الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" أرني سيفك ". فسله، فسله، فلما نظر إليه؛ فإذا وسيف فيه دقة وضعف فقال:" لا تضرب بهذا؛ ولكن اطعن به طعناً ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ يحيى هذا لا يعرف إلا في هذه الرواية، وبها أورده ابن حبان في " ثقاته " على قاعدته في توثيق المجهولين، ولم يورده البخاري في " التاريخ "، ولا ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل "، مع أنهما ذكراه في شيوخ الطائي الراوي عنه هنا. وذكر الثاني منهما أنه روى عنه أيضاً يحيى بن صالح الوحاظي الثقة وغيره، فهو مجهول الحال، ولعله في " ثقات ابن حبان "؛ فقد قال الهيثمي (8 / 53) :
(رواه الطبراني من طرق، ورجال بعضها ثقات) !
كذا قال، وإنما له طريق واحدة، هي طريق يحيى هذا، وإنما الطرق التي أشار إليها عن ابن شابور فقط، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في أول التخريج.
5512
- (كلُّ سارحَةٍ ورائحةٍ على قومٍ؛ حرامٌ على غيرِهم) .
ضعيف جدا.
أخرجه الفسوي في " المعرفة والتاريخ "(2 / 431 - 432)، والطبراني في " الكبير " (8 / 207 / 7732) عن سليمان بن سلمة الحمصي قال: ثنا بقية قال: ثنا سلامة بن عميرة المنابحبي - حي من اليمن - عن لقمان ابن عامر الوصابي - حي من اليمن - عن أبي أمامة مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ آفته سليمان هذا؛ فإنه متروك متهم، وقد مضت له أحاديث في المجلد الثاني برقم (586، 594، 779) ، وقول الهيثمي
(4 / 163) بعد أن عزاه للطبراني:
(وفيه سليمان بن سلمة الخبائري؛ وهو ضعيف) .
ففيه تساهل؛ لأن الخبائري أسوأ حالاً، بشهادة الهيثمي نفسه في بعض الأحاديث التي أشرت إليها آنفاً.
وقال المناوي بعد أن نقل قول الهيثمي المذكور:
(وقال غيره: فيه الحسن بن علي المعمري " الأصل: العمري؛ وهو خطأ "، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: حافظ رفع موقوفات قليلة. وسليمان بن سلمة الخبائري تركه أبو حاتم وغيره. و (بقية) ضعفوه) .
ولنا عليه مؤاخذتان:
الأولى: إعلاله بالمعمري لا وجه له؛ لأمرين:
أحدهما: أن رفعه موقوفات قليلة مع كثرة حفظه لا يخرجه من العدالة والإحتجاج به، وما أحسن ما قال الحافظ البرديجي:(ليس بعجب أن ينفرد المعمري بعشرين أو ثلاثين حديثا في كثرة ما كتب) .
وقا الحافظ: في آخر ترجمته من " اللسان ":
(فاستقر الحال آخرا على توثيقه؛ فإن غاية ما قيل فيه: إنه حدّث بأحاديث لم يتابع عليها وقد علمت من كلام الدارقطني أنه رجع عنها، فإن كان أخطأ فيها كما قال خصمه فقط رجع عنها، وإن كان مصيبا فيها كما كان يدعي فذاك أرفع له والله أعلم) .