الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 5
- بتاريخ: 20 - 9 - 1892
المرافعة الوطنية
رفع الوطن العزيز دعوى على أبناءه في محكمة الحقوق ونادى منادي العدل أنه ستنعقد الجلسة المشكلة من حضرات الفاضلين التمدن والعمران ورئيسهم النظام التام فمن أراد الحضور من ذوي الألباب وطلبة الحقوق فليحضر هذه الجلسة العلنية فهرعت مع من هرع وزاحمت الواقفين في ساحة المحكمة حتى صرت على مقربة من موقف الوطن العزيز وكان أبناؤه أنابوا عنهم المدنية الحاضرة لتذب عنهم وتقيم الحجة عليه. فلما انتظمت الجلسة فتح الرئيس الجلسة باسم القابض على زمام الحقوق تأييداً وتنفيذاً وبعد تلاوة أوراق القضية طلب من الوطن إثبات مدعاه وإقامة البرهان عليه فبادر قائماً وقال
أتقدم بين يدي حضرات أعضاء المجلس الموقر ورئيسه المرجوع إليه بتقديم خضوعي للهيئة الحاكمة واعترافي بحقية القانون وعدالته وإقراري بأن
الأمة المكفولة حقوقها بمحاكم متنوعة الاختصاص هي أمة المدنية والمساواة في الحقوق الوطنية. وأردف هذا كله بما يحس به كل عضو من أعضائي من سريان الفرح في كل ذات من ذوات المحكومين لبعدهم عن مهواة الاستبداد وتخلصهم من قيد الاستعباد وتمتعهم بنعمة أمير سوّى بين العظيم والحقير في الوقوف بين يدي سطوة العدل الناطق بها القانون المؤيد بتنفيذ الحاكم الأكبر اعتماداً على القضاة المقيدين بالنصوص الشرعية والمواد القانونية. وهذا الذي دعاني للوقوف في المقام الكفيل بالإنصاف. فإن تنزل حضرات القضاة الفضلاء لسماع دعوى العارف بقدرهم وعلو مقامهم وطهارة نفوسهم الزكية وبعدهم عن الدنئيات فإني بلسان الحق ولهجة الصدق أقول:
هؤلاء أبنائي الذي حضنتهم صغاراً وبذلن لهم خيري كباراً قد أحللتهم في روضةٍ خصبة الأرض طيبة التربة غزيرة الماء نقية الهواء حسنة الموقع الجغرافي لا تكلفهم في طلب معاشهم وتعظيم ثروتهم أكثر من حرث المزارع وبذرها وخدمة ما زرعوه وقتاً قصيراً فإذا طاب أخذوا منه الغذاء واللباس وما يتفكه به الإنسان من أطيب الفواكه وأحسن الخضر ثم باعوا الفال عن الضروريات بالذهب الرنّان واشتروا به المحسنات العمرانية وجددوا المآثر المدنية وأحيوا من ميت المجد ما صيرني عروساً حنَّت إلي النفوس عشقاً وهياماً فانجذب إليهم بكهرباء حُسنى أناس هجروا أوطانهم ووصلوني وخربوا بيوتهم وعمروني وخرجوا من ظلم جوهم إلى نور جوى الزاهي واستغاثوا بثروتي من فقر بلادهم الذي ألصق أيديهم
بالتراب أغثتهم بالذهب الأحمر والنعمة الكبرى وجرى الفريقان أبنائي والغرباء في طريق العمران
