المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

سليم بك الحموي صاحب جريدة الفلاح الغراء بعد أن غاب - مجلة الأستاذ

[عبد الله النديم]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 1

- ‌الفاتحة

- ‌شكر النعم

- ‌مقدمة مدح ومعرفة جميل

- ‌العدد 2

- ‌الحياة الوطنية

- ‌شكر جميل وثناءٌ جليل

- ‌الآداب

- ‌الهلال

- ‌التقاريظ

- ‌تهنئة قدوم

- ‌نوادر

- ‌فكاهات

- ‌العدد 3

- ‌التماس عفو

- ‌الأخلاق والعادات

- ‌باب التهذيب

- ‌غبطة

- ‌التقليد ينقل طباع المقلد

- ‌زجل

- ‌المعلم حنفي ونديم

- ‌سؤال

- ‌همة تشكر

- ‌شرح قانون العقوبات

- ‌إصلاح

- ‌حسن عناية

- ‌العدد 4

- ‌الجامعة الوطنية والاختلاط العمراني

- ‌اعتذار

- ‌الاقتصاد الشرقي

- ‌باب الأدبيات

- ‌تهنئة قدوم

- ‌الجاه

- ‌سعيد وبخيته

- ‌مرويات

- ‌رثاء

- ‌البوسطة

- ‌المنحة الدهرية

- ‌العدد 5

- ‌المرافعة الوطنية

- ‌المعلم حنفي ونديم

- ‌سؤال

- ‌شكر وثناء

- ‌اعتذار

- ‌احتفال

- ‌العدد 6

- ‌دستور

- ‌قصيدة الشيخ أحمد محمد القوصي

- ‌زجل الشيخ عبد الجواد

- ‌حنيفة ولطيفة

- ‌باب الأدبيات

- ‌تهنئة

- ‌تقاريظ

- ‌التماس

- ‌العدد 7

- ‌الراوي

- ‌أبو دعموم والشيخ مرعي

- ‌لطيفة ودميانه

- ‌بضاعتنا ردت إلينا

- ‌تابع الجواب عن الرجل والمرأة

- ‌قل موتوا بغيظكم

- ‌اعتراض مغفل

- ‌المولد النبوي الشريف

- ‌رثاء وعزاء

- ‌العدد 8

- ‌اللغة والإنشاء

- ‌المرافعة الوطنية

- ‌بشارة نجاح

- ‌تهنئة قدوم

- ‌حكمت

- ‌رثاء وعزاء

- ‌تصحيح

- ‌العدد 9

- ‌المرافعة الوطنية

- ‌تربية الأبناء

- ‌الجرايد

- ‌زبيدة ونبويه

- ‌خير أعياد مصر

- ‌تكذيب قرية

- ‌وداع ونرجو أن يكون ودادا

- ‌كتاب التحفة الوفائية

- ‌أمل

- ‌تقاريظ

- ‌رثاء وعزاء

- ‌العدد 10

- ‌وظائف العلماء في العالم

- ‌الطبقات الاجتماعية

- ‌عقد اتفاق

- ‌عرض حال نساء السكارى لأزواجهن

- ‌الرشاد والنصوح

- ‌رثاء وعزاء

- ‌رد شبهة

- ‌باب الأدبيات

- ‌إعلان

- ‌سرد الحجة على أهل الغفلة

- ‌العدد 11

- ‌رأي جمهور من الأفاضل

- ‌مدرسة البنات

- ‌إعلان

- ‌زجل بقلم الفاضل النحرير محمد حامد أفندي

- ‌باب الأدبيات

- ‌رثاء

- ‌سؤال عن خنثى

- ‌إعلان

- ‌قاموس عربي وفرنساوي

- ‌قلادة العقيق لجيد الغرامطيق

- ‌العدد 12

- ‌وظائف العلماء في العالم

- ‌حنيفه ولطيفة

- ‌باب الأدبيات

- ‌تهنئة

