الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مدحورين وكيف يرضى لنفسه ذم أمراءٍ بلاده كم يأكلون لقمتهم بذم هذا أرضاء لذاك وأن ذكرنا شيئاً من لوازم السياسة في مدته فإنما هو منسوب للزمنيات لا لذاته ولا لأفكاره فإن وطنيته الصادقة وشرفه الذاتي لا ينكرهما إلا قوم عن الحق عمون.
الحكاكه في الركاكة
كتب كتاب جريدة الإجراء فصولاً منسوبة إلى مكاتبين لجهلهم أن أنفاس الكتاب تشم من بعد فيفرق ذو الذوق بين الفصول وينسبها لأهلها وأن لم يرهم وهم يكتبون وكيفما كانت الحالة فإنهم يذمون مديراً امتلأت أعدادهم السابقة بمدحه والثناء عليه ونشر فضائله وماله من الهمة وعلو القدر ونزاهة النفس وهو على ما كان عليه شرفاً وهمة وفضلاً وحسن تبصر وتصرف والحقيقة أنهم يطعنون في نفس الداخلية فإن تغيير المشايخ وترغيب البلاد لا يكون إلا بأمرها والتصديق على انتخاب الأهلين لمشايخهم لا يصدر إلا منها فالمديرية واسطة بين أهل البلاد والداخلية. ونسبتهم قضاء الحاجات على يد رجل يرضيه الناس بالالتجاء إليه فيسعى معهم فهذه نشأت عن ميلهم لشيخ سوء يكره أن يشد عضده بأخيه وله في مثل هذه الدسائس الراية السوداء والذكر القبيح وما أشعل نار السفاهة والبذاءة في هؤُلاء الجهلة إلا حرمانهم من أجر المطبوعات التي كانت تقدم إليهم على ما يقولن ورفض جريدتهم عدوة المصريين ورجوعها إليهم قُففاً وأفراداً من أمة عرفت خيانتهم وسعيهم في الفتن والهيجان فردت ما ألزمت به من قبل ولا ينكر الإلزام إلا من جهل قضية المعاون المرفوت بسبب توقفه
في إلزام مشايخ ميت الغرقى وديرين بالاشتراك في عدوة المصريين أيام كانت ترمى على البلاد رمي فراخ المعامل على بيوت الفلاحين وعندنا من الأوراق التي تحررت منهم ومن أعضادهم ما تسودُّ به وجوههم ويشهد بأنهم سكروا بشراب اللتجاء فخرجوا عن حدودهم وصاروا يخاطبون الحكام بما يشبه أوامر المصادر العالية وهذا الذي يبكون عليه الآن ويندبون زمانه ولو أحسنوا السري لاتخذوا لهم مركزاً في القلوب ودوائر الحكومة ولكنهم جهلة والجاهل عدو نفسه. يزعم مكاتبهم الوهمي الثاني أنه مخلص في خدمته وأن جريدته الخائنة تنبه الحكومة على أمور غير معلومة لها شأن سخيف الفكر قليل العقل البعيد عن الإدراك وما حمله على ذلك إلا جهله الأيدي الأجنبية التي حركت حركة إسكندرية بنقود مضروبة في أوروبا موزعة على أيدي رجال منها أرادوا أن يمهدوا لضرب إسكندرية طريقاً يدخلونه إمام أوروبا بعلة تأديب الثائرين والمحافظة على الأجانب وحقوقهم مع أن الأجنبي الحقير في بلادنا أعز م اللورد والسر والبارون في بلاده فضلاً عن عظمائهم الذين لهم التجلة والتعظيم وليس في تاريخ مصر أن أهلها تعرضوا لأجنبي مستوطن أو مجتاز في عصر من العصور حتى تقاس عليه تلك الفظائع الأجنبية التي
نسبت للمصرين زوراً وبهتاناً بدعوى التعصب الديني الذي التزموا نشره في أوروبا وجعلوه محللاً لأغراضهم وأكبر دليل الآلاف المؤلفة من إخوان الوطنية الأقباط في الوجه القبلي والبحري ومخالطتهم المسلمين دارا وغيطاً لغيط ولم يسمع أن مسلماً تعدي على قبطي فقتله
