الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَحَمَلَه غيره أيضاً علَى هذا لمَّا ذكرَ معنى التحجيل فقال: وهو في هذا الحديث مُستعارٌ، عبارة عن النورِ الذي يعلو أعضاءَ الوضوء يوم القيامة؛ أو كما قال (1).
السابعة:
التحجيلُ: البياضُ في قوائم الفرس كلِّها أو بعضِها.
وقد غلَّب الفقهاءُ اسم الغُرةِ علَى ما في الوجهِ واليدين والرجلين، فيقولون: تطويلُ الغرةِ مستحبٌّ، ويريدون به البياضَ في الجميع.
* * *
*
الوجهُ السادس: فيما يتعلق بشيء من الألفاظِ غير ما تقدم، وفيه مسائل:
الأولَى:
قوله صلى الله عليه وسلم: "الغُرُّ المُحَجَّلُون" ظاهرٌ في اختصاصِهم بذلك دونَ سائر الأمم بالقاعدةِ البيانية، وقد وردَ مصرَّحاً به من رواية سعدِ بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ حوضي أبعدُ من أيلةَ مِنْ عَدَن، لهو أشدُّ بياضاً من الثلجِ، وأحلَى من العسلِ باللبنِ، ولآنِيَتُهُ أكثرُ من عددِ النُّجومِ، وإنِّي لأصدُّ النَّاسَ عنه؛ كما يصدُّ الرجلُ إبلَ النَّاسِ عن حوضِهِ". قالوا: يا رسول الله! أتعرفنا يومئذٍ؟ قال: "نعم، لكم سِيْمَا ليسَتْ لأحَدٍ من الأممِ، تَرِدُونَ عليَّ غُراً
(1) قاله القاضي عياض في "إكمال المعلم"(2/ 43)، وكذا القرطبي في "المفهم"(1/ 500).
مُحَجَّلِينَ من أثرِ الوُضُوء". أخرجه مسلم (1).
وفي رواية: قالوا: يا رسول الله! أتعرفنا؟ قالَ: "نعم، لكم سيما ليست لأحدٍ غيرِكم، تَرِدُون عليَّ غُراً محجَّلين من آثارِ الوُضوءِ"(2).
وفي رواية: قالوا: يا رسول الله! وتعرفنا؟ قال: "نعم، تَرِدُون عليَّ غُراً محجَّلين من آثارِ الوُضوءِ؛ ليسَتْ لأحدِ غيرِكم (3) "(4).
وفي حديث آخر: قالوا: فكيف تعرف من يأتيْ بعدَك من أمتك يا رسول الله؟ فقال: "أرَأيتَ [لو] (5) أنَّ رجلاً لَهُ خيلٌ غُرٌّ محجَّلةٌ (6)، بين ظَهْري خيلِ [دُهْمِ] بُهْمِ، ألا يَعرِفُ خيلَهُ؟ " قالوا: بلَى، يا رسول الله! قال:"فإنَّهُم يَأتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ من الوُضوءِ"(7).
(1) رواه مسلم (247/ 36)، كتاب: الطهارة، باب: استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء.
(2)
رواه مسلم (247/ 37).
(3)
جاء على هامش "ت" زيادة: "من الأمم"، وليست هذه الزيادة في "صحيح مسلم"، والله أعلم.
(4)
رواه مسلم (248/ 38)، كتاب: الطهارة، باب: استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء.
(5)
زيادة من "ت".
(6)
في الأصل "محجلين"، والتصويب من "ت".
(7)
رواه مسلم (249/ 39)، كتاب: الطهارة، باب: استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء.