الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تهنئة
نهنيء صاحب السعادة الفاضل محمد سعد الدين باشا مدير الغربية بمولود طالما حامت حول قدومه الأماني وهو أول مولود ذكر لهذا الماجد جعله الله تعالى خلفاً مباركاً وفرعاً زكياً لأصل طيب طاهر فقد سررنا بقدومه لسرور صديقنا ببلوغه هذه الأمنية المحفوظة بعناية الله تعالى كما نهنيء بمثل هذا الفاضل الكامل علي بك ذو الفقار رئيس النيابة الزقازيق فقد رزق بمولود اسمه محمد جعله الله خلفاً باقياً وأدام لهذين الفاضلين سرورهما بكل محبوب عندهما آمين.
الطرق وما فيها من البدع
لا تزال هذه الطوائف تبتدع أموراً تضحك السفهاء وتبكي العقلاء وتحتال لمطامعها البهيمية بما جلب العار على الأمة وسلط علينا الأجنبي يهزأُ بديننا ويقبح أعمالنا ظناً منه أن ما يجريه هؤُلاء الجهلة من الدين. فقد كتب جون بول صهر عبد الله كليم مسلم ليفربول كتاباً يرد به على صهره وجعل الرد وسيلة للطعن في الدين الإسلامي بأقبح ما يقال واستدل على بطلانه بأعمال هؤُلاء الجهلة فقال ورأيت في مصر درويشاً كان معتقداً وله مقام يجتمع عنده الناس في مولوده حتى الخديوي وهناك يرى الإنسان المسلمون يرقصون ويطبلون ويزمرون ويفعلون أموراً فظيعة يزعمون أنها كرامات لهم وهي أمور تياترية الخ ما قال فهلَاّ اتخذ الناس طريقة للموالد والمجالس غير هذه الطريقة الشنيعة وهلاّ رجع هؤلاء الجهلة عن بدعهم والتزموا
طرق أشياخهم الذين يدّعون أنهم على آثارهم وما هم إلا في أيدي الشياطين يلعبون بهم كيف يشاؤن أين تصفية الباطن التي هي مدار الطريق وأين الخمول مع هذا الظهور وأين التواضع مع ركوب الخيل والبغال يقدمها الطبل والمزمار كأن الخليفة مأمور مركز أو ضابط بلد وأين البعد عن الناس مع هذه المزاحمة الدنيوية وأين البعد عن الرياء مع الوقوف بين مئات الألوف نتمايل ونتلوى وأين الإرشاد مع هذه البدع وأين الأشياخ إذا أردنا السلوك ومن نراهم رجال اتخذوا الطريق وسيلة معاشية أما آن لهذه البدع أن تموت ولهؤلاء الجهلة أن يتنبهوا ويعلموا أنهم بين أمم ينظرون أعمالهم وينتقدون أحوالهم ويكتبون عنهم ما يكتب عن الهمج وسكان البوادي. إن الطريق المسلوك للقوم مبني على الإخلاص في العمل وحب الخلوة والبعد عن الناس والصمت عن اللغو وملازمة الذكر ومداومة السهر فيه وفي التهجُّد والزهد فيما في أيدي الناس والتمسك بالسنة والإرشاد إلى الطريق المستقيم وأين هذه الأصول الشريفة مما نراه الآن من الخروج عن الحدود واستبدال السنة بالبدعة وترك الشرع بهوى النفس والطامة الكبرى دعوى بعض الأشياخ وانتحاله ما يضر بالعقيدة وإصلاحه العامة بما ينقله إليهم عن بعض الصوفية مدعياً وصوله إليه من طريق الفتح أو الإلهام فقد كثرت النحل والبدع وسمعنا من أقوالهم ما ليس من ديننا ولا يقول به أهل دين أخر اللهم إلا عند البوذية من المجوس فإن لهم أقوالاً تشبه أقوال القائلين بوحدة الوجود وهم لا يدرون معنى القول بالوحدة فقد رأيت طائفة بكفر الشيخ طلحة من بلاد مديرية الغربية تدعى هذه الدعوى
وتقول كل شيء في
الوجود هو الله وسمعت من أكبر شيخ فيهم تفسيراً لبعض آيات قرآنية لا يقوله مجنون ولهذه الفئة الضالة دعاوٍ لا تنطبق على كتاب ولا سنة ولولا ما نرجوه من رجوعهم على السنة وتركهم هذه الأباطيل لأتينا على ما سمعناه منهم وسميناهم رجلاً رجلاً وعرفنا الناس حيلهم التي يصطادون بها ضعفاء العقول ومن لم يقرؤا العقائد التوحيدية وأن تمادوا في بهتانهم وافترائهم على الله ورسوله اضطررنا لكتابة رسالة في عقيدتهم وفسادها وأوردنا أقوال أهل السنة فيها وتكفيرهم القائلين. وما الكلب والخنزير إلا الهنا. والقائلين أنا من أهوى ومن أهوى أنا. ولا ندري بأيّة يد ندفع أعداء هذا الدين إذا كان في داخليته مثل هؤلاء ولقد علمنا أن أحد معتبري الإنكليز دخل جامع القلعة وقد اجتمع جماعة من أهل الأهواء فرآهم يرقصون ويصيحون صياح جنون فقال لترجمانه ما هذه الغوغاء ونحن نعلم أن صلاة المسلمين في غاية الخشوع والآداب فقال له ترجمانه أن هذه أكبر