الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر احتمالًا وقال: وإما لأن سعدًا لم يكن حاضرًا إذ ذاك بمكة، وإما لأمر آخر، والله أعلم (1).
السادسة:
لم يُذكر في هذا الحديث دخولُه في الإسلام، ولا يمكن إجراؤه على ظاهره، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له:"إنك لا تستطيع ذلك يومَك"(2)، ونفس الإسلام يُستطاع مع الإخفاء، وتأخيرُ الإسلام ممتنعٌ مع التمكُّن، والمبادرة مع ذلك فرض مضيق.
السابعة:
فيه عَلَم من أعلام النبوة؛ لإتيانه صلى الله عليه وسلم بـ (إذا) التي تستعمل في محقَّقِ الوقوع، وقد وقع المخبَرُ به على وَفْقِ الخبر، وقد جاء الخبر مصرحًا به في حديث خبَّاب:"واللهِ لَيُتِمَّنَ اللهُ هذا الأمرَ"(3)، وفي حديث عدي بن حاتم (4)، وما في كتاب الله تعالى:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة: 33].
الثامنة:
قوله: "أَخبِرْني عن الصلاة" قال أبو العباس أحمد بن عمر فيه: أنه سؤال عن تعيين الوقت الذي يجوز النفل فيه، من الوقت الذي لا يجوز، قال: وإنما قلنا ذلك؛ لأنه عليه السلام فَهِم عنه ذلك، فأجابه
(1) انظر: "المفهم" للقرطبي (2/ 460 - 461).
(2)
"ت": زيادة "هذا".
(3)
رواه البخاري (3416)، كتاب: المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام.
(4)
رواه البخاري (3400)، كتاب: المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام، بلفظ فيه: "فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة
…
"، الحديث.