- ‌رسالة

- ‌قصيدة لمصطفى أفندي حسن

- ‌رسالة

- ‌المعلم حنفي ونديم

- ‌جواب على سؤال الخنثى

- ‌اعتذار

- ‌ثناء وتهنئة

- ‌رثاء

- ‌العدد 13

- ‌طريق الوصول إلى الرأي العام

- ‌مدرسة البنين

- ‌مدرسة البنات

- ‌المقامة الخيلية

- ‌ الأستاذ

- ‌محاسن العرب

- ‌تهاني

- ‌سؤال

- ‌سؤال

- ‌رثاء

- ‌رثاء وعزاء

- ‌العدد 14

- ‌زيادة الحضرة الخديوية للمدارس المصرية

- ‌باب الإنشاء والمآثر

- ‌عمارة والزناتي

- ‌جمعية الكمال بأسيوط

- ‌تقاريظ

- ‌جواب الشيخ عبد الفتاح الجمل عن سؤال القاضي

- ‌عمر

- ‌العدد 15

- ‌بمَ تقدموا وتأَخرنا والخلق واحد

- ‌مدرسة البنين

- ‌مدرسة البنات

- ‌الللآلي السنية في الأصول الحسابية

- ‌العدد 16

- ‌إِنَّمَا يَقْبَلُ النَّصِيحَةَ مَنْ وُفِّق

- ‌مدرسة البنين

- ‌مدرسة البنات

- ‌رسالة من الشيخ علي محمد سالم

- ‌إن في ذلك لعبرة

- ‌جمعية العروة الوثقى باسكندرية

- ‌المروءة

- ‌باب الأدبيات

- ‌تقاريظ

- ‌العدد 17

- ‌لِمَ اخْتَلَفَتْ كَلِمَتُنا إذَا اتَّحَدَتْ وِجهْتَنَا

- ‌مدرسة البنين

- ‌مدرسة البنات

- ‌باب الأدبيات

- ‌زيارة

- ‌تقاريظ

- ‌تنزير الأذهان

- ‌ورشة بولاق

- ‌أفراح جليلة

- ‌العدد 18

- ‌أَتَتَقَلَّب الأُمم بتَقَلُّب الأَحوال ونحنُ نحنُ

- ‌العالم سيديو الفرنساوي الشهير

- ‌الأفراح الرياضية

- ‌المولد الحسيني

- ‌العدد 19

- ‌عيد ميلاد الحضرة الخديوية الفخيمة

- ‌الأفراح الرياضية

- ‌الآداب العامة

- ‌إن المساجد لله

- ‌لا أكراه في الدين

- ‌المعلم حنفي والسيد عفيفي

- ‌باب الأدبيات

- ‌تقريظ

- ‌رجاء وإرجاء

- ‌رثاء

- ‌خطبة ابن السماك

- ‌هداية السائل إلى إنشاء الرسائل

- ‌عجب وعجاب

- ‌العدد 20

- ‌أشتات الشرق وعصبيات أوروبا

- ‌باب اللغة

- ‌إحصاء الجرائد

- ‌مدرسة النبل الخيرية

- ‌منتمى الحرية

- ‌شكر عناية

- ‌فرصة الأوقات

- ‌إجابة طلب

- ‌العدد 21

- ‌عيد الجلوس الخديوي

- ‌رسالة من الشيخ علي سالم

- ‌رسالة مغربية

- ‌استلفات أنظار

- ‌تقاريظ

- ‌فريق التمثيل العربي

- ‌جريدة الأزهر

- ‌تهيئة بشفاء

- ‌نعمة تذكر لتشكر

- ‌تنبيه

- ‌السلسلة الدرية في الفكاهات التاريخية

- ‌رسالة من إبراهيم أفندي الأنجباوي

- ‌العدد 22

- ‌لو كنتم مثلنا لفعلتم فعلنا

- ‌الأستاذ والمقطم

- ‌الوزارة الجديدة

- ‌تبرع بجريدة

- ‌نتيجة التعليم الأجنبي

- ‌شكر وعناية

- ‌تنبيه

