الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حياة وطنه ولا يستيقظ إلا آمراً بما فيه خير العباد والبلاد. وأمة وقفت بيد يدي أمير هذه صفته ينبغي لها أن تتحلى بحلية الكمال والفضيلة وتتخلى عن السقوط في النقائص والرذيلة. فكف أيها المعترض المحتال عن هذه النزغات أو عض نعلك غيظاً على خيبة مسعاك وارجع بكلامك إلى ذات الأوروبيين يخبروك إن كل إنسان حرٌّ في تصرفاته الخاصة لا يتقيد بقيد وإنهم يتألمون من تهافتنا على المشروبات وأماكن النقائص حتى أن الخامورجي يتعجب من كثيرين من السكارى الذين لا يعرفون أنهم سكروا حتى يحملوا إلى البيت في عربية أو على حمار. وبالجملة فإن المصريين متنبهون لنزغات مثلك لازمون الهدوء والسكون لا تحركنا الوهميات ولا تصرفنا عن الوجهة التي توجهنا إليها وهي إصلاح ما فسد من أخلاقنا وإحياء ما مات من صناعتنا قياماً بحق الوطن وخدمة أفكار خديوينا الأفخم أيد الله تعالى ملكه.
المولد النبوي الشريف
هو العيد الأكبر والمشهد الأنور ويوم التذكار لظهور ذات سيد العالمين وخاتم المرسلين مالئ الوجود بمحاسن دينه وممدن العالم ببديع شريعته ومهذب النفوس بجميل سنته منبت شعر المجد في رؤوسنا ومنير بواطننا بأسراره وبستان غذاء الأرواح مهبط الفيض الرباني والأسرار الإلهية عنوان المجد وطالع السعد كتاب الحكم الذي أخذ عنه الحكماء وجامع العلوم الذي تنورت به العلماء أبي القاسم سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وقد احتفل به جميع المسلمين وكان للديار
المصرية الحظ الأوفر من هذا الاحتفال إذ عم الفرح جميع البلاد الريفية والمدن الكبيرة فلا تمر ببلد إلا وترى أهلها محيين تلك الليلة المباركة بالقرآن الشريف والذكر المنيف والصلوات أما المدن فكانت الطرق منورة بكثير من النجف واللامبات والقناديل والدكاكين مزينة بالأقمشة والورق الملون والبيوت مزدحمة بالمتزاورين يهنئ بعضهم بعضاً. وهذا العمل وإن اشترك فيه جميع المسلمين واعتنى به أهل إسكندرية خصوصاً في أسواقهم ومساجدهم وبيوتهم إلا أن الساحة العامة الخاصة بإحيائه في مصر هي بهجة الناظر التي تملأ القلوب سروراً برؤيتها وتشرح الصدور بما فيها من حسن النظام وترتيب الخيام وكثرة الأنوار وازدحام المسلمين ازدحاماً عظيماً فقد اعتنت الحكومة السنية بترتيب هذا المولد الجليل اعتناءً تاماً وحشدت فيه كثيراً من العساكر لحفظ النظام وكان في صدر هذه الساحة الجليلة صيوان ذي السماحة والفضيلة وخادم الحضرة النبوية الداعي إلى هذا الاحتفال العظيم السيد توفيق أفندي البكري حفظه الله تعالى وبجانبيه خيام دواوين الحكومة الغراء والسادة الأشراف المجتمعين من مصر ومن البلاد الريفية وكل خيمة مهيأة لوفود الضيفان بها الطباخون والفراشون والخدم الواقفون على قدم الاستعداد حتى كأن كل خيمة أعدت لفرح خاص وهذا الاحتفال بهذا النظام البديع لا يوجد في غير مدينة مصر من مدن العالم الإسلامي وكان سماحة السيد توفيق أفندي البكري يزور الأشياخ في الخيام في جماعة من الصالحين وهو في أحسن ما يكون من الوقار والاعتبار رأيته كذلك فيم حال أخصها صيوان نخبة الأشراف الأطهار الأستاذ الفاضل السيد علي المغازي عامر خليفة السادة المغازية. ورأيت في الليلة الأخيرة ما