فبنوا المباني الشاهقة الجميلة ووسعوا دوائر مُدني إلى حد زاحمت فيه إسكندرية باريس وفاخرت به مصر لندن وعارضت به الهيئة العمومية كثيراً من البلاد التي قطعت الدهور الطويلة في الوصول إلى ما وصلت إليه في قرن. ثم انتقلوا من صور الملابس والطعام والشراب إلى ما هو حسن في اعتقادهم وجميل في مناظرهم. وكل هذه حقوق منحوها بعنايتي بهم وحسن توجهي إليهم فلم أترك حقاً من حقوق المدنية المنتشرة في عالمي الشرق والغرب إلا وقد مكنتهم منه ومنحتهم إياه. وكنت أظن أنهم يؤدون حقوقي الشرعية التي أوجبها عليهم شرع الوطنية وحفظها لي استيلاؤهم على حقوقهم الشخصية والاجتماعية فلما رأيتهم تمادوا في الإغضاء وتغافلوا عن حقوقي التي لعبت بها أيدي الضياع بينهم ناداني لسان عدلكم القويم هلّم هلّم وأبسط دعواك بين أيدي حفظة الحقوق فإنك لا تظلم في حق من حقوقك وها أنا بسطت لسادتي أُمناء الشريعة والقانون ما كان من شأني معهم وبكل احترام وتعظيم أطلب من عدل المجلس الحقي تكليف أبناء بإعطائي حقوقي الشرعية والمدنية وإلزامهم بالمصاريف التي يقتضيها مقام تنفيذ الحكم العدل في أمة تواطأت على أكل حقوق من وفاهم حقوقهم الوطنية والمدنية. هذا والمستعين على رد حقوقه بهذا المجلس العادل من أبنائه الذين أجلسهم على بساط العز الوطن الجامع المسمى بين الأوطان مصر.
المدنية الحاضرة
ثم جلس وقامت المدنية الحاضرة فقالت إن هذا الوطن العزيز ادعى دعوتين الأولى إيفاؤه موكلي حقوقهم والثانية مطالبته بحقوقه منهم. فعن
الأولى أقول إن أبناءه ما تحصلوا من حقوقهم إلا على شيء قليل فإن معظم مدنيته لغيرهم وإنما هم متفرجون على ما فيه فحكمهم حكم ضيف نزل البلاد ليرى ما فيها. وأما عن الثاني فإنه لم يبين حقوقه التي يدعيها ولا أعلم له حقاً عند موكلي. وحيث أن الدعوتين بنيتا على أساس غير متين وطلب غير قانوني فإني أرجو من هيئة المجلس رفض دعواه وإني حافظ لحقوق موكلي التي اهتضمها بدعواه ونسبتهم إلى أكل الحقوق معتمداً على القانون الحق في إقامة فرع أمام محكمة الجنح لرد شرفهم الذي ثلمه بدعواه الباطلة.
(الوطن) إن الذي ادعاه الخصم هو من حقوقي التي أطالب بها لا من حقوق موكليه ولكنه يموه على حضرات قضاة الهيئة ليفر مما هو مطالب به ولا يجد له محيصاً عن الإقرار به فإن الغير الذي عرض به ليس من أهل البلاد ولا من المولودين بين يديّ وإنما هم أقسام من الناس رأوا أبنائي سائرين خلف أهوائهم فجاؤوهم بالمحسنات والمشتهيات وعرضوها عليهم فانكبوا عليها شراءً واقتناءً حتى فرغ ما بأيديهم من المال عادوا إليهم بطلب الذهب بالربا الفاحش وانتهى الأمر ببيع المرتهن على ما أخذوه فوضع الغير يده على ما استحقه بجهالة أبنائي وخروجهم عن حد الأدب وميلهم مع الشهوات من غير نظر في العواقب فالذي اتخذه حجة يدفعني بها هو عين برهاني على صدق دعواي وأما حقوقي الشخصية فإنها غير محتاجة إلى البيان اللهم إلا أن يتغافل عنها ويزعم أنه لا يعرفها فإني أقدمها إذ ذاك حقاً حقاً. وعلى هذا فإني أعاود الطلب من المجلس العادل بحقوقي الشخصية والمدنية وإحالة الذين جنوا على شرفي على المحكمة الجزئية والذين قصروا في المحافظة على ما بأيديهم على مجلس
التأديب. والمجلس يستحق الشكر والثناء من الخاضع لأحكامه مصر.
