المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محمدة عدت مذمة - مجلة الأستاذ

[عبد الله النديم]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 1

- ‌الفاتحة

- ‌شكر النعم

- ‌مقدمة مدح ومعرفة جميل

- ‌العدد 2

- ‌الحياة الوطنية

- ‌شكر جميل وثناءٌ جليل

- ‌الآداب

- ‌الهلال

- ‌التقاريظ

- ‌تهنئة قدوم

- ‌نوادر

- ‌فكاهات

- ‌العدد 3

- ‌التماس عفو

- ‌الأخلاق والعادات

- ‌باب التهذيب

- ‌غبطة

- ‌التقليد ينقل طباع المقلد

- ‌زجل

- ‌المعلم حنفي ونديم

- ‌سؤال

- ‌همة تشكر

- ‌شرح قانون العقوبات

- ‌إصلاح

- ‌حسن عناية

- ‌العدد 4

- ‌الجامعة الوطنية والاختلاط العمراني

- ‌اعتذار

- ‌الاقتصاد الشرقي

- ‌باب الأدبيات

- ‌تهنئة قدوم

- ‌الجاه

- ‌سعيد وبخيته

- ‌مرويات

- ‌رثاء

- ‌البوسطة

- ‌المنحة الدهرية

- ‌العدد 5

- ‌المرافعة الوطنية

- ‌المعلم حنفي ونديم

- ‌سؤال

- ‌شكر وثناء

- ‌اعتذار

- ‌احتفال

- ‌العدد 6

- ‌دستور

- ‌قصيدة الشيخ أحمد محمد القوصي

- ‌زجل الشيخ عبد الجواد

- ‌حنيفة ولطيفة

- ‌باب الأدبيات

- ‌تهنئة

- ‌تقاريظ

- ‌التماس

- ‌العدد 7

- ‌الراوي

- ‌أبو دعموم والشيخ مرعي

- ‌لطيفة ودميانه

- ‌بضاعتنا ردت إلينا

- ‌تابع الجواب عن الرجل والمرأة

- ‌قل موتوا بغيظكم

- ‌اعتراض مغفل

- ‌المولد النبوي الشريف

- ‌رثاء وعزاء

- ‌العدد 8

- ‌اللغة والإنشاء

- ‌المرافعة الوطنية

- ‌بشارة نجاح

- ‌تهنئة قدوم

- ‌حكمت

- ‌رثاء وعزاء

- ‌تصحيح

- ‌العدد 9

- ‌المرافعة الوطنية

- ‌تربية الأبناء

- ‌الجرايد

- ‌زبيدة ونبويه

- ‌خير أعياد مصر

- ‌تكذيب قرية

- ‌وداع ونرجو أن يكون ودادا

- ‌كتاب التحفة الوفائية

- ‌أمل

- ‌تقاريظ

- ‌رثاء وعزاء

- ‌العدد 10

- ‌وظائف العلماء في العالم

- ‌الطبقات الاجتماعية

- ‌عقد اتفاق

- ‌عرض حال نساء السكارى لأزواجهن

- ‌الرشاد والنصوح

- ‌رثاء وعزاء

- ‌رد شبهة

- ‌باب الأدبيات

- ‌إعلان

- ‌سرد الحجة على أهل الغفلة

- ‌العدد 11

- ‌رأي جمهور من الأفاضل

- ‌مدرسة البنات

- ‌إعلان

- ‌زجل بقلم الفاضل النحرير محمد حامد أفندي

- ‌باب الأدبيات

- ‌رثاء

- ‌سؤال عن خنثى

- ‌إعلان

- ‌قاموس عربي وفرنساوي

- ‌قلادة العقيق لجيد الغرامطيق

- ‌العدد 12

- ‌وظائف العلماء في العالم

- ‌حنيفه ولطيفة

- ‌باب الأدبيات

- ‌تهنئة

- ‌رسالة

- ‌قصيدة لمصطفى أفندي حسن

