الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثالثة:
قد رواه غيرُ سليمان، عن حماد، فجزم بالرفعِ، فتنشأ هاهنا مسألةٌ حسنة، وهي أنَّ الراويَ إذا اختلفَ حالُهُ؛ فتارةً جزم، وتارةً شكَّ، فهل يكون ذلك قادحاً في الروايةِ، أم لا؟
لقائلٍ أنْ يقول: لا؛ لأنَّهُ إنْ كَان [المتقدمُ](1) منه هو الشكُّ (2)، فجزمه بعد ذلك محمولٌ علَى التذكرِ؛ لأنَّه لا يجوز له أنْ يجزمَ وعندَه شد، وإن [كان](3) المتقدمُ هو الجزم، فيجب أنْ يكونَ الجزم عن يقين، وإلا لمْ يجزْ له، فشكُّةُ بعد ذلك لا يضرُّ (4) بعد ما تقدَّم منه مما تقوم به الحجةُ، [فيُنظَرُ في ذلك](5).
الرابعة:
قالَ البَيهَقِيُّ: وأما الذي يُروَى (6) عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الأُذُنَانِ منَ الرَّأْسِ" فأشهرُ إسنادٍ فيه حديثُ حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، ثم تكلم علَى ذلك (7).
(1) زيادة من "ت".
(2)
في الأصل "هو منه الشك"، والمثبت من "ت".
(3)
زيادة من "ت".
(4)
انظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (1/ 66).
(5)
زيادة من "ت".
(6)
"ت": "روي".
(7)
انظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (1/ 66).
وهذا القولُ رُبَّما دل (1) علَى تضعيف الحديث بالكليةِ، وقد أخرجَ (2) ابن ماجه في "سننه" هذا الحديث، فرواه عن سويد بن سعيد [قال] (3): ثنا يحيىَ بن زكريا بن أبي زائدة، عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، وهو ابن عاصم الأنصاري.
قالَ شيخنا المنذري رحمه الله: وهذا إسناد متصل، ورواته يحتجُّ بهم، وإنَّ البخاريَّ ومسلماً قد اتفقا علَى الاحتجاجِ بابن أبي زائدة، وشعبة، وعباد، وحبيبُ بن زيد: هو الأنصاري، وهو ثقة، وسويدُ بن سعيد، وإن نُسِبَ إلَى ضعفٍ وتدليس، فقد احتَجَّ به مسلم في "صحيحه"، و [قد] (4) قالَ في هذا الحديث: ثنا يحيى بن زكريا، فهذا أمثل إسناد في هذا الباب، والله عز وجل أعلم (5).
قلت: ابنُ مَعين، والنَّسائي، تكلّما في سُويد بن سعيد، وأنكر عليه أبو زكريا يحيَى بن معين حديثاً، ظهرت (6) براءته من (7) عهدته برواية غيره من الثقاتِ كما رواه، وللدارقطني في ذلك كلام وحكاية تُثبتُ براءةَ سويد من العُهْدَةِ، برواية إسحاق بن إبراهيم المَنْجَنيقِي التي
(1)"تا: "يدل".
(2)
في الأصل "أدرج"، والمثبت من "ت".
(3)
سقط من "ت".
(4)
سقط من "ت".
(5)
وانظر: "حاشية المنذري على سنن أبي داود"(1/ 99).
(6)
في الأصل: "ظهرت به"، والمثبت من "ت".
(7)
في الأصل: "عن"، والمثبت من "ت".