- ‌العدد 23

- ‌الحقوق المقدسة

- ‌نصيحة مخلص في خدمة وطنه وأخوانه

- ‌عناية سلطانية

- ‌قصيدة مديح في الخديوي

- ‌تاريخ البشري البهية بعود الوزارة الرياضية

- ‌جمعية العروة الوثقى

- ‌العدد 24

- ‌لا دليل على دعوى تهديد الأمن العام

- ‌اغرب ما رؤي في مصر

- ‌محل نظر

- ‌سؤال

- ‌سؤال

- ‌عدل الانكليز وأحكامهم

- ‌قصائد خديوية

- ‌شكر تفضل

- ‌أفراح سعادة سالم باشا

- ‌العدد 25

- ‌مستقبل مصر

- ‌القصائد العباسية الخديوية

- ‌نصيحة

- ‌إمعان النظر في محل نظر

- ‌المساواة بين البنين

- ‌أعياد الصعيد ـ بالسفر السعيد

- ‌غبطة بطريرك الإقباط

- ‌المهندس

- ‌باب الرثاء

- ‌أمل

- ‌رجاء

- ‌العدد 26

- ‌العلماء والتعليم

- ‌تهنئة قدوم

- ‌أدبيات

- ‌العدد 27

- ‌الزراعة في مصر

- ‌رسالة في ذم الفاحشة والعزوبة

- ‌المحافظة على الصحة واجبة

- ‌قصائد خديوية

- ‌ديوان الأوقاف

- ‌بلوغ المرام في جراحة الأقسام

- ‌سؤال وجواب

- ‌رجوع إلى حق

- ‌حنيفة ونديم

- ‌الهدى. والمدرسة. والثمرة

- ‌اعتذار

- ‌رجاء

- ‌العدد 28

- ‌حالنا أمس واليوم

- ‌حنفي ونديم

- ‌تهنئة قدوم

- ‌تقريظ

- ‌العدد 29

- ‌مجتمع اللغة العربية بمصر

- ‌متى يستقيم الظل والعود أعوج

- ‌باب الأدبيات

- ‌هذه يدي في يد مَنْ أضعها

- ‌مقالة الشيخ محمد سلامه

- ‌شكر عناية

- ‌تنبيه

- ‌اعتذار

- ‌الشرائع

- ‌بشرى

- ‌العدد 30

- ‌تجاذب الجنسيات والأديان

- ‌رسالة

- ‌مسجد ليفربول

- ‌شكر وثناء وتهنئة

- ‌رواية سمير الأمير

- ‌تقرير جمعية العروة الوثقى

- ‌العدد 31

- ‌المعارف بمصر

- ‌رمضان المبارك

- ‌تهنئة

- ‌رسالة الشيخ إبراهيم بصيلة

- ‌المسلمون والأقباط

- ‌أسف ورجاء

- ‌استلفات

- ‌العدد 32

- ‌حافظ ونجيب

- ‌الخلاصة الوجيزه ودليل المتفرج على متحف الجيزة

- ‌تنبيه

- ‌تنبيه آخر

- ‌جمعيتا المسامرة والفتوح الخيرية

- ‌الجزآن الرابع والخامس من كتاب الانتصار لواسطة

- ‌عقد الأمصار

- ‌العدد 33

- ‌بمن أقتدي إذا اختلفت الآراء

- ‌الحرب أخت الإنسان

- ‌التشخيص العربي

- ‌الجوهر النفيس على صلوات ابن أدريس

- ‌مرآة التأمل في الأمور

- ‌التقدم المصري

- ‌العدد 34

- ‌العيد السعيد

- ‌العَدْوَى الأوروبية للبلاد الشرقية

- ‌تهنئة

- ‌الطرق وما فيها من البدع

- ‌الاتجاه إلى الأستاذ

- ‌حرب الأقلام بجيوش الأوهام

- ‌تهنئة قدوم

- ‌الزيارة العيدية

- ‌(المربي)