صلاة عندهم يريد تنفيره من الدين الإسلامي ولقد حكى هذه الحكاية فاضل من فضلاء المصريين وقد سمع الترجمة بإذنه للمغفور له المرحوم توفيق باشا وترجاه في إبطال هذه الأمور الفظيعة. وحكى لي شاب من أذكياء شباننا أن الإفرنج جميعاً يعتقدون أن ما يصنع في دورة السيد وزفة الخليفة بطنطا والموالد أمور دينية وأنها من قواعد الدين الإسلامي وأصوله والدين بريء من نسبة هذه البدع إليه فإن سيرة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم معلومة محفوظة إذ لم يترك الحفاظ وكتاب السير شيئاً من أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته إلا دوّنوه وجاء الخلفاء الراشدون ومن عاصرهم على أثره
صلى الله تعالى عليه وسلم وكذلك جاء الصوفية المتقدمون على هذا الأثر فلما تشيخ الجهلاء في الطريق التزموا البدع وجاء من لهم إلمام بكتب القوم فانتحلوا أقوالاً لا يعرفون شيئاً من أصول الطريق ولا يفرقون بين الشيخ المحق والشيخ المبطل فسنكتب كتاباً في هذا الباب نبين فيه الطرق الأربعين وأصولها وواضعيها ثم نبين أشياخ عصرنا ونحلهم ودعاويهم وما يصيدون به العامة من الخيالات والأوهام هذا إذا لم يظهر مبطل للمناضلة عن بهتانه فإننا نضطر للرد عليه في الجريدة وننشر معتقده بين عامة المسلمين لئلا يقعوا في حباله كما وقع ضعفاء اليقين الذين تصيدهم بحبال الأوهام. ولنا أمل عظيم في سماحة صاحب الفضيلة السيد محمد توفيق أفندي البكري أن يسعى في إماتة هذه البدع وأحياء السنة فإنه ابن المعارف المتضلع من العلوم
العارف بالسنة وحقائق الطرق ويسره أن يرى الأمة بعيدة عن الخرافات لما له من قوة اليقين وحب السنة المطهرة ويكفي قول الإفرنج لنا كرنفال في السنة ولكم في كل مولد كرنفال.
وليس القصد إبطال الطرق نفسها فإنها من أحسن طرق التعليم الديني والتربية الأدبية فإن الشيخ عندما يلقّن المريد لا إله إلا الله محمد رسول الله يشرح له معناها فيبين له صفات الله تعالى وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز وما يجب للرسل وما يستحيل عليهم وما يجوز ثم يبين له كيفية الصلاة وترتيب العبادات وليس في تعلم الدين عن العلماء أكثر من هذا للعامة ثم يعلمه الآداب الواجبة واللازمة فيوقفه على ما يعامل به إخوانه وأهله
وجيرانه وما يعامل به من يغايره في الدين وما يعامل به الحيوان ثم يعرفه فضيلة الكسب والسعي على العيال ورذيلة التكفف وسؤال الناس وهذه أمور من أحسن ما يتخذ لتهذيب النفوس وتعليم الدين فلو لزمها الأشياخ كما لزمها واضعو الطرق لاهتدى بهم خلق كثير وخدموا السنة خدمة يثابون عليها من الله تعالى ويشكرهم عليها كل مسلم. وكذلك تجمعهم في الموالد فإنه مظهر ديني جليل لم يتفق لغير المسلمين ولكن إذا أبطلت البدع واجتمع فإنه مظهر ديني جليل لم يتفق لغير المسلمين ولكن إذا أبطلت البدع واجتمع الأشياخ بمريديهم يذكورن الله تعالى ذكراً شرعياً ليس فيه اللاّم إلا الله ولا لُوها إلا الله ولا اللوّم إلا الله ولا آل بلام مغلظة ولا أن له ولا آلله بهمزة الاستفهام ولا إه ولا هْه ولا إها ولا إِهْ ألله ثم لا يكون معه رقص ولا أكل نار ولا ضرب دف ولا أكل ثعبان وزجاج وصبر ولا صياح ولا اختباط نولا وضع صابون في الفم ولا تطوّر ولا ضرب باللاّوندي ولا ناي ولا ضرب باز ولا مزمار ولا نقرزان ولا وضع دبوس في الذراع ولا ضرب سيف ولا شيء من هذه البدع السيئة فإذا خلت المجالس من هذه المفتريات وعاد الناس إلى ما كان عليه السلف الصالح كانت الطرق محل اعتبار وجلال ومرجع هدى وارشاد وانتفع بها المسلمون انتفاعهم بالأخذ عن العلماء وعمت منفعتها العوام فإنها أحوج الناس إلى التعلم ولهم حسن اعتقاد في الأشياخ. وكيف الوصول إلى ذلك وغالب المسلكين جهلة لا يعرفون العقيدة الإسلامية إلا سماعاً وتقليداً وربما كان في مريديهم من هو أعلم منهم والعارف فيهم لا يعتقده الجهلة لكونه لا يدَّعى كرامة ولا يقول لمريديه كنت اليوم في حضرة النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم ولا أفيض علي من العلوم كذا