الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
⦗ص: 662⦘
بك صفوت وأحمد بك السبكي وعلي أفندي عزت وأحمد بك عزي ومحمد بك عبد الرحمن وأحمد صبري بك وبهارد بك وغيرهم ممن سنذكرهم في إداراتهم من مهندسين وباش ومهندسين فإنهم جميعاً تربية الإدارة الوطنية وأبناء البلاد ولم ينكر عليهم الأوروبي شيئاً من أعمال الهندسة ولا زاد عليهم شيئاً لا يعرفونه أو لا يقدرون عليه اللهم إلا أن يكون صرفه النقود فيما يشاء ومتى شاء بلا إذن ولا قرار فهذا لم يتعود المصري على ارتكاب مثله وربما عدنا فذكرنا كثيراً ممن لهم اليد الطولى في أعمال الري مع الثناء على معلميهم من الأجانب والوطنيين وبالله المستعان.
حنفي ونديم
. ح. أنت يا سيدنا عملت كذا ليه كل جمعة نقول إياك يفتكرنا بكلمتين ويتحفنا بعبارتين نلاقيك ماسك في العضمة الخشنة ونازل على عيون الخاينين والمنافقين بقى ما فيش لنا خاطر عندك وإلا الفقراء يروحوا في داهيه. ن. أنت يا معلم حنفي لم تزل على جهلك أرى حنيفة تكلمني بكلام طيب موزون وأنت تقول ما فيش وليه وتتكلم بالكلام العامي مع أنك صاحبتني من مدة أذهنك أضعف من ذهن حنيفة. يمكنك أن تتكلم بالكلام البلدي في عبارة لطيفة تعجب الجاهل والعالم ولا يعيبك فيها أحد فجاهد نفسك وقلدني في الكلام تكن في صف اللطفاء. ح. أنا وحياتك يا سيد أقدر أكلمك بكلام مليح يعجب السلطان وإنما الإنسان أخذ على الكلام مع الجهلة فغلب عليه كلامهم. وإلا أنا دائماً اسمع الجرائد وأفهم عبارتها. ن. ومن أين تأتيك الجرائد. ح. أنا والمعلم عفيفي
⦗ص: 663⦘
والمعلم بيومي والحاج يوسف والحاج دسوقي عملنا جمعية واشتركنا في جملة من الجرائد واستأجرنا كاتباً يقرأها لنا. ن. حيث أنك تقرأ الجرائد فقل لي على ما رأيته فيها وأخبرني عن الجريدة الطيبة والجريدة الرديئة لا تحقق انتفاعكم بها من عدمه. ح. أول ما اشتركنا في الأستاذ لكون كلامه على قدر عقولنا ولما اتسع فهمنا رأينا المؤيد ماسكاً على الجد وماشياً مع الأستاذ في طريق واحد فاشتركنا فيه ورأيناه يخدم الوطن بنية خالصة ويكتب الفصول العجيبة ويدافع عن حقوقنا بقوة قلب. وبعدها التفتنا لقينا النيل ينادي بصوت رقيق فاشتركنا فيه فوجدناه من المجتهدين في خدمة الوطن الساعين في تهذيب الناس وحفظ الحقوق العثمانية ورأيناه يكتب كل لمحة تسحر العقول وتبين للناس الحقائق بقلم لطيف وعبارة علماء فحول فقلنا تم لنا السعد بوجود هذه الجرائد ما نشعر إلا وواحد ينادي بالوطن فاشتركنا فه وجدناه من جنس هذه الجرائد ورأيناه وطنيا ينادي باسم مصر ويدافع عن حقوق رجالها ويحرض الناس على السعي خلف الأمور النافعة وأحسن مقاصده ترجمة كلام الانكليز ليطلع عليه أخوانه المصريون ومحافظته على الروابط التي بيننا وبين الإقباط بعني رأيناه واحداً منا يفرح بفرحنا ويحزن بحزننا فقلنا تم الحظ وصارت كلمة المسلمين والإقباط واحدة فلم يبق هناك خوف من أحد يفسد أحوالنا. وبعدها يا أخي سمعنا بجريدة اسمها الأهرام فاشترينا منها نسخة وقرأناها وجدناها نازلة على عيون المضلين والمضيعين حقوق المصريين فقلت لابد وأن نشترك فيها فوقع خلاف بين الجماعة وقال بعضهم محررها سوري فقلت لهم يا
⦗ص: 664⦘
جماعة السوريون أخواننا وجيراننا وتحت حكم سلطاننا ويلزمنا أن نكون عصا واحدة في المحافظة على حقوقنا الوطنية ولا يلزم تفريق الكلمة وأحداث العداوة والبغضاء ونحن محتاجون لقطع عروق العداوة فقام المعلم عفيفي وقال أن بعض السوريين يكتب ضدنا ويشتم جرائدنا الوطنية ويكذب على حكامنا ويمدح الأجانب ويذم المصريين فكيف نشترك في جرائدهم بعد ذلك فقلت له كل أمه فيها الصالح والطالح والأمين والخائن أفلاجل المنافق منهم أو الغاش نبغض هذا الجنس المختلط بنا من قديم الزمان أن الخائن منهم عرفناه فنتجنبه وقليل الحيأ منهم لا ينبغي أن نلتفت إليه ولا نعده من بني آدم ولكن لا ينبغي هجر المخلص منهم والصادق في خدمته أن كان في الجرائد أو في الحكومة وجريدة الأهرام نراها تنادي بآمال المصريين وتسعى في المحافظة على حقوقهم فلا ينبغي أن نعدها في الجرائد الغاشة فضلاً عن كونها أقدم الجرائد العربية في بلادنا وصاحبها شرقي مثلنا ومثل الأهرام المحروسة والاتحاد فإنهما مجتهدتان في خدمة مصر وأهلها فينبغي أن نشترك فيهما أيضاً فتم الرأي واشتركنا في الأهرام والمحروسة والاتحاد من جرائد السوريين وصرنا نجتمع كل ليلة نقرأ اليومي منها وفي كل أسبوع نقرأ الأسبوعي فحصل عندنا تنوير ذهن واتساع أفكار من كثرة المطالعة والسماع وهذا كله من نتائج نصائح الأستاذ وإرشاده. ن. الله يبشرك بكل خير الآن اعتقد أن المصريين تقدموا في المعارف على اختلاف طبقاتهم وصار كل منهم يبحث في الأحوال الحاضرة والمستقبل وهذه نشئة كان ينكرها علينا بعض الأوروبيين وقد ملأوا جرائدهم بتقبيح أعمالنا وتجهيل رجالنا ورمينا بالهمجية وأنهم هم الذين وضعوا النظام بمصر وحافظوا على الأمن العام مع أن