الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 21
- بتاريخ: 10 - 1 - 1893
عيد الجلوس الخديوي
هو اليوم الذي نصبت فيه السعادة أعلامها على ديارنا المصرية وطلعت فيه شمس الصلاح والإصلاح بارتقاء أميرنا الفخم وخديونا الأعظم عباس باشا الثاني كرسي الحكومة السنية التي أسَّسها جده الأعلى فكان سابع أمير شرفت مصر بالانتماء إليه والخضوع لحكومته المؤيدة بالعناية الربانية، وقد وافق يوم الأحد الماضي فازدحم الأمراء والعلماء والذوات والوجهاء والقناصل وأعيان الأوروبيين ورجال الحكومة السنية بباب السراي العامرة يهنئونه بل يهنئون أنفسهم بيوم عزهم وسعادتهم راجين تداوله بتداول الأيام طالعة فيه أنوار الحضرة العباسية الجليلة ونحن مع الراجين والداعين نسأله تعالى أن يحفظ هذه الذات الكريمة وأن يوالي علينا الأعياد ببقاء بهجتها وأنوار طلعتها. وقد أرخ هذا العيد مع عيد الميلاد الجميل حضرة الفاضل الكامل العالم العامل خادم هذا البيت الكريم بمدائحه التي ترسم على جبهة الدهر حلية له لما فيها من
البدائع والرقائق وما امتازت به من تخصيصها بأكرم بيت وأعلى مقام الأستاذ الشيخ علي الليثي فقال حفظه الله تعالى.
ترويح النفوس بتهنئة عيد الجلوس
خل الملام فقلبي ليس بالسالي
…
يا عاذلاً لجّ في لومي لتضلالي
دعني ووجدي وما ألقاه من وصب
…
أبيتُ أرعى الدياجي بائس الحال
ظننت لومك يثني قلب ذي شجن
…
هيهات لومك لم يخطر على بالي
أنا الوفيُّ وقلبي ليس يشغلهُ
…
عما عليه انطوى تنميق عذال
أرح فؤادك واحذر ما أكابدهُ
…
أما نظرت إلى سقمي وإعلالي
دمع يسيل وقلب ذاب من كمد
…
وفكرةٌ شتتها لوعة البال
عدتك حالي لا ذقت الهوى أبداً
…
ولا رمتك اللواحي فيه بالقال
ماذا يفيدك إن كان السلو وما
…
عليك أن جاد لي بالوصل ذو الخال
أصبحت تطلب أمراً لست تدركه
…
سلوا مثلي أَيسلى المورد الحالي
ذق وابتهج في الهوى نهجي وعزَّوهن
…
ثم احتكم أن تذاق مقدار مثقال
يا ويح نفسي فؤادي صار منقسما
…
بين الملولِ وبين اللائم القالي
امسى وأُصبح والأشجان تنقلني
…
على غرامي من حال إلى حال
كأنني كرة والوجد يلعب بي
…
لا أستقر على حال لتجوال
قد قال لي القلب كم حملتني نصبا
…
من الغرام وقد ضاعفت أثقالي
هلا التفت وألزمت اليراع بما
…
يخف عني به وجدي وبلبالي
فقلت يا قلب صادفت المراد فذا
…
عيد الجلوس الخديوي المفرد العالي
عباس مصر الذي ضاءت بغرته
…
أرجاؤُها وغدت روضاً لحُلَاّل
صفو النفوس بتشريف الجلوس يدا
…
كالبدر يعطى ائتناساً عند إهلال
فادخل بنا في تهانيه بموسمه
…
وإن تعاظم فاسلك نهج إجمال
فليس تدرك بالتفصيل رونقه
…
من عَدَّ للغيث قطرا عند تهظال
هذي المواكب للتبريك في جذل
…
تسعى إليه لتشريف وإفضال
قد شاهدت في سرير الملك ذا شمم
…
طلق المحيا وسيماً خير مفضال
يا بهجة القطر إذ عيد الجلوس به
…
في اثر ميلاده وَافى كمختال
كأنه الزَّهرُ حيَّاهُ الحيا فغدا
…
حَلياً على روضة غَناَء مِحلال
يا قربَ ما بين عيدين ازدهى بهما
…
صفو الزمان مباحاً بين أجيال
شكراً لأول عيد جاَء مبتسماً
…
عن بشر عباسنا الثاني سنا الآل
هذا الأبيُّ الذي أمضت عزائمهُ
…
ما أدهش اللب من قول وأفعال
زند الشبيبة يوري رأي مكتهل
…
منه ويهدي لرشد عند تسآل
فيه لرائيه إيناسٌ ومرحمة
…
وكم لراجيه منه فوز آمال
حُلوُ الخليفة بسام لزائره
…
مهذب الطبع مرقوق بإجلال
ماض إلى العدل لا يثنيه ذو غرض
…
وليس يحلو لديه قول محتال
يولي الجميل نزيلاً حل ساحته
…
من يرغب النهل يقصد خير منهال
كم من إياد له ضاء الزمان بها
…
من بعضها العفو عن جانٍ ومغتال
وإن تخلق يوماً باسمه وجمت
…
له الأسود وخافته بإذلال
لا يُرهِبُ الدهرُ منه إن عدا خلدا
…
حلم كرضوى وقلبٌ فوق رئبال
مستحصف الرأي مرهوب الشّبايقظ
…
صينت مباديه عن جور وإخلال
مولاي يا من به الآمال واثقة
…
ومن به الحال باهى عصرنا الخالي
إن عاق عيني عن نود الشهود عنىً
…
أَلمَّ بي فلساني للثنا تالي
يهدي الدعاء ويسدي من محامدكم
…
وشيا من الحسن لم ينسج بمنوال
سررت قومك والبيت الكريم وقد
…
بررت في خير أفعال وأقوال
والدهر لما علاه البشر أرخنا
…
صار الجلوس الخديوي عيد إقبالي
سنة 1310
…
291 130 661 84 144
قصيدة محمود أفندي حسين يهنئُ بها الخديوي
وردت لنا قصيدة غراء من نظم الفاضل الماهر محمود أفندي حسين معاون محافظة مصر يهنئُ بها الجناب الخديوي الأفخم بعيد ميلاده السعيد قال منها:
بشرى بميلاد عباس السرور لنا
…
وافى يهنئ في إسعاده الوطنا
فمن محيّاه كل النور مكتسبٌ
…
والبدر يشهد حقاً بالضياء لنا
فلتفتخر دولة العرفان أن به
…
دام الهناء لنا طول المدى زمنا
رفعت عباس قدر القطر فابتهجت
…
بك الرعية شأناً يستضيء سنا
وأصبحت مصر دار العز معجبة
…
تختال في حلل العليا بثوب غنى
يا حسن طالعها قد ساسها ملك
…
بعدلهِ لارتقاها مهّد السُّنا
عباس اكسبها عزّاً تتيه به
…
ومنظراً وجمالاً كاملاً حسنا
له المكارم من جدواهُ واردةٌ
…
والجود راحتهُ في ملكه علنا
كم حتّمت منن المولى الخديو على
…
كل الرعايا له شكرا وحسن ثنا
لذاك ترمق بالإجلال ظلكم ال
…
عالي وتختال بالإسعاد أعيينا
عباس دم لبلادٍ أنت مالكها
…
ممتعاً بالهنا يا رب نعمتنا
واهنأ وعش بدر تم في العلا وسُد
…
بالنصر والفوز مولى الفضل والمننا