الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة
وردت لنا هذه الرسالة بقلم أحد أفاضل دار العلوم العامرة قال أيده الله تعالى:
قال تعالى {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم أذية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً} إذا نظرت إليها المتبصر بثاقب فكرك إلى هذه الحكمة البالغة وتفكرت أيها العاقل فيما اشتملت عليه آية الله من لطف العبارة وعبير الموعظة رأيت أن الله سبحانه وتعالى أمر بهذه الآية الشريفة كل من ولي أمر الذرية التي بها العمران ونظام النوع الإنساني بالقيام بجميع أمورهم والاعتناء بواجباتهم من احترام وتنمية أموالهم وأمعان النظر في تربيتهم وتقويم أودهم ونحو ذلك م لك ما يجب للصغير على الكبير ولكن الحكيم سبحانه لم يأمر بذلك أمراً صريحاً بل جعل الأمر بعبارة أخرى ليكون أوعى إلى الامتثال وأقرب إلى الانقياد فقال جل ذكره (وليخش الآية) أي وليخف أولو الأمر من أن يتركوا ذريتهم الخ ومن البين أن العاقل إذا علم أنه سيترك ذريته وأنهم محتاجون إلى من يرشدهم إلى حسن مستقبلهم وما به نجاحهم فلا ريب أنه يجتهد في أن يقوم حق القايم بجميع ما عهد إليه من أمر هؤلاء الضعفاء عسى الله أن يقيض لذريته من يعاملهم بمثل معاملته ويكفلهم كفالته اللهم إلا من استولت عليه أوهام الطمع وأحاطت به جيوش الغي فنبذ تلك الحقوق وراءه ظهرياً أولئك أضلهم الله فاتبعوا أهواءهم وأكلوا أموال اليتامى ظلماً ولم يعلموا أنهم قد ملأوا بطونهم ناراً غافلين عن وعيد ذي البطش بأنه يجازيهم على ذلك في الدنيا بالذل والإهانة وضياع مستقبل أولادهم ولا يكونون الأكثر الحنظل بل هم أسوأ حالا منه وسيصلون سعيراً في الدار الآخرة وياليتهم نظروا إلى قوله تعالى {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان
تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك} ويا حبذا لو جعلوا أسلافهم مدرسة لهم فدرسوا أحوالهم ووزنوا أعماله بقسطاس العقل المستقيم وميزان الحكمة {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} فالعم شغف باغتيال حقوق أبناء أخيه ولوع بسلب ما أدخره له أبوه ساع في حلول الخيبة بهم مخافة مزاحمته في مكانته أو أخذ حقوقهم منه والخال محتال في أكل ميراث أخته يرى تحريمه عليهم وإذا استأنس ذلك المسكين رشداً رغماً عما يلاقيه منهم وأراد أن يأخذ ما تركه أبواه بدت العداوة والبغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر كل ذا وذاك الغلام ينظر إلى هذه الأمور الذميمة فلا يستطيع لها رداً ولا يجد عنها محيصاً
إلا أنه يمسي ويصبح في حرجته مكرراً قول القائل
وكم عم أتت منه هموم=وخالٍ من جنى الخيرات خالِ
اللهمّ إلا أن يسعف برجال الحق فينقذونه من ربقة الظلم وقل من نصادفه تلك العناية الربانية وغير خاف أن الآية الشريفة ليست قاصرة على الأوصياء فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فكما أنها تشملهم كذلك تأمر جميع أولياء الأمر بالاعتناء بأمر الذرية من حسن تربيتهم وتسهيل طرق نجاحهم من رفع كل صعوبة تكون أمامهم وإرشادهم إلى ما به سعادة البلاد وتسهيل طرق نجاحهم وبث روح الأمل فيهم وتثقيف عقولهم بنشر المعارف وإذ ذاك تحسن تربيتهم فيعول عليهم في مهام الأمور وتعظم الثقة بهم. شبان المصريين الذين قد ارتضعوا لبان المعارف في عصرنا الحالي أعظم شاهد على ذلك فإنا نجد المربي منهم يكون أعظم وأنجب من غيره ذلك
أمر أذعنت به عقلاء الأمم واعترف به فلاسفتهم فلا التفات لما نراهُ من بعض الأغبياء الذين يرمونهم بسفاسف الكلام وما علينا معاشر المصريين إلا أن نربي أبناءنا ونوطد دعائم المعارف بينهم حتى يكونوا مثل من نبغوا من أعاظم الرجال ذلك هو الفوز العظيم فعلى كل عاقل أن يخاف من سطوة الجبار سبحانه ويراعي تلك الحقوق المقدسة ولاسيما من بأيديهم زمام الحل والعقد فإنه يجب عليهم وجوباً عينياً تقديس تلك الواجبات وذلك بأن ينظروا نظر الخائف من المحاسبة على النقير والقطمير فيقولوا قولاً سديداً ناشئاً عن روية وفكر ثاقب وعظيم أخلاص لا عن أغراض شخصية وأعراض دنيوية كما أنه يجب على كل مصلحة من المصالح أن توجه العناية نحو المترشحين للوظائف من الوطنيين كي تعظم الرغبة في المعارف ويربوا الأمل ولئن قالت المصالح نحن ناهجون هذا المنهج وسالكون هذا الطريق خاطبتهم المهند سخانة بصوت خاشع وقلب خاضع قائلة - أيها القابضون على زمام الإشغال المطالبون بحقوقي بين يدي ذي الجلال ما بال حظي دائماً في انحناء وزاويتي في انزواء وشكلي غير منظم ومتواليتي تنازلية وكسري لم يجبر أما أنا التي كنت بالأمس تالله أن أخذت حظي وأعطيت حقي لأكون في مقدمة من تقدم وأعود على بلدي بل وعلى سائر المعمورة بالنجاح فأبنائي أبنائي وأبائي أبائي لم يغيرهم سوى طلوع الشمس من مغربها وأجابهم الطب بلسان عليل وقلب كسير يا من هو على الصحة محافظ ولأنواع العقاقير حافظ نظراً إلى شبح أنتم
روحه وجسم أنتم حواسه لم يبق منه إلا خياله حتى لم يكن له حظ من الوجود إلا في عالم المثال فالله الله في تلافيه قبل أتلافه وإلا فليس له عيش بدون صحة وكيف تبصر عين بغير ضياء