في بلد من البلاد فلو كانت فتنة اسكندرية إسلامية كما زعموا لجرت الدماءُ أنهراً في الصعيد فسكون المصريين وامتزاجهم بالأقباط امتزج الأهلية أيام الفتنة أكبر دليل على أن المصري لا يعرف التعصب الديني ولا ينقض عهداً ولا يخفر ذمة ولا يتعدى على وطني أو مستوطن. والخفايا التي ستروها عن أوروبا تسهيلاً لمقاصدهم قد ظهرت ظهور الشمس حتى في مجامع انكلترة وبعض الإنكليز كتب فيها كتباً وبين حقائق الواقعيات على ما هي عليه فالمكاتب الذي يرمينا بخيان الوطن وتهيج الأكفار والسعي في إثارة الفتن يعذر بفقده الإدراك وعدم بلوغه مبلغ الرجال فإنه من جماعة جهلة يتجرون بذاتهم ونفاقهم وأكاذيبهم ولو لقنوا كلمة الحق ما نطقوا بها لعدم تعود ألسنتهم على ذلك فليهدأ روعاً وليسكن جاشاً فإنه لا في العير ولا في النفير وهو أوهي وأحقر من أن يدخل مع الكتاب في ميدان لا تتطاول إليه أعناق ساداته إذ لولا اليد الأجنبية التي حملتهم على أصابعها ما دار لسان أحدهم في فمه تهيأ لكلمة ينطق بها أمام المصريين. إلا يرى أن ساداته الجهلة اطردوا من بلادهم مدحورين مذمومين بهذه المساعي الخبيثة وإفساد أفكار مواطنيهم تذرعاً للفتنة وتهيئاً لثورة يمهدون بها طريق التداخل الأجنبي في بلاد مس جلدهم ترابها وكيف يرجى الصدق والإخلاص ممن خانوا وطنهم وسلطانهم وأهلهم وخلانهم وكانت بلادهم أولى بالخدمة أن كانوا من المصلحين. وأقرب الحوادث منا وجود أحد الأجراء خطيياً في محفل من محافل بيروت الماسونية يحرض الناس فيه على نبذ الطاعة السلطانية والإنجاز إلى الغير فاستحق هذا الخائن الطرد والإبعاد. فأية عصبية ينتسب إليها الإجراء وهم
يذمون المصريين خصوصاً والعثمانيين عموماً أما دروا أن ذم المصري ذم للسوري فإنه أخوه ومثيله فقوم لا عصبية لهم ولا شرف ولا ذمة ولا عهد ولا أمانة من أي طريق يصلون إلى الإخلاص وقد سدت عليهم طرقه فهم حيرى في طرق البهتان كالذي يتخبطه الشيطان من المس. وبالجملة فإن المصريين حريصون على تفتيش قلوب الإجراء من كلامهم وقد أدبتهم الأيام وحذرتهم المصائب من سماع أقوال الغرباء والاغترار بما ف جريدتهم من النداء
بالثورة والهيجان وتحريك الأجانب على المصريين بدعوى أن فيهم من يدعو للتعصب أو يحرك الفتنة كل هذا موضوع أمام أعيننا نقراؤُه ونحذر وختم عاقبته فإن ترك الأدعياء طريق الإضلال وتحريك الفتنة وسلكوا طريق النصح والخدمة الإنسانية غفرنا لهم تلك السيئات التي ملئت بها صحفهم ولزمنا مخالطتهم والسير معهم في طريق شرقي نحن فيه سائرون وإن أبوا إلا البقاء على الخيانة والإفساد حصنا أفكار إخواننا المصريين على اختلاف أديانهم بما نبينه من فساد عبارتهم وسوء مقاصدهم وأظهرنا لهم الخفيّ من سعيهم العدواني ليتذكروا ويحفظوا الأمن في بلادهم وما يتذكر إلا أولو الألباب.
علمنا أن بعض الناس استأجر أُجراء آخرين للاستعانة بهم على الأستاذ بما يفترونه عليه من الأكاذيب تهييجاً للأفكار الأوروبيين فنحن على خطتنا الأمنية متمثلين بقول القائل
أن قوماً تجمعوا
…
وبقتلي تحدثوا
لا أبالي بجمعهم
…
كل جمع مؤنث