الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فارس الفرسان. محيي دولة الفروسية. بالغير العباسية. وحامي حمى الأصائل. بما لم تصل إليه الأوائل. من تحققت بدولته الأماني. افندينا عباس باشا حلمي الثاني. فغنه اعتنى بالصافنات الجياد. وأمر ان تتخذ لها محال لتنميتها في البلاد. واتخذ لخيله اصطبلاً يحاكي القصور. وخدمها ساستها بلا قصور. فلو رآه القائل الفاخر
إذا ما الخيل ضيعها أُناس
…
ربطناها واشركت العيالا
نقاسمها المعيشة كل يوم
…
ونكسوها البراقع والجلالا
لقال كم ترك الأول للآخر. وقد قلده في هذه الأعمال الحماسية. امراء العائلة الخديوية. فافتنوا الأصائل العربية. والفواره الغربية. واعدوها للرهان. والسبق في الميدان. ولا نلبث أن نرى الامرا والشجعان. والوجهاء والاعيان. قد ادركوا قصد أميرنا الجليل. فحذوا حذو سعيه الجميل. فنراهم على ظهور الجياد. كفرسان الجلاد. يطردونها في الغياض. للتمرين والارتياض ويعدونها للسبق في الميدان. بحضور الأمراء والأعيان. فيعود عز الخيل كما كان. وتنتظم حلبة الرهان. بعناية افندينا الفارس باس. ومن يستبعد من محبي الخيل حسن سلوكهم. والناس على دين ملوكهم.
محاسن العرب
إن للعرب محاس عرفها لهم الناس منها ما قلدهم الغير فيها ومنها ما كان خاصاً بهم ومما يحسن إن يقلَّدوا فيه غض الطرف عن عورة الجار وعدم
التعرض لحُرمه فقد كان الرجل منهم يسافر ويترك زوجته في بيته فيمونها جاره وهو انزه الناس عن التعرض لها بسوء بل انه يكون عليها أكثر غيرة من زوجها لكونها في رعايته حتى يعود فهل يوجد الآن من يتصف بصفات حاتم الطائي حيث يقول
ناري ونار الجار واحد
…
وإليه قبلي تنزل القدر
ما ضرَّني جار أُجاوره
…
أن لا يكون لبابه ستر
اعشو إذا ما جارتي برزت
…
حتى بواري جارتي الخدر
هذا في حضور جاره وفي غيبته يقول
وما تشتكيني جارتي غير أنني
…
إذ غاب عنها زوجها لا ازورها
سيبلغها خيري ويرجع بعلها
…
إليها ولم تسبل على ستورها
أو من يقول كما قال حميد بن ثور الهلالي
وإني لعف عن زيارة جارتي
…
وإني لمشنوء إليَّ اعتيابها
إذا غاب عنها بعلها لم أكن لها
…
زُوَار ولم تنج علىَّ كلابها
وما أنا بالداري أحاديث بيتها
…
ولا عالم من أي حوك ثيابها
وإن قراب البطن يكيفك ملؤه
…
ويكفيك سوآت الأمور جتنابها
ولكننا إذا رأينا تعرض الرجال للنساء في الطرقات الآن علمنا أنهم أشد تعرضاً لحُرم الجار اللَّهم الا من تدرع بدرع العفة واتصف بهذه الصفة العربية الجميلة وما ذلك بالقليل العدد فيمن وقفت الزواجر الدينية بينهم وبين البواعث الجبلية والشهوات النفسية.