الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحمدية العلوية مشتملاً على ملخص تاريخ كل من المرحومين محمد علي باشا وابراهيم باشا وعباس باشا وتوفيق باشا والبرنسين حسن باشا وطوسون باشا والمحفوظين اسماعيل باشا والخديوي عباس باشا الثاني والبرنسين حسين باشا ومحمد علي باشا وقد حلي الكتاب بصور المذكورين تخليداً لذكرهم ورسم ذواتهم وهو كتاب نفيس لا يستغنى عنه كل حب لهذه العائلة الكريمة ومتطلع للأخبار ولطائف التاريخ.
سؤال وجواب
وردت هذه الأسئلة من أحد أفاضل الأزهر المنير طالباً الجواب عن كل منها وهي:
أن القانون الذي وضعته في جريدة الأستاذ للدراسة الأزهرية كان له وقع حسن عند معظم المجاورين والعلماء غير أن البعض منهم أخذ عليكم أشياء منه إهمالكم عنها لعل الجواب يكون دافعاً لما خطر بالأوهام أولاً. قلتم أن الداخل للأزهر يمتحن في القرآن والمتون مع أن كثيراً من الطلبة لا يحفظون القرآن والمتون بل كان أن يكون حفظ القرآن من خواص المصريين فكأنكم حجرتم التعليم على غير المصريين وهذا غير ما تريدونه من تعميم التعليم. الثاني. أن البعض فهم من عبارتكم أنكم تريدون إلحاق الأزهر بديوان المعارف وهذا يقضي أن يدخل تحت إدارة الأجانب وهذا لا يسلم به مسلم ولا يرضاه غيره. الثالث. أنكم قلتم تمتحن التلامذة في كل سنة ولم تبينوا الممتحنين ففهم البعض أنكم تريدون أن تحيلو
امتحانهم على ديوان المعارف وهذا لا يرضاه أحد. الرابع. أنكم قلتم في مادة الامتحان أنها أجنبية أو مدسوسة ففهم البعض أنكم تطعنون في هيئة المشيخة وحيث أن هذا كله مما يحتاج لبيان قدمت إليكم هذا طالباً كشف هذه الحقائق وتبيين الغامض منها وإلا فإن نيتكم الصالحة وخدمتكم الملة والوطن لا ينكرها عليكم أحد ولكم الفضل على ما تبدونه من الجواب الشافي.
الأستاذ أما طلبنا امتحان الراغب في القرآن والمتون فلم نرد به إلا خث الناس على تحفيظ أبنائهم القرآن لتتسع ملكاتهم ويفرقوا بينه وبين كلام المخلوقين وليعلموا مأخذ الأحكام منه والمعاني التي انطوى عليها فإن من لا يحفظ القرآن لا يفرق بينه وبين كلام النبوة بل ولا كلام الأفراد فإن الإنسان لا يمكنه معرفة ما لم يره من قبل فلو كان طالب علم لا يحفظ القرآن وسأله رجل عن عبارة ليست من القرآن فإنه لا يدري أن كانت قرآناً أو غير قرآن إلا بسؤال الحفظة أو مراجعة جميع المصحف وفي هذا من الإخلال بمقام العالم ما لا يخفى على أننا إذا أقللنا من حفظة القرآن فقد هدمنا ركناً عظيماً من الأركان الدينية فإن الأجنبي لا يريد منا ألا ترك القرآن وعدم الاعتناء بحفظه فعبارتنا حث على حفظه والمحافظة عليه لا قطع لطريق التعلم. وغير العربي يمكنه أن يكرره في المصحف المرة بعد المرة حتى ترتسم في ذهنه صور الآيات ويعرف النظم القرآني بحيث لو مر عليه بعد ذلك لأمكنه أن يفرق بينه وبين الكلام الأجنبي وبهذا يكون بعيداً عن قبول المدسوس لو كان في جهة لا
حفظة فيها ولا مصحف معه فضلاً عن أننا نرى غير المسلمين يحفظون أبناءهم الضروري من كتبهم فيخرج الطفل عارفاً
