الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المدنية الحاضرة
(الوطن) إن هذا الوكيل أطال في العبارة وشرح شرحاً طويلاً هو الذي أطالب به الآن وأنا أكلفه بإثبات مدعاه على يد أهل خبرة يعينهم المجلس ليعاينوا هذه المعامل والورش والحرف وأربابها والتجارة وأهلها والأملاك وأصحابها وما عليه أبنائي الآن وأنا خاضع لما يترتب عليه معاينتهم من الأحكام فأرجوا المجلس أن يعين لجنة من أهل الخبرة ليفصل النزاع ويرد الحقوق لأهلها فقامت المدنية وقالت حيث أنه يلزمني إحضار أكثر مما أبديته من البراهين وتقديم تقرير لأهل الخبرة بما يلزم ليكون دليلاً لأعمالهم فألتمس تأجيل تعيينهم إلى الأسبوع القادم. فختم الرئيس الجلسة وانفض الناس ينتظرون الجلسة الآتية وهم يخبطون خبط عشواء فيما سيكون.
المعلم حنفي ونديم
ح. نهار سعيد يا سي نديم. ن. نهارك سعيد يا معلم حنفي ألا ايش جرى في سي ظرافت يا أبو محمود. ح. يا سيدي بلا سي ظرافت بلا سي حمار احنا مالنا ومال الأولاد دول. يعني ايه اللي رايحين نسمعو منه فيش إلا حكايته تركة وقعت في ايده فضل يبعزق فيها شمال ويمين لما صبح سبحانك يا دايم. ن. لكن الإنسان لما يسمع الحكاية من صاحبها يبقى لها طعم جنس تاني موش زي ما تنحكى لو من غيره ويزود فيها وينقّص وتروح محاسنها. ح. بقى انت تعرف إني اندعكت في وسط الجماعه دول وبقيت ويّاهم حال وقال مده لما استقيت منهم وعرفت نكتتهم ودواهيهم الحرّا.
والحسبه كلها معلومه الجماعه بتوع الطقم القديم كانوا ياكلوا النار وكل من حكم في جهه مأمور ولاّ كاتب ولا غيره يقول المال يا سعد يفضل يخطف وينهب ويظلم دا على شان كيلة رز ويحبس دا على شان فرختين ويسعى في هلاك دا على شان نصين وهوّا بيحوش لسى ظرافت. يدنّو مسكين في جهله وغروره لما ينقلب ويروح لحاله وعينك ما تشوف إلا النور الواد ينفرد للقمار والسكر والتحشيش والبيوت التلفانه وحواليه شوية عفاريت من أولاد حياك الله اللي كل يوم في حال يفضلو يغروه بحيلهم الغريبة ان شخ يقولوله عفيتم وأن أكل يقولولو بالشفا والعافية وان زعل لا بأس عليك وإن نام نوم العوافي وإن صحي صح نومك وان مشي اسم الله عليك وان قعد بسم الله ما شاء الله وان اتكلم تبارك الخلاق العظيم وان لعب لعبه عيني عليك باردة وإن حشش أما تفوّه وان سكر براوه عليك وان لعب القمار يا ما انت واعي وان نام على حجرهم ياتتوّ عليك وهوّا غرقان في بحر الغفلة حتى يصبح حاله عبره. ن. ليه أولاد الأغنيا تملي يربوهم طيب ويتعلمو يقرم ويكتبم واللي يقرا ويكتب يعرف يعمل حساب نفسه ما يبقاش زي ما بتقول. ح. صحيح انهم يعرفوا يقرم ويكتبم لكن أنا باقول لك على أولاد الطقم القديم اللي كان الولد يطلع من تحت ايد المرضعه يستلمه اللاّلا يفضل يعلمو لعب الحمام والفراخ ونطاح الخرفان ويفرح اللالا بلكام قرش اللي يطيرهم من حواليه ويسيبو على كيفه يقوم يجتمع ويّا أولاد الحارة ويتلفوه ويعلموه الدهوله من صغره على ما يكبر يكون اتودك على الأمور دي والطبع والروح في جسد موش زي أولاد اليوم اللي اتعلمو في المدارس تلاقيهم ولاد حنت الواد من
دول يوديك البحر ويجيبك عطشان. وسي ظرافت من الجوقة القديمة اللي ارتبت تربية خباب. اذا جه وحكالك حكايته يغمك