- ‌هناء المحبين

- ‌نهاية الأوطار في عجائب الأقطار

- ‌رثاء عظيم

- ‌العدد 35

- ‌تشرف أهل القطر برؤية أميرهم في عيد الفطر

- ‌قلائد التهاني

- ‌هذا عندكم فما مقابله عندنا

- ‌الطرق وإصلاحها

- ‌التهاني الخديوية

- ‌المكرر أحلى

- ‌يا بني الإنسان أدركوا إخوانكم

- ‌رثاء

- ‌رثاء فاضل

- ‌تعيين

- ‌العدد 36

- ‌تشريف الجناب العالي مدينة إسكندرية

- ‌الصنائع والصنّاع

- ‌النشأة المصرية

- ‌النصيحة العامة بأوجز مقالة في النهي عن البطالة

- ‌والجهاله

- ‌محاسن أمير المؤمنين أيده الله

- ‌تهاني

- ‌رياض التوفيق

- ‌طب الركه

- ‌البصبرة والرأي العام

- ‌تهنئة بنجاح

- ‌أعجب ما كان في الرق عند الرومان

- ‌العدد 37

- ‌التربية والتعليم

- ‌مملكة بروسيا

- ‌أسباب الحرب

- ‌صبر جميل

- ‌الكسوة الشريفة

- ‌مصنوع البلاد

- ‌رجاء

- ‌المسويو بطرون

- ‌فاجعه

- ‌العدد 38

- ‌دفع اعتراض البشر عن اعتقاد القضاء والقدر

- ‌سؤال

- ‌الأزهر الشريف بمصر وجامع الزيتونة بتونس

- ‌العدد 39

- ‌الأعداء

- ‌الحكاكه في الركاكة

- ‌جريدة بروج

- ‌الغرب الأقصى

- ‌الكرباج والعفريت

- ‌تهنئة

- ‌كتاب طب الركه

- ‌العدد 40

- ‌حفظ الصحة

- ‌رسالة

- ‌تابع التربية والتعليم

- ‌ورشة حسبو أفندي محمد بإسكندرية

- ‌تهنئة

- ‌القول المفيد في آثار الصعيد

- ‌المنتقد

- ‌الكمال

- ‌ثناء

- ‌بروجر

- ‌المقطم

- ‌وكيل تحصيل

- ‌رثاء

- ‌هدية

- ‌العدد 41

- ‌محمدةٌ عُدت مذمة

- ‌تابع حفظ الصحة

- ‌باب الأدبيات

- ‌منقبة

- ‌من أحد السوريين

- ‌لا حر في الدنيا بل الكل رقيق

- ‌سؤال

- ‌العدد 42

- ‌مذهب النباتيين

- ‌إعلان

- ‌تابع حفظ الصحة

- ‌تحية وسلام

الفصل: سليم بك الحموي صاحب جريدة الفلاح الغراء بعد أن غاب

سليم بك الحموي صاحب جريدة الفلاح الغراء بعد أن غاب زماناً في الآستانة العلية كان فهي مظهر الاحترام والإجلال وكيف لا يكون كذلك وقد وقف نفسه وفكره وجريدته على خدمة الدولة العلية في سفره ومقامه مخلصاً في النصح قياماً بالواجب على أمثاله ممن لم تلعب بهم نزغات الوساوس ولا زخارف الدسائس فنهنئُ حضرته بهذا القدوم السعيد ونرجو له دوام الرعاية وحسن الالتفات.

‌الزيارة العيدية

أيام العيد هي أيام الفراغ من العمل والتفرُّغ للزيارة والتهنئة وقد اختلفت عادات الناس في الزيارة العيدية فجرى المسلمون بل الشرقيون على زيارة بعضهم بعضاً في البيوت وتناول الأشربة السكرية والطعام في بعض البلاد وفي عموم الأرياف ولا يخلو اجتماع من مذاكرة في الأحوال الجارية بينهم وفي الأعمال المعاشية والأحكام الإدارية فإن المسلمين خصوا بمزايا دعاهم إليها الدين وهي الاجتماع في الحج والجمعة والعيدين ففي الحج يجتمع أفرقاء من المسلمين من جميع أقطار العالم ويتبادلون الحديث فيقفون على أخبار بعضهم وأحوالهم في بلادهم ويتعلم الجاهل من العالم وقد حاولت دول أوروبا منع الناس من الحج بدعوى أنه منشأُ الكوليره (الهيضة * وغلى الآن يحاولون ذلك مع أن منشأها الهند وقد استوطنت أوروبا ومنها تتنقل في أقطار العالم بدليل أن الحج في العام الماضي مع كثرته وشدة الحر لم يصب فيه واحد بهذا المرض مع أنه كان منتشراً في أوروبا لم يدخلها حاج