- ‌رسالة

- ‌المعلم حنفي ونديم

- ‌جواب على سؤال الخنثى

- ‌اعتذار

- ‌ثناء وتهنئة

- ‌رثاء

- ‌العدد 13

- ‌طريق الوصول إلى الرأي العام

- ‌مدرسة البنين

- ‌مدرسة البنات

- ‌المقامة الخيلية

- ‌ الأستاذ

- ‌محاسن العرب

- ‌تهاني

- ‌سؤال

- ‌سؤال

- ‌رثاء

- ‌رثاء وعزاء

- ‌العدد 14

- ‌زيادة الحضرة الخديوية للمدارس المصرية

- ‌باب الإنشاء والمآثر

- ‌عمارة والزناتي

- ‌جمعية الكمال بأسيوط

- ‌تقاريظ

- ‌جواب الشيخ عبد الفتاح الجمل عن سؤال القاضي

- ‌عمر

- ‌العدد 15

- ‌بمَ تقدموا وتأَخرنا والخلق واحد

- ‌مدرسة البنين

- ‌مدرسة البنات

- ‌الللآلي السنية في الأصول الحسابية

- ‌العدد 16

- ‌إِنَّمَا يَقْبَلُ النَّصِيحَةَ مَنْ وُفِّق

- ‌مدرسة البنين

- ‌مدرسة البنات

- ‌رسالة من الشيخ علي محمد سالم

- ‌إن في ذلك لعبرة

- ‌جمعية العروة الوثقى باسكندرية

- ‌المروءة

- ‌باب الأدبيات

- ‌تقاريظ

- ‌العدد 17

- ‌لِمَ اخْتَلَفَتْ كَلِمَتُنا إذَا اتَّحَدَتْ وِجهْتَنَا

- ‌مدرسة البنين

- ‌مدرسة البنات

- ‌باب الأدبيات

- ‌زيارة

- ‌تقاريظ

- ‌تنزير الأذهان

- ‌ورشة بولاق

- ‌أفراح جليلة

- ‌العدد 18

- ‌أَتَتَقَلَّب الأُمم بتَقَلُّب الأَحوال ونحنُ نحنُ

- ‌العالم سيديو الفرنساوي الشهير

- ‌الأفراح الرياضية

- ‌المولد الحسيني

- ‌العدد 19

- ‌عيد ميلاد الحضرة الخديوية الفخيمة

- ‌الأفراح الرياضية

- ‌الآداب العامة

- ‌إن المساجد لله

- ‌لا أكراه في الدين

- ‌المعلم حنفي والسيد عفيفي

- ‌باب الأدبيات

- ‌تقريظ

- ‌رجاء وإرجاء

- ‌رثاء

- ‌خطبة ابن السماك

- ‌هداية السائل إلى إنشاء الرسائل

- ‌عجب وعجاب

- ‌العدد 20

- ‌أشتات الشرق وعصبيات أوروبا

- ‌باب اللغة

- ‌إحصاء الجرائد

- ‌مدرسة النبل الخيرية

- ‌منتمى الحرية

- ‌شكر عناية

- ‌فرصة الأوقات

- ‌إجابة طلب

- ‌العدد 21

- ‌عيد الجلوس الخديوي

- ‌رسالة من الشيخ علي سالم

- ‌رسالة مغربية

- ‌استلفات أنظار

- ‌تقاريظ

- ‌فريق التمثيل العربي

- ‌جريدة الأزهر

- ‌تهيئة بشفاء

- ‌نعمة تذكر لتشكر

- ‌تنبيه

- ‌السلسلة الدرية في الفكاهات التاريخية

- ‌رسالة من إبراهيم أفندي الأنجباوي

- ‌العدد 22

- ‌لو كنتم مثلنا لفعلتم فعلنا

- ‌الأستاذ والمقطم

- ‌الوزارة الجديدة

- ‌تبرع بجريدة

- ‌نتيجة التعليم الأجنبي

- ‌شكر وعناية

- ‌تنبيه

- ‌العدد 23

- ‌الحقوق المقدسة

