الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وملأنا عجباً فقد كان يقضي اليوم والليلة وهو يسأل فيجيب بأحسن بيان وأقوى برهان. وطالما سمعنا منه المدح والثناء لأمراء مصر الذين تفضلوا عليه بالفو والإحسان فنحن نثني على الحكومة المصرية التي رخصت لهذا الفاضل في نشر علومه بين الجنسين المصري والسوري لتنوير الأفكار وجمع الشتيت وتأليف النافر من النفوس فإنه ينادي بالوحدة الشرقية التي ما نادى بها إنسان إلا مدحته الكائنات لازال بدرسماء وشمس فضل ينير العقول والأفكار.
جلبي السامري من نابلس
قد كتبنا في السامرة كتاباً سميناه التذكرة العامرة بأحوال السامرة تكلمنا فيه على دينهم وعوائدهم وتاريخهم بما لم يكتبه أحد قبلنا فما كتب الغير إلا أخباراً متطايرة وهذا أخذناه عن مصدره من أفواه الكهان وكتبهم وسنطبعه إن شاء الله تعالى.
نديم
رثاء
قدمنا في العدد الماضي خبر وفاة المرحوم الشيخ أحمد أبي الفرج الدمنهوري ووعدنا بذكر شيء من ترجمته فنقول ولد رحمه الله تعالى ببندر دمنهور وتربى على نفقة والده وحفظ القرآن حتى إذا يفع وظهرت عليه علامات النجابة والذكاء طلب العلم بدمنهور ثم رحل إلى الأزهر الشريف وأخذ عن أشياخه حتى صار من رجال الفضل ثم عاد إلى بلده وقد ملئ أدباً وفضلاً فاستطاب الناس حديثه وشعره ونثره ودعوه إلى مجالسهم فعلا ذكره وانتشر بين الأمراء وسادات مصر فقر بوه اليهم واتخذوه نديماً وسمير الحسن محاضرته ولطف تعبيره ومزجه
الهزل بالجد ترويحاً للنفوس وكان خصيصاً بالمرحوم شاهين باشا فكان يبره ويقربه منه في كل مجلس وقد قضى عمره في عز القناعة وشرف الزهد فيما في أيدي الناس لا يقبل إلا الهدايا من الأمراء وأعيان البلاد الذين لهم به تعلق وكان قوالاً له شعر نقي رقيق ونثر بليغ يستظرفه كل من عاشره ويستخفه كل من جالسه ما دخل مجلساً إلا دخله الأنس والسرور توفي رحمه الله ثاني ليلة من ربيع الثاني سنة 1310 بعد صلاته العشاء وآخر كلامه إنا لله وإنا إليه راجعون فاحتفل أهل دمنهور بجنازته وشهدها العلماء والحكام والأعيان وأفراد الناس ذكوراً وإناثاً حتى زاد المشاة أمامه عن ستة آلاف نسمة وقد رثاه صديقه الفاضل الماجد الشيخ حميدة سالم الدمنهوري بقصيدة 44 بيتاً اختصرناها لضيق الجريدة فمنها:
هو الموت كم يسطو وبالحركم يعدو
…
فيلخصه شزرا يروح فلا يغدو
فما الخطب بين الناس إلا مهند
…
بكف المنايا والنفوس له غمد
وما هذه الدنيا بدار إقامة
…
وليس لمخلوق بها يعهد الخلد
فيا غافلاً والموت يرعى زمامه
…
تنبه لموت في تأمله الرشد
تزود لدار لا يزول نعيمها
…
وصفو صفاها دائم الخلد ممتد
وقدم من الفعل الجميل الذي به
…
تطيب لك الذكرى وينتشر الحمد
فما الموت بالنائي عن المرئ لحظة
…
ولم يدر إنسان عليه متى يعدو
وكل عزيز للمنون مذلل
…
إليه وحر النفس فهو له عبد
فتبأ لموت قد عدا بأخذ العلا
…
أبي فرج من راح يصحبه المجد
حليف المعالي أحمد الفضل من مضى
…
وقد كان من أوصافه الحلم والزهد
بديع المعاني من تحلى بمنطق
…
وأشهى بيان في المقال هو الشهد
كريم السجايا رب كل فضيلة
…
ومنقبة حسناء لم يحصها عد
لقد كان بحراً للفضائل صافياً
…
حلا منه للظمآن من قومنا الورد
هو العالم المفضال والشاعر الذي
…
قصائده في جيد دهر العلا عقد
له خير شعر هامت الشعرا به
…
ونثر به ورق الحمائم كم تشدو
وكان إماماً في البلاغة ماهراً
…
وفي كل فن بالدليل له اليد
لقد طاب حقاً سيرة وسريرة
…
واصلاً وفصلاً فاح من نشره الند
وقد عاش بين الناس خير مؤانس
…
بألطف آداب يضاحبها الجد
فمن ضاق صدراً كان عنه مفرجاً
…
بحسن فكاهات برقته تبدو
وكان جليساً للذوات محبباً
…
إلى الناس يحلو منه عندهم الود
فيا لهفي قد أصبح اليوم نازحاً
…
عن الأهل والخلان ليس له عود
لقد راح من دار الفنا متزوداًَ
…
بصالح أعمال لدار البغا يغدو
وأصبح في دار النعيم ممتعاً
…
بحور وولدان صفاتهم ملد
وحاز من الرحمن أطيب رحمة
…
ومغفرة منه وتم له السعد
فلا زال مغموراً بغفران ربه
…
ومنه الرضا طول الدوام له يبدو
بيد المقبول والابتهاج استلمنا الجزئين الأول والثاني من كتاب مختصر تاريخ الأمم الشرقية القديم تأليف الفاضل الكامل الأستاذ حسين أفندي ذكي مدرس اللغة الفرنساوية في المدارس الإميرية فالجزء الأول 44 صحيفة يشتمل على ملخص تاريخ مصر والثاني 30 صحيفة يشتمل على