الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولاح بدر الأماني وهو يخطر في
…
ثوب الكمال وشمس المجد قد طلعت
قم وأطلب السعد فالأيام باسمة
…
والعز أعلامه في مصر قد نشرت
لله عام علمنا من بشائره
…
نيل المراد وأوقات الصفا حضرت
وكيف لا ومليك العصر سيدنا
…
عباس باشا به أيامنا سعدت
ساس الأنام بعدل جل واهبة
…
هذي العلوم التي آياتها بهرت
الدهر طوع له والسعد خادمه
…
أخلاق أجداده الغرا إليه سرت
إلى إن قال
وطالع السعد لما أرخه
…
عام منيرٌ وشمس بالصفَّا تبعت
وهي طويلة اقتصرنا على المختار منها وأنا مع عجزنا عن الدخول في زمرة الهنئين نسأل الله تعالى أن يجعل أعياه متتالية وأيامنا بطول حياته الطيبة مزينة زاهية وأن يمتعنا بتوجهاته العلية وحسن رعايته.
الأفراح الرياضية
ما شاء الله كان
بسم الله ذي الجلال الحي القيوم احصن ساحة عز اشرقت فيها شموي أنس وطلعت عليها أقمار أفراح وأمطرتها سماءُ الصفا طرباً وسرور افناسبت رياض المجد والشرف بما فيها من الأنس والابتهاج وما ثلت أنوارُها وضؤها الكهربائي وزينتها البديعة أثمار انشراح وحبور على ذوات الوافدين فغنهم أغصان عز وسعادة تسقى بماء محبة نمبر الفضل وطالع السعد عنوان الكمال وأمام محراب أمراء العصر من تفخر به
مصر وتحفظ تاريخع الأيام ذي الدولة الوزير المصري الجليل مصطفى رياض باشا حفظ الله تعالى وجوده وأدام لكل مصري سسعوده. فهي ساحة احتفل فيها بالعيد الأكبر والمهرجان الجامع الذي أُعد لاجتماع أمراء المصريين وذواتهم وعلمائهم ووجهائهم ليشهدوا أفراح نجله السعيد النبيه النبيل المرشح لعوالي الرتب التي تفخر بارتقائه إليها الفاضل ذي السعادة محمود رياض باشا محافظ عموم قنال السويس حالاً أدام الله تعالى أيام سروره وجعل أوقات عمره المبارك أوقات أفراح وابنتهاج وكيف يغيب عظيم عن موسم جمع الأحباب ودعى إليه كل وجيه من المدن والقرى وشدا فيه بما ينعش الأرواح ويبعث الأفراح بلبل غصن الطرب معبد زمانه واسمحق أوانه الوحيد في صناعته وأدبه ولطفه عبده افندي الحمولي متصلاً صوته اللطيف بصوت صديقه الذي أعاد له فات من ضروبا لموسيقى وحرك النفوس برخيم صوته الشيخ يوسف خفاجة يساعدهمات على تفريح القلوب بصوتهما عودٌ غنت عليه الورُق وهو أخضر وغنيا عليه وهو يابس يكاد ينطقه بما يقولون فريدا عصرهما أحمد افندي الليثي ومحمد افندي عثمان ومن معهما من رجال تخت كادت ترقص ثريات الفرح طرباً بما يبديه. وقد رتبت الضيافة الوزيرية في ليال متتالية دعي لكل منها فريق من الناس وما أحسن ما صنعه هذا الوزير الجليل من توزيع سفر الطعام على بيوت جيرانه الذين ربما منعهم الحياءُ من مزاحمة الأمراء والأعيان في أمكنة الطعام. ولله ذاك المنظر البعج المحلي بأقمشة من صنع المصريين تمثل للناس شرفهم واقتدارهم على أحسن ما يتخذ للزينة والبهجة وتبكت الغافلين عنها بأنها تبقى في دكاكين صناعها حتى يطلبها مثل هذا الوزير
أو يأتيها ساح أوروبي ليشتريها. وبالجملة فإن العبارة لا تفى بشرح هذا
المهرجان الجليل والفرح الجميل وقد أرخه الفاضل الكامل والأستاذ الجهبذ العامل أمام محراب البلاغة وخطيب منبر الفصاحة الشيخ علي الليثي بقصيدة طبعت بجريدتنا الأستاذ وتلاه العالم التحرير الشاعر المجيد الشيخ سليمان العبد أحد علماء الأزهر الشريف فارخه بقصيدة جليلة.
وقد احسنا وأجاد في تاريخ فرح شهد من الأيام أسعدها وهي أيام الحضرة الخديوية العباسية التي شربت النفوس محبتها ولهجت الألسن بالدعاء الصالح لذاتها الكريمة أن يديم الله تعالى أيامها ويجعلها أيام خير وسرور. ومن غريب الاتفاق مصادفة الفرح لعيد ميلاد مولانا الخديوي الأعظم عباس باشا الثاني وهذا الاتفاق فال حسن يبشرنا بأن سيولد للعروسين أبناء كرام طوالعهم سعيدة ورتبتهم عالية يحفظ لهم تاريخ الميلاد كما حفظ لسيد بلادهم وموجه عنايته إلى جدهم وأبيهم أيده الله تعالى وقد ثنى هذا الاتفاق اتفاق أحيا المولد الحسيني الجليل فكانت أيام الفرح مشملة على أفراح عامة وخاصة وهو اتفاقعجيب. وقد وفد الأمراء والعلماء والأعيان وذوو المظاهر على هذا الوزير مهنئين ومباركين.
ولا ينسى المصريون الاحتفاق بزفاف ذات العصمة عرسو الهنا والصفا حيث جاءت من ثغر اسكندرية على قطار مخصوص واستقبلت في محلة مصر بالإجلال والتعظيم وانتظم الموكب تتقدمه الموسيقى العسكرية السواري وفصيلة فرسان الجيش المصري وفرقة من خيالة البوليس وقد سارت مشاة البوليس بجانبي الموكب وهرع الناس رجالاً ونساء وكباراً وصغاراً إلى الشوارع
المار بها الموكب الجليل فسار من محطة مصر محاطاً بجاويشية الحرم المخصصين لمثل هذا الموكب إلى شارع وجه البركة ثم على شارع محمد علي إلى الحلمية حيث انتهى إلى سراي الوزير الجليل والعروس النبيل
وسان التهنئة يخبر عن حسن صنع دولته مؤرخاً
رب المحاسن زف الشمس للقمر
202 10 87 431 400
سنة 1310
وفي منتصف الساعة الخامسة ليلاً سار موكب العروس الفاضل مشتملاً على فرقة من العساكر حاملة للسلاح لتأديه التعظيم اللازم وأمامها فرقة أخرى تتقدمها الموسيقى العسكرية
ثم مرَّ إلى شارع سبيل والدة عباس باشا الأول ثم إلى جامع الماس الكائن بميدان الحلمية فدخل العروس ومن معه لصلاة العشاء والناس كانوا يقتصرون على صلاة العروس وهم ينتظرون أما هذا فصلَّي معه كل من صحبه إظهاراً للعشائر الدينية ثم خرج الموكب ومشى محفوفاً بالأُبهة والجلال حتى دخل السراي العامرة مرموقاً بأعين التعظيم والإجلال قد خلعت عليه الأفراح ثوب أنس وسرور وكل محب يقول
أُحب فرح رياض
11 288 1011
سنة 1310
وقد خطب في ساحة الفرح جماعة من أفاضل الوقت وأذكيائه ثم اطلقت العساكر بنادقها طلقات متتالية ودخل العروس بيت العز والشرف