الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الأمر الثاني وهو المهاجرة فإنه قائم بالاستعمار في البلاد التي لم تطأها قدم التمدن الجديد وهيهات أن يستسلم سكان تلك البلاد على عوامل التغلب عليها دون حرب ولا قتال وذلك من المشاهد المحسوس وزد على هذا ما ينشأ عن التزاحم الاستعماري فإن الحاجة إلى الاستعمار تزداد يوماً عن يوم وسوف يظهر تسابق الدول في ميادين المناظرة الاستعمارية في أفريقيا وآسيا ما هو خفيٌ الآن.
وبناءً على ما تقدم يلزم أن نحكم باستحالة امتناع الحرب إلا إذا استحال الإنسان وزال منه الطمع بالمرة فهي ما زالت ولن تزال ناشرة جناحيها على الخافقين. وللحرب أسباب سنفرد لها مقالة أخرى إن شاء الله تعالى.
التشخيص العربي
سرنا تقدم هذا الفن الجليل في هذه الأيام وارتقاؤُه إلى درجة لا تنحط عن درجة التشخيص الغربي وسرنا أيضاً ما رأيناه من إقبال الجمهور عليه وارتياحهم إلى تقدمه ونجاحه فقد كان تياترو شارع عبد العزيز في ليلة الجمعة الماضية غاصاً بالناس على اختلاف طبقاتهم لحضور تمثيل رواية محاسن الصدف وهي رواية بديعة نالت من القبول أوفر نصيب من تأليف صديقنا الفاضل ((محمود أفندي واصف)) ولقد أجاد المشخصون كل الإجادة وأبدعوا غاية الإبداع ولاسيما حضرة المتفنن البارع الشيخ سلامه حجازي فقد خلب القلوب بحسن تشخيصه وشنف الأسماع بدرر أنغامه.
وقد قام في وسط هذه الحفلة حضرة الخطيب البليغ الفاضل إسماعيل
بك عاصم وخطب في موضوع هذا الفن وشهد لهذا الجوق الوطني المصري بالتقدم والبراعة وحض الناس على موازرته والإقبال عليه ثم دعا صديقنا مؤلف الرواية للكلام فقام وارتجل خطاباً في فضل التشخيص ومنفعته للهيئة الاجتماعية وحرض الناس على الأخذ بما فيه تقدمه وارتفاع شأنه ثم مدح هذا الجوف بما هو أهله وختم خطابه بالدعاء للحضرة الخديوية الجليلة أصل كل تقدم وسبب كل نجاح هذا وإننا نلتمس من قومنا الفضلاء أن لا يضنوا على هذا الجوف الوطني بإقبالهم عليه وحسن التفاتهم إليه فهو الجوق الذي طالما تمنيناً وجود مثله من زمن مديد.
ولقد تكرمت الحضرة الفخيمة الخديوية بتياترو الأوبره الأعظم على جناب النبيه سليمان أفندي حداد ليشخص فيه خمس روايات فباشر العمل وانتهى إلى الآن من تشخيص ثلاث منها قام المشخصون في كل واحدة منها بما استلفت الأعين وأجرى الألسن بامتداح اقتدارهم والثناء على رئيس الجوق فنسأل الله تعالى أن يوفق الجميع ويمن عليهم بنعمة الإقبال.
في الأسبوع الماضي تشرف صديقنا البارع محمود أفندي واصف بمقابلة صاحب الدولة والمهابة رياض باشا فنال من دولته مزيد الرعاية والالتفات.
وردت إلينا رسالة مسهبة في فضل الزواج وبيان فوائده وإظهار مضار الجهاز (الشوار) وما ينشأ عنه من الخسائر الجسيمة وهي من إنشاء حضرة الذكي النجيب إبراهيم أفندي الانجباوي أحد مستخدمي قلم قضايا الحكومة