- ‌نصيحة مخلص في خدمة وطنه وأخوانه

- ‌عناية سلطانية

- ‌قصيدة مديح في الخديوي

- ‌تاريخ البشري البهية بعود الوزارة الرياضية

- ‌جمعية العروة الوثقى

- ‌العدد 24

- ‌لا دليل على دعوى تهديد الأمن العام

- ‌اغرب ما رؤي في مصر

- ‌محل نظر

- ‌سؤال

- ‌سؤال

- ‌عدل الانكليز وأحكامهم

- ‌قصائد خديوية

- ‌شكر تفضل

- ‌أفراح سعادة سالم باشا

- ‌العدد 25

- ‌مستقبل مصر

- ‌القصائد العباسية الخديوية

- ‌نصيحة

- ‌إمعان النظر في محل نظر

- ‌المساواة بين البنين

- ‌أعياد الصعيد ـ بالسفر السعيد

- ‌غبطة بطريرك الإقباط

- ‌المهندس

- ‌باب الرثاء

- ‌أمل

- ‌رجاء

- ‌العدد 26

- ‌العلماء والتعليم

- ‌تهنئة قدوم

- ‌أدبيات

- ‌العدد 27

- ‌الزراعة في مصر

- ‌رسالة في ذم الفاحشة والعزوبة

- ‌المحافظة على الصحة واجبة

- ‌قصائد خديوية

- ‌ديوان الأوقاف

- ‌بلوغ المرام في جراحة الأقسام

- ‌سؤال وجواب

- ‌رجوع إلى حق

- ‌حنيفة ونديم

- ‌الهدى. والمدرسة. والثمرة

- ‌اعتذار

- ‌رجاء

- ‌العدد 28

- ‌حالنا أمس واليوم

- ‌حنفي ونديم

- ‌تهنئة قدوم

- ‌تقريظ

- ‌العدد 29

- ‌مجتمع اللغة العربية بمصر

- ‌متى يستقيم الظل والعود أعوج

- ‌باب الأدبيات

- ‌هذه يدي في يد مَنْ أضعها

- ‌مقالة الشيخ محمد سلامه

- ‌شكر عناية

- ‌تنبيه

- ‌اعتذار

- ‌الشرائع

- ‌بشرى

- ‌العدد 30

- ‌تجاذب الجنسيات والأديان

- ‌رسالة

- ‌مسجد ليفربول

- ‌شكر وثناء وتهنئة

- ‌رواية سمير الأمير

- ‌تقرير جمعية العروة الوثقى

- ‌العدد 31

- ‌المعارف بمصر

- ‌رمضان المبارك

- ‌تهنئة

- ‌رسالة الشيخ إبراهيم بصيلة

- ‌المسلمون والأقباط

- ‌أسف ورجاء

- ‌استلفات

- ‌العدد 32

- ‌حافظ ونجيب

- ‌الخلاصة الوجيزه ودليل المتفرج على متحف الجيزة

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه آخر

- ‌جمعيتا المسامرة والفتوح الخيرية

- ‌الجزآن الرابع والخامس من كتاب الانتصار لواسطة

- ‌عقد الأمصار

- ‌العدد 33

- ‌بمن أقتدي إذا اختلفت الآراء

- ‌الحرب أخت الإنسان

- ‌التشخيص العربي

- ‌الجوهر النفيس على صلوات ابن أدريس

- ‌مرآة التأمل في الأمور

- ‌التقدم المصري

- ‌العدد 34

- ‌العيد السعيد

- ‌العَدْوَى الأوروبية للبلاد الشرقية

- ‌تهنئة

- ‌الطرق وما فيها من البدع

- ‌الاتجاه إلى الأستاذ

- ‌حرب الأقلام بجيوش الأوهام

- ‌تهنئة قدوم

- ‌الزيارة العيدية

- ‌(المربي)