المدنية
هذا الوطن يزعم أن موكلي اشتغلوا بالمشتهيات وتتبعوا المستحسنات الغريبة فوقعوا في الدين إلى آخر عبارته وبهذا سلبت حقوقه وامتهن قدره والحال أن أبناءه عندما انبعثت فيهم حمية الوطنية والغيرة الإنسانية اشتغلوا بالصناعة والتجارة والفلاحة والملاحة قديماً وحديثاً فكنت ترى في كل قرية الكثير من القزازين ينسجون القماش والزعابيط والدفئيات والحُرُم والملاءات وغيرها. والنساء والرجال والغلمان يغزلون القطن والكتان في وقت فراغهم من الأشغال وبهذا الاجتهاد توصلوا لعمل الملاءات من الحرير والقطن في مصر وإسكندرية والمحلة الكبرى وأسيوط وبسيون والفيوم. وعمل العصبة والغزليات والكريشة والشعاري والفوط والمناديل والثياب الحريرية في المحلة ودمياط. والقطني والشاهي والغزلي والبشاكير والفوط في مصر وإسكندرية. ومقاطع الحرائر الرقيقة سادجة ومنقوشة ومزركشة ومطرزة بالتلي والترتر والأزرار الحرير والصوف والقطن والشريط والتحرير والسواعد والبرانس الحرير والأُزُر وزر الطربوش والطواقي المقصبة والحزام والمخيش والكمر الحرير وفوط الحمام والوضوء والدكك والأكياس والمحارم ووجوه المخدات
الحريرية والصوفية مزركشة وغيرها كل ذلك في إسكندرية. وعمل الشرابات (الجوارب) الصوف والقمصان والحرام (أصله الحريم لما يلبسه المحرم) والبطانيات الخفيفة والسراويل وخمر النساء والزعابيط والدفئيات الرقيقة والمقاطع الصوفي في الفيوم. وعمل الحصر في منوف والقماش في كل بلد والنعال في مصر وإسكندرية ورشيد
ودمياط. وعمل القلل والدوارق والمحالب والقدور والبلاص والزير والماجور والطاجن والبوشة والشالية والصحفة والزبدية والخابية والإبريق والقادوس والمسرجة والمصحن كل ذلك يعمل من الفخار في جريس وقنا ومصر وكثير من البلاد. وعمل القفة والمقطف والفرد والطبق والنخ والبُرش والزنبيل والسمط والنطالة والمرجونة (وعاء من خوص تحفظ فيه الأشياء) كل ذلك من الخوص والحلفاء. وعمل السواقي من توابيت وذات قواديس والطواحين المائية والحيوانية والمحراث والقصابية والزحافة واللواطة والفاس والبارية والنورج والشرشرة والمنجل والقدوم والمنشار والمسطرين والدبورة والموس والمقص والملقاط وكماشة الأسنان والنجار والمسمار والشاطور والكلاب والمسلة والميبر والسكين والحربة والبريمة والمثقاب والفارة والدقماق واللجم ودناجل العربيات وأطواقها والطشوت النحاس والأباريق والهاوون والحنفيات والمناقد (المواقد) والمباخر والقماقم والصحون والطاسات والقزانات والصواني والغلايات. وعمل الكيزان والفانوس والفنار القماش والمصافي والمسارج الصفيح. وعمل الكراسي والطبالي والملاعق والمغارف والصلايات والمراجيح (الأراجيح) والمشايات والدرابزين الخرط والسرائر الخشبية والجريدية والأقفاص والنمالي (جمع نملية لما يوضع فيه الخبز خوفاً من النمل). وصياغة القرص وترصيعه بالماس والياقوت والحلق واللبة والصنيبرة والشعيري والكردان والخزام والأساور والخواتم والقصبة والعيون والجبين والقصة والطوق والدلمج والخلخال والحياصة وقفل الحزام والمنطقة وأصابع السواعد والمرايا وظروف القهوة وبكرجها
وأزقيها وصينية القلل والقهوة وطشت الوضوء والحمام والغسيل وطاسات الحمام والشبكات والماء والمباخر والقماقم والملاعق والأطباق وكل ما يلزم لخوان الأمراء وعرائسهم وعمل العيدان والتراكيب والشمع والقناديل والسروج والبراذع والتخت روان والطبل والمزمار والعود والقانون والدف والدربكة والرباب والكبريت الفتايل والزناد وورق البردي وحجارة العيدان والجوزة