ص: 800

وكذلك بقية الحميات الأوروبية وداء الزهري المسمى بالإفرنجي نسبة إلى محل نشأته ولله در الفاضل النطاسي العلامة سالم باشا سالم أستاذ الطب المصري حيث طلب منه أن يقرر ظهور الهيضة من الحجاج بسبب اجتماعهم فأبى وهدد على ذلك فقال ذمتي تأبى أن اتهم الحجاج بما ليس فيهم فإن محل نشأتها الهند لا البلاد الحجازية وهي أكبر حسنة من حسناته أطال الله أجله، وعلى كل ففي مشروعية الحج فوائد لا تحصى منها تعارف المسلمين واجتمع المصري بالهندي والاثنين بالعراقي والثلاثة بالتركي والأربعة بالمغربي وهؤلاء بالشامي والأفغاني والطاغستاني والتركماني والتونسي والجزائري والبرنوي واليمني والزنجباري والصيني والبخاري والأرمني والفارسي والزيلعي والشنقيطي والمسقطي والحضرمي والسوداني والبلغاري والهرسكي والجركسي والأرنؤُطي والمروزي والخوارزمي والغزنوي والفلَاّتي وغيره من المسلمين الآتين من مشارق الأرض ومغاربها فيعود كل فريق لقومه بعلم جديد عن إخوانه المسلمين الذين لا يعرفهم وهو في وطنه وهي فائدة عظمى ومنقبة كبرى للإسلام. وفي مشروعية الجمعة كذلك فوائد أدبية منها اجتماع أهل البلد كل أسبوع في مكان أو أمكنة يسمعون خطيباً يقف فيهم آمراً ناهياً واعظاً مبلغاً معلماً مرشداً لما فيه الصلاح والنجاح ثم ينفضون وقد رأى الصديق صديقه والحبيب حبيبه واجتمع الغائب بالحاضر وتساءلوا عن أحوالهم وأمور دينهم ودنياهم. وفي مشروعية صلاة العيدين

وخطبتيهما ما في الجمعة وزيادة لكونه يوم سرور وفرح وتهنئة وتبريك ثم إذا انفضوا من الصلاة زار بعضهم بعضاً ولكن جل الناس يجعل الزيارة قاصرة على رؤية أخيه وشرب القهوة لا يزيد على قوله كل

ص: 801

عام وأنتم بخير ثم يقوم ليتردد على بيوت الأخوان ويرجع إلى بيته مستعداً لزيارة من زارهم وهي طريقة عديمة الجدوى فإن الاجتماع الجامع لابد أن يكون فيه تساؤُل عن الأحوال والطوارئ إلا ترى أن الفرنساويين مثلاً إذا جاء يوم 14 يوليو الذي هو عيد الجمهورية عندهم جمعهم إليه قنصلهم وخطب فيهم بالأحوال الماضية والحاضرة وسألهم عن أحوالهم وما يلزم لهم وما يرونه من أعماله وأعمال الدول ليفيدهم ويستفيد منهم ولا يخلي العيد من فوائد تعود على الدولة والأمة بلا نفع العظيم فلو جمع مثل رئيس نظارنا الذوات والأعيان وخطب فهيم بما يراه من مقتضيات الأحوال وسألهم عن آرائهم في الحال الحاضرة وما عندهم من الأفكار فيها لاستفدنا منه أحسن فائدة ولسنّ للأمة سنة حسنة يخلد بها ذكره الجميل وكذلك لو كان مثل سماحة أفضل الفضلاء شيخ الجامع الأزهر يخطب في العلماء وسماحة الحسيب النسيب نقيب الأشراف يخطب في جموع الشيوخ وكل شيخ طائفة يخطب في طائفته لكان يوم العيد يوم دراسة الأحوال وجمع الآراء وتنبيه الأمة على ما يجب لها من الضروريات. وأما جعل الزيارة قاصرة على كل عام وأنتم بخير فإنه تضييع للفوائد المرادة من الزيارة العيدية ونرى أن بعض الناس يريد أن يقتصر على إرسال ورق الزيارة بالبوسطة وهذا إعدام لثمرة العيد بالمرة فإن قال أنه مقلد للأوروبيين في ذلك قلنا أن الذي دعا الأوروبي للاكتفاء بورق الزيارة كون امرأته تقعد مع الرجال وتتلقاهم وهو لا يحب أن تقعد مع أجنبي في غيبته غالباً فلو التزموا التهنئة باجتماعهم في البيوت لخشي من دخول الناس عليها وهو غير موجود وربما