- ‌هناء المحبين

- ‌نهاية الأوطار في عجائب الأقطار

- ‌رثاء عظيم

- ‌العدد 35

- ‌تشرف أهل القطر برؤية أميرهم في عيد الفطر

- ‌قلائد التهاني

- ‌هذا عندكم فما مقابله عندنا

- ‌الطرق وإصلاحها

- ‌التهاني الخديوية

- ‌المكرر أحلى

- ‌يا بني الإنسان أدركوا إخوانكم

- ‌رثاء

- ‌رثاء فاضل

- ‌تعيين

- ‌العدد 36

- ‌تشريف الجناب العالي مدينة إسكندرية

- ‌الصنائع والصنّاع

- ‌النشأة المصرية

- ‌النصيحة العامة بأوجز مقالة في النهي عن البطالة

- ‌والجهاله

- ‌محاسن أمير المؤمنين أيده الله

- ‌تهاني

- ‌رياض التوفيق

- ‌طب الركه

- ‌البصبرة والرأي العام

- ‌تهنئة بنجاح

- ‌أعجب ما كان في الرق عند الرومان

- ‌العدد 37

- ‌التربية والتعليم

- ‌مملكة بروسيا

- ‌أسباب الحرب

- ‌صبر جميل

- ‌الكسوة الشريفة

- ‌مصنوع البلاد

- ‌رجاء

- ‌المسويو بطرون

- ‌فاجعه

- ‌العدد 38

- ‌دفع اعتراض البشر عن اعتقاد القضاء والقدر

- ‌سؤال

- ‌الأزهر الشريف بمصر وجامع الزيتونة بتونس

- ‌العدد 39

- ‌الأعداء

- ‌الحكاكه في الركاكة

- ‌جريدة بروج

- ‌الغرب الأقصى

- ‌الكرباج والعفريت

- ‌تهنئة

- ‌كتاب طب الركه

- ‌العدد 40

- ‌حفظ الصحة

- ‌رسالة

- ‌تابع التربية والتعليم

- ‌ورشة حسبو أفندي محمد بإسكندرية

- ‌تهنئة

- ‌القول المفيد في آثار الصعيد

- ‌المنتقد

- ‌الكمال

- ‌ثناء

- ‌بروجر

- ‌المقطم

- ‌وكيل تحصيل

- ‌رثاء

- ‌هدية

- ‌العدد 41

- ‌محمدةٌ عُدت مذمة

- ‌تابع حفظ الصحة

- ‌باب الأدبيات

- ‌منقبة

- ‌من أحد السوريين

- ‌لا حر في الدنيا بل الكل رقيق

- ‌سؤال

- ‌العدد 42

- ‌مذهب النباتيين

- ‌إعلان

- ‌تابع حفظ الصحة

- ‌تحية وسلام

الفصل: ‌محمدة عدت مذمة

‌العدد 41

- بتاريخ: 3 - 8 - 1893

‌محمدةٌ عُدت مذمة

لا يخفى على أهل العلم أن الزجل من أبواب الشعر كالدوبيت والقوما وكان وكان والموشح موقد تناظر به كثير من الشعراء وافتخر بأحكامه بعض الأدباء حتى عدت صناعته أصعب من قرض الشعر إذا كان مشتملاً على المعاني الغريبة مسبوكاً في قوالب لطيفة فالتفنن فيه من محامد الشعراء لا من مذامّهم وقد كنت أحاول نظم شيء منه في الأيام الخالية فيتعاصى لعدم الباعث ثم اتفق لي أني كنت بمولد سيدي أحمد البدوي رضي الله تعالى عنه سنة 1294 هجرية وكان معي السيد علي أبو النصر والشيخ رمضان حلاوة والسيد محمد قاسم والشيخ أحمد أبو الفرج الدمنهوري فجلسنا على قهوة الصباغ نتفرّج على أديب وقف يناظر آخر فلما فطن أحدهما لانتقادنا عليهما استأنف أخاه إلينا وخصانا بالكلام فأخذا يمدحاننا واحداً فواحداً إلى أن جاء دورهم إليَّ فقال أحدهما يخاطبني

