الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفاتهم كونَهم بالمكان المشرف.
قوله صلى الله عليه وسلم: "وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوانَنَا" فيه دليل على جواز التَّلَفُّظِ بالوَدَادَةِ، فيما لا يقع بسبب ما يتعلق بذلك من الفائدة بإظهار التعظيم والشرف أو غير ذلك، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم:"لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ في سَبِيْلِ اللهِ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلَ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلَ"(1) إظهارًا لشرف الجهاد والقتل في سبيل الله، وكذلك يكون تمني النبي صلى الله عليه وسلم لرؤية مَنْ يأتي بعدَه، فيه من الشرف وإظهار المنزلة أمرٌ عظيم.
الأربعون:
الظاهر أن هذا التمنِّي لرؤيتهم في حال الحياة، ونَقَلَ قومٌ أن المرادَ تمني لقائهم بعد الموت (2). وهذا عندي (3) ليس بالمتين.
الحادية والأربعون:
قال بعضهم: في هذا الحديث جوازُ التمنِّي، لاسيَّما في الخير، ولقاء الفضلاء، وأهل الصلاح، والله أعلم (4).
الثانية والأربعون:
"وَدِدْتُ لَوْ أَنَّا رَأَيْنَا" يحتمل أن تكون النون
(1) رواه البخاري (36)، كتاب: الإيمان، باب: الجهاد من الإيمان، ومسلم (1876)، كتاب: الجهاد، باب: فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، من حديث أبي هريرة صلى الله عليه وسلم.
(2)
انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (2/ 48).
(3)
في الأصل: "تمني"، والمثبت من "ت".
(4)
المرجع السابق، الموضع نفسه.