بالكلمات التي تجمع العقيدة محيطاً بغيرها ولا ينبغي أن تكون أقل درجة منهم ونحن في مقدمتهم تعلماً وتعليماً وحفظاً ومحافظة. وأما المتون فإذا لو امتحنا حافظاً لما وغير حافظ أوجدنا الفرق ظاهراً لا يحتاج لبيان فإذا علم الطالب أنه يمتحن فيها اجتهد في حفظها قبل دخوله وحال طلبه على أننا يمكننا أن نفتح مكاتب لحفظ القرآن والمتون وتعليم الخط والحساب في نفس الأزهر أو في المكاتب الموقوفة لذلك تحت رعاية ومشيخة سماحة شيخ الجامع فنحيي الأوقاف ونكثر من الحفظة. وأما إلحاق الأزهر بديوان المعارف فإني لم ألوح لذلك ولا أقول به بل أنا ممن يعارضون في ذلك كل المعارضة بل ممن يفضلون منع التدريس منه على وضعه تحت إدارة لا يهمها العلم الشرعي ولا تسعى في حياته وإنما طلبت من الحكومة مساعدة الأوقاف على نشر التعليم واتساع دائرته بتوزيع الطلبة في المدارس الخيرية والصرف عليهم بما فيه الكفاية وهذا سعي في مصلحة الأزهر لا في مصلحة المعارف ومن يقول أن المدارس الدينية ينبغي أن تكون ملحقة بالإدارة وهي عرضة لأن يتولاها أجنبي أو من لا يرون المحافظة على الدين فضلاً عن أن المجمع الديني في كل أمة منفصل عن جهات الإدارة مستقل برجاله فالكنائس المسيحية والاسرائيلية منفصلة عن دوائر الأحكام الإدارية في كل دولة فالذي فهم ذلك من عبارتنا أخطاء وأساء ولم يعط العبارة حق التأمل. وأما الامتحان فإنه يكون بحضور لشياخ المدارس وتنقل كل فريق إلى مدرسة غير مدرسته لامتحانها بحضور شيخ الجامع الأزهر ومن يدعوهم من العلماء والمتفرجين. وأما مسئلة مادة الامتحان فإن الطعن موجه للمادة من حيث هي لا من حيث نسبتها إلى زيد
أو عبيد من الأفراد فضلاً عن سماحة شيخ الجامع الذي أجله واحترمه واعرف له من الفضل ما يعرفه الخاص والعام كيف وأنا ممن تتلمذوا لسماحته في بعض الدروس افيطعن ولد في والده أو يقبح شيئاً من أعمال شيخ المسلمين استغفر الله استغفر الله وما زلت أقول أن طريقة الامتحان عقيمة لا تخرج علماء ينتفع بهم بل هي حجاب بين الطلبة ووصولهم إلى درجة التعليم بعد إنهاء الطلب على أننا نرى الأمم تسعى في تكثير الرؤساء الدينيين وبثهم في الأقطار دعاة الدين وتعليماً له وما نريد إلا أن يعطى الطالب حقه ويمتحن في وقت استحقاقه الشهادة لينصرف
إلى بلده معلماً أو مؤهلاً للتعليم عند الحاجة إليه فنتقدم بين يدي سماحة شيخنا الأكبر بطلب تغيير هذه الطريقة تسهيلاً لسبيل الامتحان وقبول طلب الراغبين قلوا وكثروا تكثيراً لعاصبة الخير والبركة. وأضيف لذلك جواباً عن سؤال شوفنا به وهو أنك تدعو العلماء ليكونوا من رجال السياسة وهم ليسوا من أهلها فقلنا أن السياسة التي تريدون الفرار منها هي التي تسعون خلفها فإن القضاء والإفتاء من فروع السياسة ووجود العلماء في مجلس النواب أو الوزراء للاستشارة في أمر أو أمور هو السياسة والاستفتاء عن العقار والدعاوي والبينات والجنايات والحقوق هو السياسة فلم يبق إلا ما يتعلق بناظر الخارجية والحربية والذات الخديوية مما لا تعلق للعلماء به وهذا لم ندع إليه. وقد زاد بعض الأفاضل الأزهريين بين وجها آخر وهو عمل جريدة علمية خاصة بالأزهر لنش ما يكتبه الطالبة فيها من الفوائد والمسائل العلمية وهو وجه حسن لا بأس به عند إجراء تلك المواد وأما الآن فيكتفي الطلبة بالجرائد العلمية الموجودة ولهم نشر ما يسنح لهم فيها حتى يتم النظام المراد.