الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعلم حنفي ونديم
. ن. أنا من نهار ما جيت وأنا أدوّر عليك يا شيخ وأنت دايرلي من هنا لهنا إزي حالك اليوم إن شاء الله تكون الصنعة وياك مبحبحة والزهر مشخشخ شويه.
. ح. أنت معذور بقى لك عشر سنين وأنت زي اللي في الجب وطلعت ما أنت عارف الدنيا جرى فيها إيه. أنت فتني وأنا فانهوكار.
. ن. في أنهو كار أنت فت الشبكشيه ما فتناها من زمان سبحانك يا دايم من يوم ما طلعت السجاره انقفلت بيوتنا وقمت عملت خراط وقعدت أشتغل كراسي لطيفة ودرابزينات صنعة وطقاطيق وشبابيك حاجة حلوه طلعت لنا الطربيزات بطلت على الكراسي وجولنا الجماعة الآلافرانكه وعملوا الداربزينات الحديد والشبابيك الأمريكاني بطلت صنعتنا فرحت عملت فوطى وقاسيت الهول وشفت المر لما اتعلمت القزازة وفتحت لي قاعة شغل ورحت اتلفت كام قرش وجبت لي حبة غزل وقصدت باب الكريم. طلعت الصنعة عال وجانا شوية زباين عمولة وجريت الميه نوعاً التفتنا لقينا الفوط جايا تفتفل من بلاد برا معموله من القطن القطاع والكهنة اللي بياخدوها من عندنا يحلوها تاني ويعملوها قماش أشكال وألوان ويضحكو علينا بها. لما شافوها الجماعة بتوعنا وعينك ما تشوف إلا النور سابونا قاعدين ننش وراحوا للخواجات وصاروا ياخذوا اللي بنبيعه إحنا بعشرة قروش بعشره
افرنك وأحب على قلوبهم من العسل. تقول يا أخي حدش يفتكر في الكلام ده ويقول ضيعنا فلوسنا للغريب وموتنا صنعة بلادنا وخلينا الصنايعيه دايرين صايعين. لا وعينيك إلا كل إنسان زي اللي على عينيه غما وسابونا قرايه على بلاط. فمن غلبي رحت أشتغل عند الجماعة بتوع الشاهي والقطني وقلت آهي دي صنعة ماسكه حيلها شويه. ما صدقنا إننا نشم ريحة المعاملة والتفتنا لقينا الصنف جه يرف من بلاد برا مصنوع من نبات يشبه الحرير على قطن اسكيرتو ومصبوغ صباغه لعنه من لبستين تهد وتلاقيه راح زي الحتة الشرموطه. قمنا إحنا قلنا إيه من غفلتنا هما أولاد البلد عمي لما رايحين يفوتو الحاجه المضمونة المتقونه ويروحو يا خدو البلاوي دي وحد يحط فلوسه في الهلاهيل والحاجة اللي ما تنفعشي. وعينيك ما نفع كلامنا وشفناهم نزلو على البضاعة المغشوشة زي المهابيل من غير ما يفتكرو ولا يشوفو أصلها إيه وفاتو الواحد منا يروح آخر النهار يلحس صوابعه ويدخل البيت على رأي المثل. سيدي ما أحسن وصفه لا في أيده ولا في طرفه. ولا يخفاك
همِّ العيال والبيت ما يعذر شيء فقلت يا حنفي رايح تقعد بطال وعيالك عاوزين القوت الضروري روح دورلك على صنعة فضلت أقلب وأعاير وأجيب من هنا وأودي من والدنيا قدامي زي خرم الإبرة لما ربنا هداني بعد حوس ودوس وقمت بعت الحتتين الصيغة بتوع الوليه واشتريت حبة نحاس وقعدت على باب الله فتح الفتاح وانعدل الريح نوعاً وسديت القرشين لصاحبهم وقمت كسيت العيال
وخزنت البيت وبانت علينا النعمة شويه. احنا في الكلام ومتله وجاتنا الصحون الصيني والحلل الحديد وكأنِّ اللي جرى ما كان قعدنا نعد الماشيين وزي ما نفتح الدكان زي ما نقفله سنة كاملة حتى بعنا اللي ورانا واللي قدامنا وأخيراً بعنا الدكان بحاجة دنيئة وطلعنا يا مولاي كما خلقتني.