ص: 985

أنعم بقرشك يا جندي

وإلاّ اكسنا أمال يا أفندي

إلا لا وحياتك عندي

بقي لي شهرين طول جيعان

فقلت على سبيل المزح معه

أما الفلوس أنا مدّبشي

وأنت تقول لي ما مشيشي

يطلع عليَّ حشيشي

أقوم أملَّص لك لِودان

ثم أخذنا نتبادل الكلام نحو ساعة حتى غلباً عند ما فرغ محفوظهما فلما قمنا وتوجهنا منزل المرحوم شاهين باشا وكنا نازلين عنده جميعاً أخبره السيد على أبو النصر بما كان مني مع الأديبين فلما أصبحنا استدعى شاهين باشا شيخ الأدبية وطلب منه أن يستحضر أمهر الأدبية عنده ووعده أنهم أن غلبوني يعطهم ألف قرش وأن غلبتهم يضرب كل واحد منهم عشرين كرباجاً فرضي بذلك واستحضر الشيخ داود والحاج إسماعيل الشهيرين بعمل الزجل وإنشاده ارتجالاً في أي غرض واستحضر معهما ستة من أشهر الحفظة المقتدرين على ارتجالاً في أي غرض واستحضر معهما ستة من أشهر الحفظة المقتدرين على الارتجال أيضاً وعقد الباشا لذلك مجلساً إمام بيته بطنطا وأجلسني بينه وبين المرحوم جعفر باشا مظهر وقد وقف الناس أُلوفاً والعساكر تدفعهم عنا ثم ابتدأ الشيخ فقال:

أول كلام حمد الله

ثم الصلاة على الهادي

ماذا تريد يا عبد الله

قدَّام أميرنا وأسيادي

فقلت

أنا أريد أحمد ربي

بعد الصلاة على المختار

وإن كنت تطمع في أدبي

أسمعك حسن الأشعار

ص: 986

فقال

دعنا من الأدب المشهور

وأدخل بنا باب الدعكه

ندخل على أسيادنا بسرور

ونغنم الخير والبركه

فقلت

هياّ احتكم في البحر وشوف

فن النديم ولاّ فنك

دلوقت تسمع يا متحوف

أحسن أدب وحياة دقنك

فقال هات مدح في الحضرة على قد:

تعمل عمايلك يا منصان

يابو الشفيفه العسليه

يا صاحب الحجل الرنان

ودي الأمور الحيِليه

ماذا تريد من دي الولهان

قل لي وأسعف

أحسن أنا من خمر الحان

قصدي أرشف

وإن كنت تسمح يابو الخير

يبقى الوصال الدّواليه

فقلت

المجلس العالي محمود

فيه الأمارا والأعيان

واليومُ دا يومٌ مشهود

خلعت عليه حلة إحسان

شاهين باشا فيه موجود

حظو أزهر

أما المدير هذا المسعود

جعفر مظهر

فإنه في الناس معدود

من ضمن أرباب العرفان

دور

مجلس عليه حسن مهابه

كأنه مجلس سلطان

ص: 987

والحاضرين أهل نجابه

وينقدوا قول الإنسان

اترك بقي شرب الغابه

وأنشد نسمع

وإن كان تغني بربابه

تطرب مجمع

حسن الكلام مثل سحابه

تمطر على شجر البستان

فقال

القصد منك يانديمنا

تعمل زجل هِيله بِيله

إلا أنت دلوقت غريمنا

قصدي أحدفك بالفلفيله

وإن كنت تجهل تقريمنا

اسأل عنا

أوعا تعيب في تكليمنا

وأحذر منا

أحسن أوديك لعظيمنا

يشيّلك الفين شيله

فقلت

أننا صغرا له نُونُو

وفي الزجل منتش مجدع

اتبع نديم تلقى فنونو

تأتيك من المعنى الابدع

أما عظيمك وجنونو

يأكل نفسه

وإن كان يعارض بمجونو

يطلب عكسه

لأن فني وشجونو

لكل متعنطظ يردع

وبعد أن دار الكلام بيني وبينه في كثير من هذا الوزن قام الشيخ داود وقال:

