الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 12
- بتاريخ: 8 - 11 - 1892
إعلان
لا يجوز لأحد طبع كتابنا كان ويكون الجاري طبعه في الاستاذ ذيلاً فإن حقوق الطبع محفوظة لنا لكونه م مؤلفاتنا فلا يطبع مرة أخرى إلا بإذننا ومن طبعه بغير إذ حاكمناه قانونياً وطالبناه بالخسائر التي تترتب على تعطيل مطبوعنا بمطبوعه وليكو ذلك معلوماً للخاص والعام بادرنا بهذا الإعلان.
وظائف العلماء في العالم
(تابع ما قبله)
(طبعه الكتاب والمنشئين)
هذه طبقة السلطة على العقول والسطوة على الأعمال منها رجال المحابر وخطباء المنابر وحفاظ الأموال ومؤرخوا الأحوال والقابضون على أزمة الافكار بيد الجرائد السياسية والعلمية والدينية يقضون أيامهم في نشر فضيلة
وإعدام رذيلة يغمدون السيوف المجردة بعباراتهم السليمة ويجردون المغمدة بجملهم الحماسية ويطفئون الفت الثائرة بكلماتهم السحرية ويستميلون الملوك إليهم أو إلى الأمم برقائقهم المدحية والإصلاحية يجمعون الدنيا أمام القارئ في صحيفة يتناولها باصبعين فهم اساتذة الخواص والعوام وأئمة الوزراء والعقلاء والرعية. والخلق أمانة عندهم يتصرفون في أفكارهم بإنشائهم البديع في حفظ المعلم في فكر الطفل الفارغ من العلوم. وقد اجتهد كل فريق منهم في حفظ وحدة قومه والحث على رعاية ملكه ووقاية مملكتة والارشاد إلى طرق التقدم والتحذير من التقاعد والتهاون والتقهقر. وما زالت درجتهم تعلو ومحبتهم في قلوب الأمم تنمو حتى شغلوا العالم برقم بنانهم ومبتكرات أفكارهم فلا يصبح الرجل إلا سائلاً عن الجرائد وما فيها ولا يمسي إلا قارئاً للأخبار السياسية والتجارية والفوائد العلمية حتى أن الرجل في أوروبا باليسوق العربية والجريدة بيده فمتى وقف في نقطة فتحها وقرأ فصلاً والصانع إذا اشترى الجريدة ترك ما بيده حتى يفرغ منها قراءة وزادت عنايتهم بالرائد حتى وضعوا مها نسخاً في المراحيض يقرؤها قاضي الحاجة فلا يضيع عليه وقت بل ترقوا إلى أن طبعوا الجرائد على قطع م القماش تصنع قماشً وستراً فيجلس المرءُ على فرش كله حوادث تاريخية ووقائع سياسية وينظر في ستارة نقشها علوم لا رسوم. وقد كثرت رغبتهم في الجرائد حتى بلغت عدداً عظيماً فيوجد في فرنسا وحدها 3730 جريدة ما بين سياسية وعلمية ودينية وتجارية منها في مدينة باريس 1560 جريدة والباقي في ولايتها وإذا علم الشرقي أن الجريدة النييورك هوالد تربح من اجرة الاعلانات كل
يوم خمسة وثلاثين ألف فرنك علم قدر المحررين هناك وفضيلة القراء الذين عرفوا حقوق المنشئين فساعدوهم واستفادوا وافادوا. وكذلك إذا علم الشرقي أن محرري الجرائد ترتفع بهم الدرجة هناك إلى انتظامهم
في سلك الوزراء علم مقدار ما ينتج من العلم والاشتغال بالمنفعة العامة. وهذه النتائج لم يحصلها المنشئون بالغش والخديعة والسير بالأمة في طريق توصلهم إلى الغير ولا بشقشقة الألفاظ التي لا طائل تحتها ولا بتصويب عمل المخطئين وتخطئ المصيبين وتقبيح الحسن وتحسين القبيح ولا يجعل الجرائد اسواطاً للغير يضرب بها أهل البلاد ليسوقهم في مرضاته بلسان من هو منهم صورة وإنما حصلوا هذه الرتب الرفيعة بخدمة أوطانهم وممالكهم وتبين طرق الاصلاح وحفظ مراكز الرجال الظاهرين من أمرائهم وأعيانهم بتعريف الأمة قدر أعمالهم وثمرة أتعابهم واشتغالهم بنصح الأمة وارشادها إلى الصراط المستقيم وسهرهم الليالي في مطالعة جرائد لنقل فائدة أو الوقوف على خديعة يحذر قومه منها ويبين طريق البعد عنها وإخلاصهم في هذه الخدمة حتى لو كانت جريدة للسان وزير أو حزب فإنها إنما تحسن مبادئه وأعماله ووجهتها هي وجهة غيرها من جهة خدمة الوطن وأهله فالوسائل مختلفة والمقصد واحد وهذا الذي أكد للأمة ثقتهم بالمحررين حتى أخذوا كل ما قدموه لهم بيد القبول واحلوه محل الإخلاص فلا غرو أن قلنا أن الأمم الأورباوية أجسام والمنشئون أرواحها.