الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن مما يزيد الأمر تأكيداً: أن هذا الشطر الثاني قد جاء من حديث علي وابن
مسعود أيضاً دون الزيادة.
وهما مخرجان في التعليق المذكور، وفي " صحيح أبي داود " (1274،
1275) .
ثم وقفت على إسناد " الأوسط "، فقال (2 / 166 / 2 / 7546) : حدثنا
محمد بن أبان: ثنا إبراهيم بن بسطام الزعفراني: ثنا روح بن عبادة به. وقال:
" لم يروه عن أبي عامر إلا روح، تفرد به إبراهيم ".
قلت: وثقه ابن حبان (8 / 85) ، وروى له في " الصحيح " حديثاً واحداً
برقم (169 - الإحسان) . والشاهد منه أنه تحقق ظني أنه عند الطبراني من طريق
روح أيضاً.
5657
- (كان يُجْنِبُ، فيغتَسِلُ، ثم يَسْتَدْفِئ بي قبلىَ أَنْ أغتَسِلَ) .
ضعيف.
وهو من حديث عائشة رضي الله عنها:
أخرجه علي بن الجعد في " مسنده "(2 / 855 / 2336) - وهو " حديث
علي بن الجعد " - قال: أنا شريك عن حريث عن عامر عن مسروق عنها.
ومن طريق ابن الجعد أخرجه البغوي في " شرح السنة "(2 / 30) ؛ لكن
وقع فيه: (حصين) مكان: (حريث) !
وهو تحريف لم يتنبه له الشيخ شعيب الأرناؤوط؛ فإنه بعد أن خرجه من رواية
الترمذي وابن ماجه من حديث وكيع (!) عن حريث قال:
" وحريث وهو ابن أبي مطر الحناط الفزاري، ضعفه غير واحد، لكن تابعه
حصين بن عبد الرحمن في رواية المصنف وهو ثقة، فيتقوى به "!
كذا قال! وقد عرفت أن (حصين) تحريف (حريث) ، وعليه؛ فقد بقي
الحديث على ضعفه من أجل حريث هذا، وهو ممن اتفقوا على تضعيفه؛ بل تركه
النسائي وابن الجنيد وغيرهما.
ثم إن الحديث عزاه لابن ماجه من حديث وكيع. وهو وهم آخر منه؛ فإنما هو
عنده (580) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة: ثنا شريك. . . وكذا هو في
" مصنف ابن أبي شيبة "(1 / 76 - 77) ، وكذلك أخرجه الحاكم (1 / 154)
من طريق أخرى عن شريك وغيره به، وقال:
" صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي! !
وهذا عجب منهما - وبخاصة الذهبي -؛ فإن حريثاً هذا مع كونه ليس من
رجال مسلم فقد عرفت ضعفه، والذهبي نفسه قال فيه في " الكاشف ":
" ضعفوه ". وقال في " الضعفاء ":
" متروك ".
ومما سبق تعلم تساهل الترمذي أيضاً في قوله عقب الحديث:
" ليس بإسناده بأس ".
ولذلك؛ فقد أحسن صنعاً أبو بكر بن العربي بقوله في " شرحه "(1 / 191) :
" حديث لم يصح ولم يستقم، فلا يثبت به شيء ".