قصدي أقولُ كلاماًيحكي لضمات الزهورهات أشجنا بنظام

من فن كان وكان

ادخل بنا لمعانكالبكر من خلف الستورفي قلب متحلٍّ

ص: 988

في النظم إلاتقان

فقلت

اسمع كلام نديممن طيه كل السرور وأعقل نصيحة حبر

يدعوك للعرفان

لا تستخف بخصم لو كان من أوهى الطيوروأصفح فكل صفوح

يعلو على الأعيان

وأخش اللئيم دواماًفاللؤْم داع للشرورواحفظ مودة حر

في عهده ما خان

لا تصطحب بوضيعينزلك عن سرج الظهوروأصحب أخيّ شريفاً

وأطلب رضا الأخوان

وأنزل ببيت كريمإن كنت ضيفاً في العبور واسمع سؤال فقير

أودى به الحرمان

هذى نصيحة حرقد جرب الدهر الجسورإن كان يعجب هذا

أولا فخذ تبيان

فالبحر بحر لآلٍإن قُلدت زانت نحوروالفكر فكر ذكيّ

لا يعرف النسيان

فأعرض عن كان وكان عجزاً منه وقال هات فخراً على؟؟

يا صبا نجد ورامه

هجت للمشتاق وجدا

كل صبّ في غرامهُ

ما اشتكى في الليل سهداً

عنفوني عذبوني

ذقت في التعذيب شهداً

ص: 989

والهوى أحرق ضرامه

كل أحشائي وقلبي

فقلت

فخر مثلي في بيانُه

والغبي يفخر بمالهُ

والأدب أحسن صفاتي

فالذكي حسنوُ كماله

واللبيب يظهر بعلمو

والغلام مجده جماله

كل قول المرء يفنى

غير محمود المآثر

فقال

فخر مثلي في نكايت

تضحك الشيخ العبوس

ألحس المعنى برجلي

وأشرب القول بالكؤُس

لا تلم من قال حظي

وائتناسي بالفلوس

لا تقل زيد وعمرو

ليس في النحو مفاخر

فقلت

الفلوس حظ المفلس

والجعيدي والحرامي

والعلوم روض الأكابر

لطفها في العقل نامي

والمضاحك والمساخر

مالها دخل فْ كلامي

كل مضحك بين قومو

مسخره للمجد خاسر

فقال

ساعة الحظ وحيده

عند محبوب وحان

لا أُبالي يوم أُنسي

بالمعاني والبيان

منتهى قصدي فلوس

تملأ البيت بالأوان

ص: 990

إن كيسي أن كيسي

مجمع الدنيا ولآخر

فقلت

كل ما في الكيس بفارق

يادَوُد فاسمع وفكر

والفخار والمجد كلوُّ

في العلوم فاطلب وبكّر

وإن تكن شيخ حق عالمٍ

فامش بين الناس وذكر

تحي كل الناس بعملك

بل ترى المجموع شاكر

وبعد مبادلة الكلام في هذا الوزن نحو نصف ساعة قال هات عزلاً على قد:

مدود حمارك مطرحو في الغيط

في جنب بستان الأمير

وإن كان يجي لك لدارك أربطو في الحيط

أحسن يبرطع في الحمير

وإن كان مكسر فأنو يمنعك مِن الميط

وقت السفر في الهجير

أوعا حمارك يا فتى أوعاه

أحسن ما تمشي عَ القدم

فقلت

من يوم عرفتك والفؤَاد ولهان

في حسنك الزاهي النصير

والخد من دمع العيون ريان

تجري عليه كالغدير

أبيت ليلي بالأرق سهران

بين الكراسي والسرير

وكل وِردي في الدجى آه آه

من يستطع من يصبرِ

دور

قلبي المعذب في لهيب الخدود

والوجد في الأحشا جحيم

بالله من أوراك باب الصدود

لقتل مضناك العديم

ص: 991

أين الوفا يا منيتي بالوعود

ورقة القلب الرحيم

أواه من نار الجفا أوّاه

لو يعشق الريم يعذرِ

دور

قد كان لي سعد السعود خدام

لما التقينا في الطريق

وقلت بالحاجب أروح قدام

وأنت ورايا يا صديق

فصرت أنظر للقوام القوام

وعادل القد الرشيق

حتى ملكت الروح وأروحاه

لو يرجع اليوم ينظرِ

دور

قال المدلَّع عاشقي ما الحال

جفني جرح منك الفؤَاد

طم من شجي مثلك سباه الحال

حتى غدا خصم الرقاد

قلت أرحمو من في التصابي مال

عن كل أبواب الرشاد

قال أن ترم مني الوصال وصفاه

هات اليمين الأكبر

ثم طلبت منه أن يأتي باليمين من هذا الوزن فوقف فقصدت الحاج إسماعيل فوقف فطلبت من الستة فوقفوا فقال المرحوم شاهين باشا نحسبها لك واحدة ثم قال الشيخ هات غزلاً بمعنى بديع على قد:

