الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإنهم لا ينمون عليكم إلا بمفتريات يرضون بها من استعملهم وقد تحقق كل مصري أن هذه الشرذمة هي أم الفتن وجرثومة الفساد وكم تعرضت لاتهام أعيان ووجهاء بأكاذيب لا حقائق لها ولو أردنا بيان أعمالها السيئة وما أجرته من المفاسد والمضار لملانا دفاتر بمفترياتها وأباطيلها كيف وأفرادها كل وضيع لا ذمة له ولا شرف وليست قاصرة على جماعة محصورين في دائرة بل هي عبارة عن كل متخذ تجسس أحوال الناس عادة له سواء كان من الأهالي أو من أضداد المصريين الذين يريدون أن يؤيدوا مراكزهم بين الأجانب بإحداث الشغب والفتن وقد أدبتنا الأيام وقلبتنا الحوادث على جمر المصائب فليقبل كل منا على عمله الخاص به وليحذر من الأجراء وأضداد المصريين وليجعل أعراضه عنهم لجاماً يلجمهم به بل سكيناً يقطع به ألسنتهم التي لا تنطق بخير فلا بأميرنا المعظم أكبر ثقة ولنا في وزيرنا المفخم أعظم أمل ومن وقفت بهم ثقتهم وأملهم عند هذين الحصنين المنيعين كانوا آمنين من كل ما يكدر جو سياستهم صادقين في قولهم لا دليل على دعوى تهديد الأمن العام.
اغرب ما رؤي في مصر
عند طبع العدد الماضي من جريدتنا أردنا أن نضع فيه أبياتاً من قصيدة جعلناها نصيحة للشرقيين عموماً والمصريين خصوصاً وقصيدة جعلناها عرض حال مقدماً للحضرة الخديوية ولما رأينا الوقت يضيق عن جمعها ورأينا أننا مشغولون بالمأتم ولا نتمكن من مفارقته لتصحيح تلك الأبيات وما معها من الرسائل أخرناها لهذا لعدد فلما بلغ أضداد المصريين أننا رفعنا أبياتاً من
الملزمة الأولى أخذوا يبحثون عن مسودتها وتراسلوا إلى المطبعة جماعات يطلبونها من الخدمة بمال يبذلونه وأخذوا يزيدون في الجعل حتى أوصلوه إلى مائة جنيه يزعمون بظنهم الفاسد وحقدهم الذي كاد يمزقهم غيظاً من الأستاذ أن تلك الأبيات تدعو إلى ثورة وهو زعم من لا عقل له ولا فيه أدنى تصور فإنهم لو كانوا من صف العقلاء لحكموا باستحالة نشر الكلام ثوري في جريدة يقرؤها الوطني والمستوطن ولإقامة الدليل على جنونهم ورغبة في قطع ألسنتهم وألباسهم ثوب الخزي أثبت الأبيات الأولى في هذا العدد وأثبت القصيدة الخديوية في الآتي لأعرض ذلك على ألي الألباب لعلهم ينصفوننا من تصدي أضداد المصريين لتأسيس الفتن وترددهم على أبواب وكلاء الدول بالأكاذيب والأراجيف التي يفترونها على أوروبا وعلى المصريين ـ أما الأبيات الأولى فإني أقول للمصريين والشرقيين.