. ن. على كده عمك الأوسطى حسن الخياط فات الصنعة والحاج محمود الحرايري فات عمايل القيطان والشريط والزراير وعمك يوسف مبقاش بيغزل والمعلم علي فات النجارة والسيد درويش القصبجي قفل دكانه والجماعة اللي زي الحمصاني والهجين فضوها سيرة وبقية أخوانا الصنايعية والتجار بقى حالهم عبره. ح. أنا بقول لك أنت كنت في الجب تقول اطلعوا من البلد صنايعنا راح عليها ليل والعمد والأعيان والذوات قاعدين اللي بيزرع واللي مستخدم واللي بيتاجر وكل ما جالهم نصّين على بَرّه تقولشي إلاّ احنا فعله للخواجات بنشتغل عندهم باللقمة. أدحنا بقينا زي دودة الحرير تمّوِت نفسها في عمله وغيرها يلبسه. ن. بقى العبارة بقت على الحديدة ما بقاش عندنا صنايعية أبداً دا شِ يغم. ح. الحمد لله لسَّه الزبَّالين منا والحمارة والشيالين والكيالين والخدامين والفعلة ومسَّاحين الجِزَم والبوابين وشوية عطَّارين على كام بتاع بفته على بعضش جزَّارين وشوية حدَّادين وخردجية وبياعين طعمية وكرشه وكحك وفول نابت وفجل وكرات ومِسكه وبُقمه ومَلانه وبرسيم على شوية عيَّاشة وبيَّاعين طواقي وكام صَرَماتي على كام نحَّاس وأنت تفهم
الباقي يعني ما بَقَلْناش إلا الحاجة الدُّقة. والدكاكين اللطيفة والبضايع العال كلها بتاعت الخواجات وهيَّا اللي ماشية في البلد. ن. طيب ما تشتروا من بضاعة الخواجات وتبيعوا في دكاكينكم زيهم. ح. اشترينا يا سيدي منهم وحطينا كمبيالات علينا وقعدنا ننش برده يفوت علينا ابن البلد ويفوتنا ويميّل على الخواجه وتقول له ليه ما بتشتريش من ابن بلدك يقول لك بضاعة الخواجه عال وكلامو واحد ولا يعرفش الغش زي أولاد البلد. شوف دي الغفلة قال اللي
يبيع لو أبو خمسة بعشرة ما يعرفش الغش واللي بدو يكسب منه في الميّة خمسه يبقى غشاش. وحياتك فضلت التجار تستنَّه البيع والشرا لمَّا جه وقت الكمبيالة والمعاملة مقصره راحت الخواجات وضعت ايدها على البيوت وطلعوا أصحابها التجار منها وصبح الواحد منَّا يقول يا حيط داريني. وترجع وتقول لي بيع بضاعة افرنكي. ن. اللي عندك ادحنا عرفناه لما أسأل كمان جماعه غيرك وأشوف الحكاية إيه حقَّا إن كان كلهم على المعدل ده قو يا رحمن يا رحيم. ح. شوف الجماعة اللي واقفين وراك دول أهم من الموضة. ن. أنا مالي ومال الجنسية دي. ح. إيوَا اللي واقف على شمالك اسمه سِ لطافت أبوه مات وفاتلو دمعة فلوس طيبة واللي جنبو اسمه سِ ظرافت مراته ماتت وفاتت لو دواهي متلتله. ن. طيب نسمع ونشوف رايحين يقولو إيه لأجل اتفرج على أولاد اليوم.
.
لطافت. بونو سوار موسيو ظرافت كُومَن سافا مُنْشير. ظرافت. بونو سوار عزيزي أنت جاي منين. لطافت. من المحل إياه ولكن يا موسيو أنا اجنَّنت وطَلَعت عفريتي الليلة. رحت ألعب القمار ويّا أسيادنا اللي أنت عارفهم خسرت ميتين جنيه في ساعتين وطلعت أفرج عن نفسي شوية رحت البيرة إياها خدت أربعة أنصاص بيرة واتنين مارتل واستلفت خمسة جنيه من يني لحد الصبح ورحت عند البنت وجدتها متَيَّهه عليه مع أن فلوسي كلها رايحه عليها وعلى القمار وحيات أبوك خمسة آلاف جنيه بقيت مضيعهم السنة دي. ظرافت. تشكي لي وأنا أبكي لك وعلى رأي المثل لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك أهو مِنْدّا جادا والحالة من بعضها وعلى رأي المثل ما يغرك الباب وتزويقه اللي جُوَّا نشفان ريقه (كلام السكارى كلُّولت). أنا لي حكاية عجيبة وقصَّة غريبة بس خايف نديم يسمعها يقوم يحطها في الجرنال بتاعه. لطافت. بلا نديم بلا غيره إحنا إذا كنا رايحين نحسب حسابده وحسابده لا إحنا مِسَّلْيِيّن ولا رايحين ولا جايِيّن. دا زمن حرّية يا عم وأبوك ما هو أبوك وأخوك ما هو أخوك. هوّا نديم موش شايف لما رايح يتكلم في أسياده أُمَّال البِيرَ دي واللوكاندات والخمامير والمحاشش وقهاوي الرقص دي معمولة لمين موش للكام جدع النضاف اللي في البلد يسلُّو غلبهم فيها. ظرافت. ما هو الكلامده صحيح ولكن هوّا مقصوده جنس. مقصوده إننا نوفّر القرشين اللي معانا ونشتغل بهم في تجارة في صناعة في زراعة زي الأوروبيين على شان نصبح أغنيا شوية وتفضل البلد ماسكه حيلها شوية