اهيف رشقني بقوام مثل المران والوجد عذبني بناره

فقلت له أقول تحميلة وتقولون أخرى من جنسها فقال هات فقلت:

يأهل الصبابا يا عشاق سلوا المشتاق فالعشق مالو غير أهلُه

فوقف الجميع ولم يستطع واحد منهم الدخول معي في هذا المضيق فقلت ومشيت إلى آخر الأدوار الآتية:

ص: 992

أشكو إليكم أحزانيبل هجرانيمن أهيف صادني نبُله

أهيف بنظره في خدهخدني عبدهوجت سقامي تشهد له

وأدمعي نزل تجريتنظر صدريرأت فؤَادي بيرقص له

قالت لو اتلفت عيونيقال سيبونيسيد الملاح يعرف شغله

ما دمت إني في رقهياخد حقهوأن مال لعتقي من أصله

أنا خديم ولاّ أكترالله أكبرالعشق ما ينكر فضله

العشق ترياق الأرواحوياّ الأشباحوَنضا الذي طاب لي نهله

ما يعرف العشق الأجلافياهْل الأنصافما للعذول يكثر عذله

عاقل رأى مجنون يشربحتى يطربفراح شعوره مع عقله

ومال لعذلي يتفرَّجبل يدّرّجللعشق لما حان قتله

ظن الغرام قصعة فنهفوقها حتهمن لحم قد طاب لو أكله

لما رآه سلب الألبابخاف الأسبابوراح يعضعض في نعله

وصرت وحدي متهنيأفضل أغنيللحب أن شخشخ حجله

أرى النجوم والنار تكويقلبي المشويوالوجد كتفني بحبله

قد بعت روحي للفتانمن غير أثمانوبعت ملكي من أجله

كيف الخلاص والقلب كسيروالصب أسيروالجفن يجرحني بنصله

والشهد في ثغر المحبوبهوّا المطلوبلكن أخاف قرصة نحله

خالو يلوح كالشمسيةفي الظهريهوالخد نايم في ظله

عزمت وجدي يتعشّىجوا الأحشافجِه بخيله مع رجله

والصدر وسع لو النادييا أسياديوالكبد قامت تطبخ له

ص: 993

والعين كبت خمرتهامن فرحتهاوالقلب قابلنا بطبلُه

قعد وربّع في صدريوالنار تجريمثل الصواريخ من حلوُله

لما رأى روحي وجديأتلف كبديبعث رساله مع رُسله

يقول يا مسكين مالكبين حالك عسى يكون عندي حله

فقلت يا سيد عبدكمن نار خدك حرق اللهيب جسمه كله

أخذت حبيب قلبي النخوهبعد القسوهوجا يغازلني بدلّه

خطر ولكن في قلبيبهجة لبيوجاد لمسكيغو بوصله

من فرحتي هرولت أبكيمن غير ما شكيوالدمع من كترو بلّه

حركت قلبو للرحمهمن دي الفحمهفجاد بياسمينو وفُلّه

فقلت أحييت الفاني يا إنسانيالله يجازيك بفضله

وكان ما يرجو العاشقغير الفاسقوالسر لا يحسُن نقله

وإلى هنا صفق الباش والحاضرون ثم عدنا للزجل المعتاد بما يطول ذكره فإن الشيخ رمضان كتب من زجل هذا المجلس خمسة كراريس وكله محفوظ عندنا لم يضع منه شيء وقد استمرت هذه المناظرة ثلاث ساعات فرجل تكون بديهته هكذا لا يذم بمجلس كهذا بل يمدح فإنه قل أن يدخل معه قوّال في هذا المضيق البديهي ولو أن أصحاب المقطم يعلمون حقيقة هذا المجلس ما قبلوه من المكاتب على أنه ذم فإنه من أحسن ضروب المدح والفخر أما مسألة المنصورة فسنأتي عليها في عدد آخر فإنها لا تقل عن هذه بل تزيد لما فيها من بداهة الشعر الجيد في مجلس خاص بالشعراء وما دعانا لهذا البيان إلا لكون هذه الحالة محمدة عدت

ص: 994