الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَقُلْ واحدٌ منهم: "ثلاثًا"، إلا ما قدَّمنا من روايةِ جابرٍ، وابنِ المُسيِّبِ، وأبي سلمةَ، وعبدِ اللهِ بنِ شقيقٍ، وأبي صالحٍ، وأبي رَزين، فإنَّ في حديثِهِم ذِكرَ الثلاث (1).
* * *
*
الوجهُ الثاني: في شيءٍ من العربيةِ، وفيه مسائل:
الأولَى:
استيقظَ: (استفعلَ) من اليَقَظةِ (2).
الثانية:
(ظلَّ) و (باتَ) يكونانِ تامَّينِ وناقصينِ، قالَ أبو الحسنِ ابنُ عُصفور: إنْ كَانا تامَّين كانتْ (ظلَّ) تدُلُّ علَى إقامةِ الفاعلِ (3) نهَارَهُ، و (باتَ) علَى إقامةِ الفاعلِ ليلَهُ.
وإنْ كَانا ناقصينِ جازَ أنْ يكونَ فيهِما [ضميرُ](4) أمرٍ وشأن، وأنْ لا، وتكونُ (ظلَّ) للدلالةِ علَى وقوعِ مضمونِ الجملةِ في النهارِ، و (باتَ) علَى وقوعِ مضمونِ الجملةِ في الليلِ، فيكونُ (ظلَّ زيدٌ قائمًا)؛ أي: وقعَ قيامُهُ في نهارٍ، و (باتَ زيدٌ ضاحكًا)؛ أي: وقَعَ ضَحِكُهُ في الليلِ.
(1) جاء على هامش "ت": "بياض نحو سطرين من الأصل"، ولم يشر إليه في "م".
(2)
جاء على هامش "ت": "بياض نحو سطرين من الأصل"، ولم يشر إليه في "م".
(3)
"ت": "القائل".
(4)
زيادة من "ت".
وقدْ يكونانِ بمعنَى صارَ، ومنهُ قولُهُ تعالَى:{ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} [النحل: 58]، وقد حُمِلَ [قولُهُ] (1) صلى الله عليه وسلم:"فإنَّ أحدَكُم لا يَدْرِي أينَ باتَتْ يدُهُ" علَى ذلكَ؛ أي: صارتْ (2).
وقالَ أبو موسَى الجُزُوليُّ (3): و (ظلَّ) لمصاحبةِ الصفةِ الموصوفَ نهارَهُ و (باتَ) ليلَهُ.
قالَ الأُبَّدِيُّ الشارحُ: يعني: أنَّ (ظلَّ) و (باتَ) ناقصين يدُلان علَى وقوعِ مضمونِ الجملةِ في النهارِ والليلِ، وتكونُ بمعنَى صارَ؛ كقولهِ تعالَى:{ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل: 58]؛ أي: صار، وقوله تعالَى:{فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [الواقعة: 65]، وقوله عليه السلام:"فإنَّ أحدَكُم لا يدري أينَ باتَتْ يدُهُ"؛ أي: صارتْ، ومعناهُما تامَّتين: أقامَ نهارًا أو ليلًا.
(1) زيادة من "ت".
(2)
انظر: "شرح الجمل" لابن عصفور (1/ 424).
(3)
هو الإمام أبو موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي البربري النحوي، كان إمامًا في علم النحو، كثير الاطلاع على دقائقه وغريبه وشاذه، صنف المقدمة المسماة بـ"القانون"، أتى فيها بالعجائب، وهي غاية في الإيجاز مع الاشتمال على شيء كثير من النحو، ولم يسبق إلى مثلها، واعتنى بها جماعة من الفضلاء فشرحوها؛ كابن مالك، توفي سنة (610 هـ) بمراكش. انظر:"وفيات الأعيان" لابن خلكان (3/ 488)، و "كشف الظنون" لحاجي خليفة (2/ 1800).