ويخليك تقول لو الله لكان يطلعك انت طلعت بيضه فاسده ولكن دا كله ذنب الجماعه اللي ابوه خد ذنبهم في رقبته وراح فربنابيروّ ي الناس في أولاد الناس البطالين لأجل العايب يتربى ويمشي في ادبه. ن. والله يا شيخ انت غميتني وزعلتني. بقيى البيوت العظيمة دي اللي كانت تضرب تقلب الخدّامين والاغوات والمقدمين والفراشين والعربجية والقمشجية والسقايين تصبح خراب وأهلها يروح عليهم ليل والإنسان يشوف دا بعينه ولا يبكيش على أهل بلاده. ح. احنا بنقول ربنا يخلي الكام نفس الباينين في البلد يفتحو عين الواحد شوية تجي انت تفهمنا انه ما بقاش حاجه تملا العين. ح. ليه يا شيخ الدنيا لسه بخيرها والبلاد مليانه بالأعيان والأمرا والوجها وأولادهم المهذبين الكويسين اللي طالعين مصحصحين والواحد منهم زي الحصوة. بس يا خسارة ما يسمعوش كلامك زي اللي بتضرب في حيط. ن. ليه يا ابو محمود أهل بلادنا ناس طيبين يستاهلو كل سلامة وانت بتتكلم في حقهم الكلام دا ليه. ح. بقى الكلام يجر بعضه ولما فتحت الباب د هانا رايح أقول لك على الكلام اللي حبلت منه ورايح يفرتك مرارتي. ادنت تقول على الصنايع والفقراء والناس الغلابا اللي زينا شفتش واحد قام وقال أي والله يا جماعه رايحين نفضل ساكتين لإيمته الدنيا كلها بتعمل شركات وفاوريقات وبتشتغل طيب واحنا دايرين ننهز من هنا لهنا. ن. هما رايحين يعملو ايه ما هم معذورين يا أبو محمود دلوقت الحاجة كلها بتجي من بره حتى
اللحمة بتجي مستويه في سناديق واللبن بيجي ناشف والهدوم بتجي مخيطه اللي يا شيخ حتى الصوف الغزل بتاع الزعابيط والكتان الغزل بيجي مغزول من بره يجلي ما يبقاش حيلتنا حاجه بقى الجماعه بتوعنا رايحين يعملوا ايه في البلاوي دي. ح. بقى شوف يا سي نديم المفرد أولى بالخساره وقالو في الأمتال يا فرعون ليه اتفرعنت قال ما لقيتش حد يردني همّا لقوش حد من أهل البلاد عمل حاجه وقالوا لو عملت كدا ليه ألاّ شافونا زي الأموات نطّلع للحاجه بعينا ونصّعب زي النسوان آدي مسألة وأبور المياه كان موجود في البلد يجي الفين تَلتْ تلاف سقه وكام نجار يعملوا البراميل والعربيات وكام قربي يعملو القرب ويلزم السقا بغل ولا حصان يشتريه من التاجر ويلزمه تبن وفول يشتريه من ناس وطنيين طلع البابور بطل عليهم وقفل بيوتهم ولكن الحق ان الوابور حاجه حلوه بيروق الميه ويطلعها في كل دور والإنسان ياخد الميه وهو قاعد مرتاح ولا يقول السقه اتأخر السقه ما جاش
لكن حدش افتكر الفكر ادي من أولاد البلد الاّ افتكروها الخواجات وصاروا يجرّوا منها فلوس صنعه القرش بيجيب عشره ولا يخفاك وابور النور ومكسبه وشو فدي العَمَه وابورات بوسطة قلي قال ياخدها واحد غريب والعمد بتوعنا قاعدين يطّلعوا من بعيد لبعيد حدِش يتقدم ويقول يا جماعه احنا أولى آدي إلا عنده قريشين بايت يرك عليهم زي الفراخ وسايبها تفتل. وعندك مسألة ملاّحة أبوفير أهم خدوها جماعه خواجات وعملو لها شركة ونزحو الميه وخلّوها أراضي تنزرع لما صبحوا يأجروا الفدان بأربعة جنيه. وشوفا لجماعه اللي عاملين لهم ورشة كسفريت في اسكندرية واللي بيعملو الشمع واللي بيعملوا
السمن الصناعي ويوكلونا الدردي واللي بيعملوا الدخان الصناعي ويسقونه الوحل واللي بياخدوا مقاولات القناطر والترع والبحور والمباني الجسيمه واللي بيتعهدوا بحضور الآلات والأدوات اللازمة للميري من بلاد بره واللي عملوا عربيات الركوب الكبيره وموّتوا صنعة الحمّاره والعربجية. وأقول لك ايه وأعيد لك ايه ادنت بتنفخ في قربه مقطوعة والناس فاهمة ان كلامك يضحّك ولو كان فيهم حساسه لا تنحررو شوية الا الواحد فرحان بنفسه وقول الناس له حضرتك وسعادتك وسيادتك بالمظرطة الكدابة. وأنا جايلي ايه من عربية سي فلان وحنطور البك انا بدي حاجه تبل ريق اخوانا الغلابا وتخليهم يشمو نفسهم شوية. ن. زي ايه كدا اللي بدك فيه. ح. ورشة بولاق آهي موجوده ليه ما يخدوهاش جماعه من الأغنيا ويشغلوها وليه ما يخدوش قد عشرة آلاف ولا خمس طاشر ألف فدان من أرض الفيوم والاّ البراري ويربو فيها قد عشرين ألف راس غنم ينتفعوا بصوفهم للتجارة والصناعه في البلاد ويعملوا من اللبن سمن وجبنه ولبن يابس زي الإفرنج ويربحوا ربح عظيم ويأخذوا من نتاجهم ويبيعوا للجزارين وليه ما يعملوش شركة تعمل ورشه كبيرة تشتغل الأصواف والحراير والبصمه وتتعهد الحكومة بانها تاخد كل ما يلزمها للعسكر والدواوين منهم وأمراء البلاد يفرشوا بيتهم ويلبسوا من شغل بلادهم هيّا الافرنج بتضربنا على ايدنا وتقول الا تشتروا منا ما احنا اللي نستاهل الضرب بالصرم. وترجع وتقولي لي بلادنا وأهل بلدنا لو كانوا زي الناس كانوا يشوفوا الناس اللي بتهلّ عليهم من برازي المطر اللي تاجر واللي صانع واللي مرابي واللي سمسار واللي مقصوده مقصود عفريت واللي