والشيشة واللبد والماشة (الكماشة) والمقشة والمنشة والمروحة والمشربيات والخورنقات ودولاب السر (هو دولاب يصنع في الحائط يدور على قطب وله باب فإذا كان الرجل لا خادم له تضع المرأة الشيء فيه وتديره إليه فيأخذه إذا كان عنده ضيوف من غير أن يرى المرأة أحد) والملاعق والرفوف والسقوفات الجميلة والملاقف الغريبة والقمريات يتخلل ذلك كثير من صنعة الخراطة البديعة والنقوش اللطيفة. وعمل المراكب والذهبيات بآلاتها والقوارب. وعمل الشنف والطونس والدبلاق والدبارة والحبال وحجارة الطواحين والأرحاء وعدد الجمال وقطع الأحجار والرخام والبلاط وصنع الجير والجبس والقرب والزلع الجلد (أصلها السلع) وأكياس الدخان وخريزة النقود والشماسي والمراتب والألحفة والمخدات والناموسيات والستر والشلتات والمنصات والدكك والكرويت. ويخيطون من ضرورياتهم الزعبوط والدفية والقميص والسراويل والجبة والبنش والفرجية والقفطان والصديري والعنتري والقاوشمة والبلكة واليلك والكركة والفستان والتنورة والشنتيان والجلابية والملس والعرِي والبدّاوي والبشت والعباية والبرنس والكاكولة والضلمة والشخشير
والطوزلق والمريون. ويبنون البيوت المشتملة على باب ودركة وحوش فيها طاحون وإسطبل وبئر ومنظرة وتخته وبوش وحاصل ومحل للبواب وسلم يوصل إلى فسحة فيها قاعة حريمبة وقيعان أخرى ومقاعد وغرف وحمام ومطبخ وكيلار وصفف. ويبنون الحمامات اللطيفة والمعاصر ودوائر الأرز وأحواض النيلة (النيل) والقناطر والمآذن البديعة الرفيعة والعقود الغريبة. ولهم اليد الطولى في استخراج الدجاج من البيض بصناعة المعامل وتربية النحل والغنم والمعز والجاموس والبقر والخيل والبغال والجمال والحمير والإوز والأرانب والكلب. وقد برعوا قديماً في زراعة القمح والذرة والشعير والفول والترمس والحمص والبسلة والسمسم والكتان والحلبة والبرسيم واللوبية والبامية والملوخية والعدس والقرطم والخشخاش والثوم والبصل والكراث والتيل والقنّب (شجرة الحشيش المسماة شهدانج) والقلقاس والباذنجان والطماطم (الباذنخان القوطه أو البندورة) والفجل والجرجير والخس والسلق والنعنع والكرنب والقنّبيط والسبانخ (الاسفاناخ) والهندبا (الشوكرية) والجزر والكزبرة والانيسون والشمار والصعتر والحبة السوداء (الشونيز) والخيار والقثا والقرع والمقدونس والكرفس واللفت والرجلة والهليون (قوش قونمز) والخردل وحب الرشاد
والكمون والفلفل الأحمر والخبازى والعنب والتين والنخل والموز والتوت والجميز والبرتقال واليوسف أفندي والليمون المالح والحلو والشعيري والكبد والنارنج والأترج والمشمش والبرقوق (الإجاص) والخوخ والتفاح والمشملة (الزعرور) والورد والياسمين والفل والنرجس والبنفسج والنمام والخيري (المنثور) والبان والمرزنجوش (البردقوش) والريحان والقرنفل والعتر (العطر) والمرسين والريحان الخطمي واللبلاب
وست الحسن واللوف والمخيط واللبخ والسنط والدوم والإثل والحور والصفصاف والسرو والخيار شنبر والسيسبان والزيتون والمصطكى والخروع والدفلي. وعندما حكمهم المرحوم محمد علي باشا زادوا زراعة القطن والقشطة (القشدة) واللوز والجوز والبندق والفستق والعناب والكافور واللستك والفنس والجوافا والإهليلج واللاشين وشجرة الخبز وشجرة اللبن والبن والصنوبر والشليك (التوت الأرضي) والكمثرى والسفرجل والبرسيم الحجازي والبنجر (الشوندر) وزادت الورود والرياحين وأشجار الزينة التي لا تثمر أضعافاً مضاعفة.
