الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في اسم هذا المسكين وتصدي لتحريرها بقلمه وغاية ما عندنا أن نقول أنفلق أو أشرب من البحر فما في جريدتنا غير تكذيبك وإظهار تخريفك.
من رأى البيتين المصدر بهما الأستاذ في وريقة الأجراء تحقق تلصصهما وتجسسهما حتى على المطابع فإن ملزمة الأستاذ الأُولى طبعت في يوم الأحد
الغرب الأقصى
أسعدتنا العناية بمقابلة الأستاذ الفاضل والمولى الكامل العلامة الجهبذ الصالح السيد عبد الهادي بن السيد أحمد الصقلي السيد عبد الهادي بن السيد أحمد الصقلي الحسيني قاضي القضاة بمدينة فاس المحروسة أي شيخ الإسلام بالغرب الأقصى قادماً من الديار المغربية قاصداً الأقطار الحجازية برفقة من بني عمه السادة الإشراف وكانت المقابلة بمنزل صاحب السماحة والفضيلة السيد توفيق أفندي البكري الصديقي حيث نزلوا عند أمس ضيوفاً مكرمين فتلقاهم بالبشر والترحاب ولشغفه بالتطلع لأخبار الممالك الإسلامية أخذ يسأل هذا العلامة عن أحوال بلادهم وما عندهم من العلماء والعساكر وغير ذلك فلخصنا من محاضرتهماً أن مولاي السلطان حسن أعزه الله تعالى حسني النسب ينتهي إلى سيدي محمد المهدي الملقب بذي النفس الذكية وأنه مالكي المذهب كجميع أهل الغرب وله أولاد أعزهم عده سيدي الأمير عبد العزيز وقد استحضر من بنادق رامنتون ومدافع كروب جانباً عظيماً وأن العساكر الموجودين إنما هل لحفظ داخلية البلاد في وقت السلم أما في وقت الحرب فالأمة كلها تحمل السلاح لا يتأخر صغير ولا كبي ولا توجد في فاس وبقية بلاد المملكة خمارات ولا بيوت للعاهرات ما عدا طنجة لسكن كثير من الأجانب فيها وإن الحدود الشرعية
مقامة على العظم والحقير والعلم يقرأ بجامع القرويين كما يقرأ في جامع الزيتونة بتونس والأزهر بمصر غير أن العلماء هناك يقرأون الدروس عن حفظ لا من الورق وإن السلطان حسنا أيده الله تعالى يقرأ البخاري الشريف ويجمع العلماء للمناظرة والمذاكرة في مجلسه العالي ولا يوجد في داخلية البلاد مع المسلمين إلا اليهود المغاربة سكان البلاد وهم يستوون معهم في الحكم والانتفاع بالأمور الوطنية. وسألته عما نشرته بعض جرائد الإجراء من أن السلطان عند ما قبض على الشقي المحرك للفتنه أمر أن تشق راحته وتحشى بالمليح وتربط فقال معاذ الله فإن الحك صدر بحضوري وذلك أن الله تعالى قال. إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض فالسلطان اختار له الأخف ونفاه فعلمت أن هذه الجرائد تريد أن تخدم الأجنبي هناك على بعد كما خدمته في مصر. وقال أن الجرائد غير معروفة عندهم وإنما يقرأُها نفر قليل جدّاً وليس عندهم سوى مطبعة في فاس. ورأيت معه ابن عمه السيد عبد الغني الصقلي الشاعر المفلق وأسمعنا شيئاً من ديوانه الذي
خمّس به وتريات ابن رشيد البغدادي في المديح النبوي فسمعنا أحسن شعر وأجوده وكان بمعية هؤُلاء السادة الأفاضل الأستاذ العلامة السيد محمد الشنقيطي وهم على وشك القيام إلى الأقطار الحجازية بلغهم الله تعالى السلامة وفي هذا السيد هيبة وعليه وفار واعتبار وله حسن عبارة منحية وقد تربى مع جلالة السلطان في مكتب واحد أيده الله تعالى وحفظه.