الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنا نزولنا عن درجة المهنئين والمؤرخين نتقدم بين يدي دولته بالتبريك متبعين ذلك بدعوات تتناولها يد القبول إن شاء الله تعالى سائلين الله تعالى أن أن يديم سعوده بتوجهات الحضرة الخديوية حفظها الله تعالىة ونظره بعين العناية التي هو أحق بها وأهلها وأن يشفع هذا الفرح المحمودي بالفرح الحسيني ويردف الاثنين بأفراح البنين والبنات. فإن تفضل بقبول ذلك انثنينا إلى الثناء على الوزراء الأجلاء والأمراء العظام والعلماء الكرام والنبهاء والأدباء الذين استنارت بهم تلك الليالي وانست بهم النفوس كما نثني على حضرات ذوات الأجانب وأعيانهم الذين لبوا الدعوة فتم بهم نظام تلك المحافل الوزيرية التي جمعت بين الأجناس والطوائف فكانت عنواناً لليالي أفراح الأمراء. وما قدمنا هذه التهنئة إلا بقدرنا لا بقدر ما يجب للحضرة الرياضية من المهنئين.
عبد الله النديم
عبد الفتاح النديم
الآداب العامة
الناس تبحث في الآداب العامة المختصة بالرجال وكثر كلام في تربية الأبناء وتهذيب الشبان وتنزير الأذهان بالمعارف وسكتوا عما يختص بالنساء الللآتي هن معراج الشرف بعفتهن وبئر المصائب بابتذالهن ولا نريد بذلك قسم المتزوجات اللائي صانهن الخباء وعصمهن الأزواج وإنما أردنا المبتذلات المتعرضات لثلم الشرف وهتك الأعراض وقد كتبت جريدة النيل
الغراء في هذا الباب فصلاً بديعاً صادراً من غيور على الحُرَم وعندما نبهني عليه الفاضل الألمعي ذو العزة علي بك حيدر قال لي أخبرني وزيد من الناس أنه دخل مكاناً فقيل له نأُتيك بحرم فلان وسموا له ذاتاً عظيمة ثم في مكان آخر قيل له تأُتيك بحرم فلان وسموا له ذاتاً عظيمة ثم في مكان آخر قيل له نأتيك بحرم فلان يعنون الأولى فجيء له بامرأة تخالفها في الجسم واللون وفي مكان ثالث قيل له نأتيك بحرم فلان يريدونها أيضاً فجيء له بثالثة تخالف الثنتين فتحقق كذب العاهرات وعلم أنهن يسلبن الناس نقودهم بهذه الأوهام وما يأتين إلا بمثلهن وهذا كله في الأماكن الشهيرة بالبيوت السرية وهي ليست سرية بل هي معلومة لا تخفى على رجال الضبط والربط ونظام المدينة يقضي بان تكون بيوت المومسات بعيدة عن بيوت الناس الطيبين دفعاً لمثل هذه الشبهة فإن كثيراً من الشبان والأجانب يدخلون تلك البيوت ويزعمون أنهم قابلوا حرم فلان واجتمعوا بزوجة زيد ويتحدثون بذلك في مجالسهم الخمرية واللهوية وربما بلغ الأمر زوج المرأة فطلقها بغياً وعدواناً وربما كان له منها أولاد فتشتت شمهلم ببعدهم عنه أو عن أمهم وهي بريئة من كل سوءٍ. ولئن قيل أن الحرية تقضي بعدم تعرض أحد لأحد في أموره الخاصة قلنا أن الحرية عبارة عن المطالبة بالحقوق والوقوف عند الحدود وهذا الذي نسمه به ونراه رجوع إلى الهبيمية وخروج عن حد الإنسانية ولئن كان ذلك سائغاً في أوروبا فإن لكل أمة عادات وروابط دينية أو بيتية وهذه الإباحية لا تناسب أخلاق المسلمين ولا قواعدهم الدينية ولا عاداتهم والقانون الحق هو الحافظ لحقوق الأمة من غير أن يجنى أو يعزى بالجناية عليها بما يبيحه من الأحوال المحظورة عندها فعلى من يهمهم حفظ الأعراض وصون
الشرف مما يخدشه أن يتقدموا للحكومة الجليلة بطلب السعي في أعمال حاجز منيع بين المومسات والأحرار وتنقية الشوارع والدروب من تلك البيوت التي جلبت الضرر على كثير من الناس واتهمت كثيراً من المصونات العفيفات ظلماً وعدواناً وقيل لنا
إن بعض النساء يخرجن إلى القهاوي والبير والمقامر في لباس النساء المصونات ويجلسن بجوار الناس ثم تفتري الواحدة منهم الكذب وتدعي أنها حرم فلان أو سرية علان وأنها ما خرجت من بيتها إلا هذه الليلة ولا تزال تزين له الكذب حتى يقع كلامها موقع الصدق عنده ثم تأخذه إلى بيت من تلك البيوت السرية بدعوى أنه بيت أمها وأختها أو صاحبتها فيخرج وهو على زعم أنه كان مع حرم فلان وما هي إلا بغيٌ من البغايا احتالت لغرضها بالكذب والأباطيل واتهمت حرة محتجبة تحت أستار العفاف. وبمثل هذه الحيوانيات لهجت ألسنة الفسقة بأسماء المخدرات اغتراراً بأكاذيب الفاجرات وكما نبريء ذوات الخدور من الابتذال لهذا الد لا نجرد الظن من تسلط فاجرة على حرة إذا تسامح الأزواج في دخول النساء إلى بيوتهم. وأعظم قانون يضعه الأزواج لحفظ أعراضهم إذا عز إقفال تلك البيوت أن يشدوا في منع خروج النساء من البيوت ويقفلوا أبوابهم في وجه كل داخلة من غير أقاربهم وأصهارهم ومن يثقون بصيانتهن وإلا أن بقى الحال على ما هي عليه أنجز أمر التهمة شيئاً فشيئاً حتى لا يبقى بيت وإلا وللفسفة كلام في شأنه وافتراءٌ على أهله. وأننا نسمع أن أوروبا ما تريد من الشرق إلا أن يدخل باب المدنية وهذا الذي نراه هو الهمجية بل الحيوانية الصرفة فإننا أما أن يقول أن زوجة الرجل شرعية ولا يجوز تعدي الغير عليها أو قانونية عند من