وحاشوا أناساً أشر بواجب غيركم
…
وهم منكم لكن يسرهم الشر المكروه
مثالهم بعض الألى أنشأوا لكم
…
جرائد يزهو في صحائفها السطر
ومن بات مسروراً بخدمة غيركم
…
ومثر له من فضل أعدائكم وفر
ينادونكم للغير باسم صلاحكم
…
وسم الأفاعي في صناعتهم حبر
أزيلوا بني ودي تنافركم ولا
…
تميلوا لما ضر الصدور به الغمر الحقد
تنافركم بالدين ينثر جمعكم
…
ويجعلكم نوقاً يشردها النبر
فلستم رجال الفتح حتى تخاذلوا
…
فقد جئتم والكون مقعده وثرموطا
مذاهبكم شتى وكل بدينه
…
قرير عيون لا يحوله النعر الخلاف
فليس لكم إلا المواطن وحدة
…
وليس لكم إلا عزائمكم مهر
خذوها بني الشرق الأثيل خطيبة
…
تجود بنصح قد تضمنه الشعر
تحدث صدقاً عن عيان وتبتغي
…
صلاحكم بالجد فهي لكم حبر
فكونوا كما كان الألى أسسوا لكم
…
مواطن يحلو في مساكنها القر
وشدوا عرى الأزرار فوق عزائم
…
تضيع إذا ما كان في النزق الزر
وردوا الأخاء الحق بين عشائر
…
بنفرتهم أودى بوحدتنا الشجر
وسودوا بعدل معه حسن سياسة
…
تؤيد ملكاً كل تابعه عفر أسد
ونادوا بأن الشرق حر وأهله
…
وسيان في المأوى التعمم والزنر لبس الزنار
ولا تجعلوا حرية الدين ضلة
…
وسيرا مع الأهوا فذاك هو الوزر
بل القصد أن نمشي على أصل ديننا
…
فلا ينتحي نهي ولا ينتفي أمر
ولا تجعلوا التوحيد سوء تعصب
…
على النزلا لو كان دينهم الكفر
ففي ذمة السلطان قوم إذا دنوا
…
من العدل والأنصاف صانهم الوصر العهد
وأن جنحوا للغير ضيقاً بفعلكم
…
جرى خلفنا من كل ناحية عقر جمع عقور
فلا ملك إلا بالمساواة والأخا
…
ولا حر إلا من تنكره الحجر
ومن زاد في طنبورنا بعد نغمة
…
لشق عصا التوحيد فالحكم التبرالهلاك
ولسنا نرى ذا الملك يغمد سيفه
…
وقابضه عبد الحميد له أثر فرند
مليك له في الشرق صدق محبة
…
توهجها تحت الضلوع له زفر
سريرته أنقى من الضوء في الصفا
…
وسيرته الحسنى بأفواهنا شور عسل
امولاي أنا في حماك رعية
…
بحكم أمير في الملوك له قدر
خذ العفو وأمر تلق في الشرق أمة
…
سليقتهم طوع وفطرتهم عدر جرأة
يناديك منه كل ثبت ومخلص
…
على حبكم في مهده قطع السر
فرد الألى خانوا عهودك للفنا
…
وقل للألى والوك يحيا بكم فخر
ولسنا نرى نقض العهود مع الورى
…
جزافاً ولكن لا يخامرنا الضمر الهذال
تبري منك الذات عن ظلم أمة
…
ولكن حواليك القليل به عذر
فسن الستاوي واحتكم وأعف واصطبر
…
تر الجثث الموتى يحركها النشر
فعندك من أهل السياسة سادة
…
طبيعتهم حزم وحليتهم حذر
وقد تفعل الأقلام ما لم تصل له
…
مدافع في الهيجاء ويصحبها النصر
فرب الأهالي يا أمام بحكمة
…
وعلمهم علماً يطيب به الشكر
وعمر بلاداً بانتشار معارف
…
وإصلاح أرض لا يرى أهلها الضر
ولا تعط شبراً للأجانب واحتفظ
…
فما بعد ذا إلا التنازع والكر
وأوقف مسير الالتزام لفتية
…
تراهم رعايا والجميع لهم مكر
وبث رجال العمل في كل قرية
…
لتعليم دين عنده يقف الظفر
ووحد ضروب الحكم بين رعية
…
يؤلفها التوحيد ما بقى العمر
وخر للقضاء والحكم أكفاء وانتقد
…
قضائهم فالترك غايته الهدر
وشدد على أهل الفساد عقابهم
…
وقرب رجال الحق ينتظم الأمر
وأبعد جميع الأدعياء فإنهم
…
يسيرون في طرق يسر بها الغير
ولست نصوحاً يا أمام بلهجتي
…
فأنت أبو الإرشاد ديدنك الخبر
ولكن كليمات تترجم عن نهى
…
جموع لهم في باب سدتكم نقر
فزدنا التفاتاً للخديوي أميرنا
…
نزدك ولاء لا يخالطه نفر