الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الأدبيات
فأتنا أن نثبت شيئاً من قصيدة حضرة الفاضل الأديب وهبي بك ناظر مدرسة حارة السقائين المقدمة للحضرة الخديوية الفخيمة فنلخص منها قوله:
عوجا بذياك اللوى وسلا=أألمّ بالحب أمرؤ وسلا
وتمثلا رسم الديار وما=قد كان من عهد حلا وخلا
واستعطفا لي من أحب وأن=أنكرت منه كل ما فعلا
فإلي مَ يحسن أن أقيم على=شرط الوفاء أماليء الغزلا
وأحلّ ما شاءَ العذول وما=من مغرم إلا وقد عذلا
ولقد حلبت الدهر أشطره=وطعمت منه المرّ والعسلا
وبلوت ما لم يبله أحد=إلا وصار حديثه مثلا
فأسأْت بالأيام معتقدي=وطويت في تعليلها الجدلا
وبسطت في حوز العلوم يدي=ولو أن جيدي لم يزل عطلا
ونقدت في تمحيصها عمرا=لا حول لي فيه ولا حولا
ولقد رفعت لوا الولاء إلى=محيي رسوم الفضل مبتهلا
فأمنت عادية الصروف وما=قد كنت إلا خائفاً وجلا
(عباس) يا مولاي دم أبدا=فينا مطاع الأمر ممتثلا
واصدع رعاك الله مقتضباً=بحسام جدّك كل ما عضلا
وأفخر على الماضين قد حكموا=مصراً وإن كانوا هم الأُولا
وتعاهد البلد الأمين بما=ترقى العلوم به رقيّ علا
يا واحد الآحاد منزلة=وأجل معطاء إذا بذلا
هذا ثغور القطر باسمة=بعود جدك دائماً جذلا
فأقم عماد الملك معتضداً=بالله في تدبيره رجلا
ولقد تسامي بدر طالعه=في مثل هذا اليوم واكتملا
وكلها من هذا القبيل درر ألفاظ في قلائد معانٍ
وردت لنا هذه القصيدة من نظم الشاعر المجيد الأديب الفاضل محمود بك محرم رستم يهنئ الأستاذ الكامل أحمد أفندي ذكي مترجم مجلس النظار بعودته سالماً من المؤتمر
وسياحته الأوروبية ولحسنها أثبتنا معظمها قياماً بخدمة الأدب وأهل قال أيده الله.
لو جهلنا خمار سكر الفراق=ما علمنا مقدار شكر التلاقي
والتداني إن لم يشبه تناءِ=ما ذكت في الفؤَاد نار اشتياق
فاقتطف بالشفاه ورداً جنياً=من خدودٍ في غاية الإشراق
لفتاة كالغصن قدا ولينا=وكبدر التمام في الائتلاق
واثقتني وبعدها أوثقتني=في هواها ولم تحل وثاقي
زرتها والدجى يولي فراراً=من هجوم الضيا على الآفاق
فوجدت الأسود والبيض لفت=حول ذاك الكناس مثل النطاق
أنا لم أخش غير رمح قوام=وظبي أعين ونبل مآق
لمحتني بنظرة لو تعدت=لمحتني نبال تلك الحداق
وجرى دمعها فشمت الدراري=نُظمت كالعقود فوق الصفاق
ثم ضمت حمر الشفاه للثم=بعد ما حركت ذراعي عناق
هي روض في حسنها وذكي=غصن فضل مطهر الأعراق
قد أضاءَت بفضله عين مصر=مثل بدر أضا على الأفاق
كم له في الفنون باع طويل=قصرت دونه يد الطراق
أرضعوه ثدي المعارف طفلاً=فعلى الفضل شب بين الرفاق
غيره ساد بالنفاق وهذا=نال أوج الفخار باستحقاق
أن سري طيب ذكره في زكاء=شمت كل الأنام في إطراق
هو للفضل هامة وإلى المجد يمين وللعلوم كساقي
هو بدر ثناه قد عم شرقاً=ثم غرباً لكن بغير محاق
في سماء العلا سرى كهلال=حوله هالة من الحذاق
حلى نادي العلوم فاستقبلوه=بمزيد الإقبال عند التلاقي
قام فيهم يبدي بديع بيان=في المعاني بمنطق مصداق
كلما عرضوا له بسؤَال=كان في الجواب كالترياق
أدهشتهم علومه وعلاه=فاقرُّوا بالفضل دون شقاق
فخرت مصرنا به وجدير=أن تهنيه سائر الآفاق
صيته سار حاملاً لثناه=في البرايا كالمسك في الأعباق
غضبت مصر مذ نأَى عن رباها=وتراها مذ عاد في إشراق
فيهنيك بالسلامة خل=حرم النوم طول ليل الفراق
لم يفه بالقريض قبل التنائي=مع ميل له وفرط اشتياق
فلك الفضل والثنا من صديق=أنت أستاذه على الإطلاق
أنت فخر الورى كريم السجايا=صادق الوعد طاهر الأخلاق