ص: 802

اغتنم عدوه فرصة العيد ودخل بيته وهو غائب لا فساد أهله فلهذه العلة اكتفوا بالأوراق أما نحن فإن نساءنا خلف الحجاب لا يصل إليهن واصل من الزائرين فاستعمال الورق جهالة وتضييع لثمرة العيد وبهجة النفوس التي تحصل عند مقابلة الأحباب والأصدقاء فعلى إخواننا المسلمين أن يلاحظوا هذه المزايا في زياراتهم ويغتنموا فرصة الاجتماع في أوقات الهناء والسرور فإن الخطب في المجامع والأفراح أصل نشأتها العرب المسلمون ثم تناقلها الأوروبيون وصرنا نستشهد بفعلهم كأننا لمن نعرف ذلك قبل أن نراهم يفعلونه وإنها

لمصيبة حلت بالشرقيين حيث جهلوا كل شيء هو لهم وصاروا يتلقونه من الغربيين على أنه مبتكر لهم وبالجملة فإننا بيناً ما عندنا في هذا المقام تبصرة وذكرى لأولى الألباب. ولا يقال أن خطبة العيد في المسجد كافية فإن الخطيب لا يقرب من الأمور الإدارية والأحوال الدولية والضروريات الوطنية والقصد من خطب الأمراء والأشياخ أن تكون فيه هذه المواضيع فيخطب رئيس الحقانية مثلاً في أعمال القضاة وتقدم المحاكم ولزوم العدل وتقبيح الرشوة والعدول عن القانون ويبين فضيلة من يرى له فضائل قدمها في أحكامه وسيره مع الناس ويحذر من رذيلة اقترفها مقصر في وظيفته ويخطب بقية النظار بأحوال إداراتهم وما فيها وما قاموا به من الأعمال وما يلزم لهم من مساعدة الأمة وهكذا كل شيخ طريقة وحرفة وليس في هذا ما يسميه متعصب تهييجاً ولا دعاء للتعصب كما يفترون فإن هذا طريق مسلوك في أوروبا وليس فيه غير تنبيه الأمة على المجريات وما يلزم لصيانة المستقبل من العبث والخلل وجمع الأفكار على ما فيه الإصلاح ونجاح الأحوال وهو رأي يعرض لا إلزام فيه ولا تحتيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

ص: 803

المربّي

تقدمت لنا كتابة من ثلاث وعشرين سيدة يطلبن بها إنشاء جريدة تختص بهن لاتعلق لها بالرجال وشؤُنهم ويكون موضوعها تربية البنت والولد والتكلم عليهما من يوم وضعهما فيلزم التكلم على الحمل والرضاع وأمراض الأطفال والحوامل والمراضع وبيان مضار التربية القديمة ومنافعها وما يترتب على الاجتماع في الأفراح والمآتم من المنافع والمضار وما يجب على المرأة من حقوق الزوج ولأبناء وما يجب لها على الزوج والأبناء وبيان الأخلاق المحمودة في النساء والمذمومة وترتيب معيشة الفقيرة والمتوسطة والغنية وفوائد التعلم والاشتغال بمصالح البيوت وتفصيل أبواب الاقتصاد البيتي والإسراف المذموم وتهذيب البالغات وتأديب القاصرات وبيان منافع الأعطار ومضارها واتخاذ الطرق الصحية في المآكل والمشارب والنوم واليقظة وتبيين الزيارات الأدبية النافعة من الزيارات الخارجة عن حد الأدب والكمال وكيفية معاشرة الأزواج على اختلاف أخلاقهم وما يلزم للمتزوجة والعزباء من الآداب وترتيب النفقات وكيفية تنظيم محال النون والأكل والجلوس والمطبخ والمخزن وغير ذلك مما هو من ضروريات النساء وتكون مشتملة كذلك على أخبار السيدات اللاتي لهن فضل ليقلدن في فعلهن ونوادر اللاتي لهن رذائل لتجتنب وعلى حكايات تقدمها الأمهات للبنين والبنات للتهذيب ونزع ما يدخل في أذهانهن من الخرافات التي يسمعنها ممن يعاشرنه وشرطن أن تكون بلغة النساء والأطفال وعللن ذلك بعلتين الأولى أن الأستاذ تجرد من اللغة العادية فيختص بالرجال الثانية جعل الكتابة باللغة العادية وسيلة للتعود على القراءة حتى إذا

ص: 804