ثم أحدث في البلاد ورشة للبفتة والجوخ في بولاق وواحدة في شبرا لعمل الشيت (البصمة أي المطبوع عليه النقش) وواحدة في فوّه لعمل الطربوش وكثيراً منها في المنيا وقليوب وشربين وكفر الشيخ لعمل القماش ومعملاً للزجاج ومعملاً للصابون ومعامل للبارود وورشة للسلاح وترسخانة (دار السفن) لعمل السفن الحربية والتجارية وحاط البلاد بالطوابي والمعاقل والاستحكامات المتينة وربي العساكر والمهندسين والأطباء والكتاب والصناع ومد التجارة ووسع نطاق الصناعة والزراعة وحفر الترع والجسور وملأ البلاد بمواد العمران. وكان في أبناء هذه الوطن التجارة في القماش والحرير والصوف والعطارة والزيت والسمن والجواهر والأخشاب والأحطاب والأنواع اللازمة للعمارات والبيوت والمأكول والمشروب والملبوس واستخرجوا منه الملح المعدني والمائي والنطرون والحجر والبلاط والرخام والجبس والذهب المصري والزمرد والغرانيت (حجر المسلات والعمد) وملح الطرطير والقلى وفحم السنط. ولهم اليد الكبرى في زراعة
القصب واستخراج السكر وتكريره. وبهذا التقلب في الصنائع وغيرها صار فيهم البناء والنحات والمبيض والمبلط والنقاش والنجار والخراط والحجار والحداد والمنجد والنساج والحائط والخياط والقصبي والرفاء والحباك والمجلد والسروجي والبراذعي والغنداقلي والشماع والسمكري (القمراتي)
والمرخم والنحاس والمبيض والقفاص والصناديقي والحصري والعقاد والعصايبي والملائي والفوطي والخراز والشوبكشي (شوبقجي) والحبال والصراماتي والإسكاف والجباس والجيار والطحان والفران والمراكبي والفلاح والجنايني والطباخ والفراش والقهوي (القهوجي) والمقرئ والمغني والمنشد والجوهري والصائغ والمزين والماوردي والطبيب والمهندس والكاتب والكيال والقباني والتاجر والطبال والزامر والحاوي والقرداتي وأرباب الحرف التي دعا إليها عمران هذا الوطن. وهذا وإن كان بعضاً من كل ولكنه أنموذج يقرب لحضرات قضاة الحق قيام موكلي بكل واجب عليهم لهذا الوطن بحيث صاروا غير محتاجين لشيء من مصنوع غيره واكتفوا بما في بلادهم وما هو عمل أيديهم وأهليهم واستغنوا به عن المصنوعات الأجنبية اللهم إلا فيما لابد منه مما ليس في بلادهم كبعض الآلات الحديدية والمنسوجات العربية والعجمية التي يشترونها من الحج الشريف زينة وتوسعاً في الرفاهة. فأي حق لهذا الوطن يقتضيه موكلي بعد هذا كله حتى رماهم بالجهالة والتهاون فألتمس من حضرات قضاة العدل رفض دعواه وتكليفه بمصاريف الدعوى الرسمية وغيرها وإني أحفظ لموكلي حق قذفهم ورميهم بما هم منه براء حتى أقدم ذلك لجهة الاختصاص. وهذا كله يصحبه الشكر لهيئة المجلس من الخاضع للقانون.