الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قل موتوا بغيظكم
إذا مررت على رجل يضطرب ويسعل ويمرث عينيه وقد انتفخت أوداجه واحتقن مخه حقداً أو غيظاً فاعلم أن الأستاذ صار شجىً في حلقه وقذىً في عينه والتهاباً في مخه ومغصاً في أمعائه وقالجاً في أعضائه فهو يحاول معالجة نفسه وبماذا يعالجها غير افترائه الكذب على الأستاذ وإشاعته الترهات والأباطيل وجعله الأستاذ جفراً يأخذ أعداده ومراتب حروفه وباطن الظاهر وبسط المجمل ورد البنات إلى الأمهات وتحويل حروف المنطوق إلى كسر المفهوم وجمع ما سهر في رصد كوكبه وحساب طالعه في وفق ثلاثي أو رباعي ووضع الحروف الإشاعية تحت كل ضلع وضم السر المكتوم إلى مجموع الضلع والإشاعي وأخذ الباقي بعد إسقاط إعداد النار والتراب والماء والهواء ثم يعود لجمع المفردات وتوليد طبقاتها لعله يستنتج من هذه الزيارج والجفور أن الأستاذ جريدة. س. ي. ا. س. ي. ة. وهذا الذي يحتال لتركيب فرية يصدق عليها هذا الاسم المطلسم. ولكنه كلما حاول القيام لهذه الضلالة أقعدته سريرة الأستاذ الطاهرة التي يعلم إخلاصها كل ذي نفس ناطقة فإنه ما ظهر إلا للتهذيب والتأديب وإصلاح ما فسد من بعض الأخلاق والإرشاد إلى مكارم الأخلاق وإحياء الصناعة والزراعة والتجارة ومنع التخاذل والتضاغن الراجعين بأية أمة حلا بها القهقرى. ثم هو الوطني الذي لم يفتح ليكون لساناً لأجنبي أو تضليلاً لشرقي وإنما فتح تحت رعاية الحكومة المصرية الجليلة ملحوظاً بعين نظارها الفخام مرموقاً
بنظر مأموريها الكرام ليس لصاحبيه مسند ينسبان إليه إلا مسند سيدهما الخديوي الأفخم صاحب النعمة عليهما وولي أمرهما ومفيض إحسانه عليهما بالعفو عن أكبرهما وإرجاعه إلى وطنه تحت حمايته ورعايته ورجلان يقدران نعمة سيدهما حق قدرها جديران بأن يجعلا حياتهما وقفاً على خدمة سيدهما وإذ قد عز عليهما الخدمة الذاتية فهما يخدمان الأمة المحاطة برعايته المحفوظة بعنايته لعلمهما إن خدمتها خدمة لجلالة مقامه السامي حفظه الله تعالى. فقل للساعي عد خائباً فقد علم الخاص والعام سوء طويتك وخبثك في كل ما تقدمه لإنسان بدعوى الخدمة والنصيحة وإشاعتك وقوف الأستاذ ما بلغت أذناً إلا وعلمت مصدرها آثر ذي أثير فضحك السامع وخزي المبلغ ولئن ساءَك تقدم الأستاذ وإقبال الأمة عليه حتى صار يطبع منه كل مرة ألفا نسخة فقد سر كل مصري وسوري وإفرنجي بمشربه الذي لم يزاحم فيه جريدة ولا مس به حقاً من حقوق أية أمة ولا قصّر فيه عن نصيحة الطوائف
الشرقية على اختلاف الجنس والدين وهذا طريق لو فوض إليك نشر جريدة لوجدته وعراً ممتلئاً بالعقبات والغابات المخوفة فلا يسلكه إلا كل خبير بطرق مسالك الإصلاح وكنت أحب أن أرفع فريتكإلى الخاصة والعامة ليكذبك كل إنسان واجهك وليحذر منك من يتوهم أنك من دعاة الحق ورجال الصدق ولكن تذكرت خيبتك وغليان جوفك بقطران حقدك فأعرضت عنك تنزهاً وتكرماً وقلت دع من خرج تحت أستار الخفاء ليصيد صيداً فسقط العشاء به على سرحان.