بيعموا الورش والمعامل لو كانوا يتحركوا الا تكلم الواحد منهم يقول لك لو عملنا كدا
تروح فلوسنا علينا ونصبح نطقر بالعصا ونقول يا ريت اللي جرى ما كان مع انهم غلطانين أنا أعرف واحد جاركم في إسكندرية اسمو حسبو أفندي محمد فتح لو ورشه يبيع فيها وابورات وطرنبات وأدوات الوابورات ويصلح الوابورات المسكرة والخربانه وطلع له اسم حلو في البلاد وصبحت ورشته أحسن الورش اللي في إسكندرية وانفتح لو باب التجارة مع ورش الافرنج في بلادهم واعتمدوه وعرفوا قدره. لسه هات لي كم واحد زي ده يهجموا على العمل بقوة قلب معتمدين على الله ويشوفو حالهم يبقى ازاي إلا قاعدين يحسبوا لنا حساب الفرن وهما مجعوصين في المندره والتخته بوش وأول ما يحسبوا يحسبوا الخسارة. فضها فضها وقول لنا كلمتين في أبو زيد في جر مالك والا احكي لنا قصة الدلهمة والزير سالم وإبراهيم بن حسن وسيف اليزل واعمل لنا شوية زجل وكلام يضحك وخليك في الكلام الماشي وفضك من الصنايع والتجارة وقول يا عيني يا حيلي وخلي اللي ينفلق ينفلق.
. ن. هوا ايه يا واد أنا منيش وياك في قلة الحيا والكلام الفارغ أنا لسه مالي ايدي من الناس الطيبين وعارف انهم بدّهم يسعم ولكن عاوزين اللي يوريهم السكه وأنا رايح اتكلم لك ويا شوية مهندسين وأفنديه من بتوع الصنائع وأشوف الطريقه اللي تخلصنا ايه ونعرضها على الأنياء والأمراء على لسان الأستاذ ونشوف رايح يجري ايه وحقا بعدها ان محدش اتحرك احط لك صباعي في الشق وافضها سيره.
. ح. بلاش وجع راس في الكلام ده أحسن احنا فينا حاجة ما
توجدشي في غيرنا إذا اجتمعتم جماعة في عملية ز يدي كل إنسان منهم عاوز يبقى ريس والعمل باسمه وتحت اذنه لن كل واحد منهم فاكر انه ابن السيادة والثاني بن الإمارة ودا من بيت المجد ودا من بيت الشرف وكل دي أوهام مسلطنة على الباينين فينا وما دامت دي فينا عمرنا ان فلحنا يعروش يشوفوا الناس بتعمل ايه ويعملوا زيهم اهو دلبس فتح القنال باسمه ونسب اليه مع انه فتحه بمال غيره ولكن غيره عاوز يكسب فسلم العمل لأربابه وادي حسبو اللي قلت لك عليه كان عنده مخرطه واحد فحسن لو الحاج علي فرغلي إنو يفتح ورشة يصلح فيها وابوراته وساعده على ذلك وسلم الورشة لحسبو أندي لكونه مهندس ودا فنّه فدارت الورشة وتقدمت وصار حسبو أفندي يصلح الوابورات بقيمة دنيئة وصنعه عموله حتى انكبت عليه
الناس وصارت ورشته أم الورش والحق أنو يستاهل فانو عمل عمل ما حدش عمله غيره واجتهد في تحسين اسمه بحسن صنعته ومهاودته الناس في الأسعار. فاللي بدّو يعمل عمل من الأغنياء يدوّر على اللي يقوم به من المهندسين والصناع ويسلمو له ويجعل نفسه مع شركاه نفس واحده ويسلم الإدارة للي فيه اللياقة من أهل الشركة وان كان فقير عن غيره لان القصد المكسب واحيا الصنايع موش المظهر وابو يا وجدي فان كان عندك ناس يقدروا على نفسهم ويعملوا كده خليهم يقومو يحلو لباسهم ويورونا شغلهم وهمّا يصبحوا شمّامه في البلاد وكل الناس يقولولهم عفارم عليكم. ادي اللي بدو يعمل عمل ينفع موش تقول لي نعرض كلامنا على المهندسين همّا المهندسين لقوش حد يقول لهم تعالم وقالو لايه. كنا الأول نقول دامين رايح يروح بلاد برّا ويجيب اللي احنا