الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 35
- بتاريخ: 25 - 4 - 1893
تشرف أهل القطر برؤية أميرهم في عيد الفطر
من لم ير ساحة عابدين العامرة يوم عيد الفطر لا يمكنه أن يتصوّر ما كانت عليه من الأبهة والجلال والبهجة والسرور. فما راءٍ كمن سمع غاية ما يسمعه أن يقال له وفد على بابها أمراء مصر وعظماؤُها وعلماؤُها وأعيانها وتجارها ونبهاؤُها من برنسات ونظار وذوات عسكرية وملكية من جميع الإدارات يصحبهم قناصل الدول وأعيان الأجانب والرؤَساء الرحانيون من كل صنف وتلامذة المدارس ليتشرف المجموع بلثم يد السيد السند البطل المقدام الأمير المفخم والخديوي المعظم أفندينا عباس باشا الثاني أيده الله تعالى وأدامه عضداً لأمة لا حديث لها إلا الأخبار عن محاسن صفاته وجميل أفعاله وحسن أخلاقه ولا شغل لها إلا الدعاء لذاته الفخيمة بالحفظ والتأييد والنصر والتعزيز قد سكنت محبته قلوب الأكابر والأصاغر والوطنيين والمستوطنين فأصبح كالشمس يستضاء بنور أفكاره وكالسيف يستعان بعلو همته وكالسحاب
يستنبت غرس المجد بفيض فضله وهو الأمير الذي يفتخر بالانتماء إلهي ويعتمد في المهمات عليه وقد حظى كل فرد من هذا المجموع الكثير العدد برؤية هذا الهمام الذي ملاء النفوس هيبة وزان الإمارة بالوقار والجلال ومن أحسن ما تزينت به هذه الساحة الفيحاء استعراضه الجند المصري تحت العلم العثماني المؤيد المنصور فكان لهذا المنظر الغريب بهجة وحسن وقع في النفوس حتى أنه لما نودي بالدعاء. أفند مزجوق يشاء أجاب الجند والأهالي فكان لهذه الأصوات ضجيج كضجيج الحاج في عرفة وبالجملة فإن القلم لا يمكنه أن يسطر ما يقرب عظم ذلك اليوم إلى الأفهام إلا بإيماء كهذا ولقد تقدمت للحضرة الخديوية الفخيمة قصائد التهاني وفي مقدمة المهنئين أفضل الفضلاء وأبلغ الشعراء وأعلى ذوي المظاهر همة الفاضل الأستاذ الشيخ علي الليثي فقدم قصيدة غراء تتحلى الجرائد بدرجها لتمتع بها الأنظار وتشنف برقائقها الأسماع وبعد أداء واجب التبريك في هذه الساحة الآهلة بالمحاسن انصرف الناس لأداء واجب التهنئة في باب ذات العصمة والفخامة الوالدة المصونة الملحوظة بالعناية الربانية ثم إلى أبواب أصحاب الدولة والسماحة والعطوفة والسعادة الرنسات الكرام والنظار الفخام والأمراء العظام والعلماء الأعلام ثم أخذوا يتبادلون الزيارة فيما بينهم فرحين مسرورين متحدثين بمكارم الأخلاق العباسية جعله الله تعالى عيد هناء وسرور وأعاده على هذا الأمير المحبوب والأمة الإسلامية بكل خير ونصر وتأييد. وهذا نص القصيدة الليثية الجليلة قال
حفظه الله.