحو قولك: رأيت من داري الهلالَ من خلَل السحاب، وشممت من داري الريحان من الطريق، فالأول في المسألتين لابتداء الغاية، والثانيتان منهما لانتهائها؛ لأنهما ليستا مفتقرتين إلى ذكر (2)(مِن) بعدهما، كافتقار التي لابتداء الغاية إلى ذكر (3)(مِن) بعدها.
وأما الزائدة لتوكيد بيان الجنس، فنحو: ما جاءني من أحدٍ، وأما الداخلة لبيان النوع فهي الداخلة على الأخص، كقولك: أكرمت جميعَ الناس من بني أسد، وكقوله تعالى:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: 30].
هذا ما قاله، وفي بعضه نظر، ويراعى على طريقة هؤلاء الذين يلتزمون التأويل ليردُّوا المواضع المتعددة إلى الفرد أو الأقل، وبعض المتأخرين ردَّ التي لبيان الجنس إلى ابتداء الغاية.
إذا ثبت هذا فـ (مِن) في قوله: "ممن آمن به" يجوز أن تكون للتبعيض، ويريد بمن آمن به: مَنْ صَدَرَ منه الإيمانُ فيما مضى قبل
(1) زيادة من "ت".
(2)
"ت" زيادة "إلى".
(3)
"ت": زيادة "إلى".