الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الخديم الوطني وأصبح كل فريق يتلو على مثيله ((لا تتخذوا بطانة نم دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر)) فها أنا بينت لك أحوال الجرائد وأخبرتك أن الحكومة المصرية ورجال الإنكليز لا يتعرّضون الآن ليشيء مما يختص بها وكيف يكون ذلك في عهد وزير خطير غاية سعيه إصلاح حال الأمة ووقوف كلٍ عند حدِّه وتصرف كل إنسان في شؤونه الخاصة بحرية لا يدخلها حجر ولا يشوبها تضييق. فأنت بالخيار في الاشتراك فأية جريدة مخلصة أردت الاشتراك فيها فاشترك ممتعاً باختيارك وإياك وجرائد أعداء الوطن الخائفين.
فمن ينصر الخوان فهو شريكه=ومن يألف الكذاب ساءت مقاصده
ومن يصحب النصاح يعليه نصحهم=ويمسي وفوق النيرين مراصده
الأزهر الشريف بمصر وجامع الزيتونة بتونس
هذان المسجدان هما روضتا العلم اليانعتا الثمر الطيبتا الأثر أما الأزهر فلا ينكر أحد ما له من الأهمية في العالم الإسلامي أجمع ومن تخرج فيه من الجهابذة والأساتذة والمؤلفين الذين هدوا العالم الإنساني إلى طرق المدنية والفضل بتأليفهم المفيدة ومبتكراتهم البديعة وهو يزداد كل يوم حسناً ويزهوا جمالاً بأفاضله القائمين بحفظ الشريعة ونشرها بواسطة تعاليمهم فقد ملئ بالأئمة الأعلام الحائزين رتب المزايا والفضائل وكلهم قائم بتدريس ما نيط به من فنون التفسير والحديث والأصول والفقه والتوحيد والمنطق والبيان والبديع وأدب البحث والوضع والتجويد والقرآت والمصطلح والحساب
والتاريخ والإنشاء والعروض والقوافي وغيرها من العلوم النقلية والعقلية التي لابد للعالم الشرعي منها والهمة مبذولة في تحسين طرق التدريس وترتيب حال الطلبة من أفضل الفضلاء شيخ لإسلام العلامة صاحب السماحة والفضيلة الشيخ محمد الأنبابي الذي وجه كل عنايته في تنظيم هذا المسجد المبارك وقد علمنا أن ديوان لأوقاف المشمول بنظارة الحضرة الخديوية الفخيمة ساع في ترتيبه مساعدة لحضرة شيخ الإسلام على هذه الخدمة الجليلة فأملنا من هذا الديوان معرفة استقلال هذا الجامع واحترام شيخه وعدم إدخاله في الملحقات التي تصيره فرعاً وهو أصل لا يصح أن يلحق بغيره استتباعاً فإن تقلبات الأحوال حذرتنا من التهاون في مثل هذا الاستتباع لاختلاف العمال الموردين على إدارة الأوقاف ولا ينجي الأزهر الشريف من تلاعب الأفكار به إلا استقلاله تحت إدارة شيخ شيوخه وأولى أن يكون التفات الأوقاف نحو صرف المستحق له فإنه يوجد نحو الثلاثين من العلماء الذين تم امتحانهم لا راتب لهم والبعض من السابقين راتبه لا يقوم بمعاشه مع انقطاعه للتدريس فحبذا لو كان توجيه عناية أوقاف لهذه الوجهة وسنعود لهذا الموضوع بعبارة أوسع وأعم. أما جامع الزيتونة فحكمه حك الأزهر ولكننا علمنا من جرائد تونس أنه حجر على طلبته إعطاء الشهادة إلا لمن يمتحن في الرياضيات والطبيعيات وهذه علوم لا تقرأ فيه ولا يعول عليها علماء الشريعة فكيف يكلف الإنسان بأداء ما لم يره ولا يقول به وأملنا في الدولة الفرنساوية أن تسعى في راحة إخواننا التونسيين وتتركهم وما اعتادوا عليه في مسجدهم الشرعي الذي لا يتعرض للسياسيات فإن إلزام أهله بتدريس هذه العلوم
مع عدم اعتقادهم لها بل مع علمهم بضرر معظمها بالعقيدة الزم بترك الدين شيئاً فشيئاً وحكمة فرنسا في
سيرها تأبى أن توغر صدور المسلمين بضغطها على أفكار علمائهم فإن المسلمين كالجسد الواحد إذا أصيب بعضه تألم كله فنرفع لحضرة الوزير التونسي هذا الرجاء على لسان جريدتنا وإنما هو على لسان المسلمين موقنين أنه يصدر أمره بترك العلماء وشأنهم يدبرون شؤُونهم بأنفسهم ويجرون في تدريسهم وامتحانهم على عاداتهم ولا يعز ذلك على عناية فخامة الباي المعظم. وهذا الذي نتخذه نذيراً لإلحاق الأزهر بالأوقاف إدارة وترتيب فإن ثقتنا بالقائمين بالأعمال الآن لا تمنع من تخوفنا من المستقبل إذا استمر الاحتلال لأجل طويل معاذ الله تعالى.
حظينا بمقابلة الوجيه المحترم عزتلو محمود بك العظم صهر صاحب السماحة والفضيلة السيد الماجد أبي الهدي أفندي الصيادي الحسينين قادماً من الآستانة العلية ومعه عائلته وصاحبة العصمة حر السيد أبي الهدى أفندي ووالدتها الكريمة قاصدين الأقطار الحجازية لأداء فريضة الحج وقد نزلوا مكرمين مبجلين بسراي سماحة الفضل السيد توفيق أفندي البكري بالخرنفش وعين حفظه الله من يلزم من الأغوات لاستقبالهم وكان ألم بالمصونة والدة الحرم انحراف في الصحة فبادر بإحضار طبيبه الخاص لمعالجتها فنقهت ورزقت تمام الشفاء وقد رأينا من هذا الصهر أدباً وكمالاً وتهذيباً وسيقوم الجميع لبيت الله بعد أدائهم زيارة آل البيت النبوي هنا صحبتهم السلامة ورافقتهم العناية الإلهية وجعله الله حجاً مبروراً موشحاً بالقبول.