الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . فذكره.
قلت: كذا وقع فيه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه عمررضي الله عنه! وهذا يخالف كلامه المتقدم؛ فإن ظاهره أن كلا من جرير بن عبد الحميد، وجرير ابن حازم أوقفاه على عمر، وإنما اختلفا في الراوي له عن عمر، فالأول ذكر أنه جابر بن سمرة، والآخر ذكر أنه عبد الله بن مغفل، فلو أن هذا خالف الأول في وقفه وأنه رفعه لبين ذلك؛ فالظاهر أن رفعه وعدم ذكر عمر فيه خطأ والله أعلم.
5831
- (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن؛ فإن قوما قد أرداهم سوء ظنهم بالله عز وجل، [فقال الله تعالى] : (وذلك ظنكم
الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)) .
منكر بهذا السياق. أخرجه أحمد (3 / 390 - 391) فقال: ثنا النضر ابن إسماعيل القاص - وهو أبو المغيرة -: ثنا ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:. . . فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:
الأولى: عنعنة أبي الزبير؛ فإنه مدلس، وقد صرح بالتحديث بدون قوله:
" فإن قوما. . . " إلخ كما يأتي، فهو به منكر.
الثانية: ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى -، وهو ضعيف لسوء حفظه؛ مع جلالة قدره في الفقه.
الثالثة: النضر هذا؛ قال الذهبي في " الكاشف "، والحافظ في " التقريب ":
" ليس بالقوي ". وفيه يقول ابن حبان في " الضعفاء "(3 / 51) :
" كان ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه، فاستحق الترك من أجله ".
قلت: فهو أو شيخه آفة هذه الزيادة؛ فقد صح الحديث بدونها من طريقين عن جابر رضي الله عنه؛ أحدهما من رواية أبي الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" لا يموتن أحذكم إلا وهو يحسن الظن بالله ".
أخرجه أحمد (3 / 334! : ثنا روح: ثنا ابن جريج: أخبرني أبو الزبير به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه في " صحيحه " (8 /
165) من طريق واصل عن أبي الزبير عن جابر به؛ هكذا معنعنا. فتصريحه بالسماع مما احتفظ به " مسند أحمد " رحمه الله.
وقد أخرجاه من طريق أخرى عن جابر به.
وقد خرجته في " صحيح أبي داود "(2726) .
(تنبيه! : قد ساق الحافظ ابن كثير حديث الترجمة في " تفسيره " (4 /
97) من رواية أحمد بإسناده، ومنه استفدت الزيادة التي بين المعكوفتين، ولم أره في " مجمع الزوائد " وهو من شرطه! وقد سكت ابن كثير عن الحديث؛ لأنه ساق إسناده، فاغتر به الحلبيان اللذان اختصرا " تفسيره "، فأورداه محذوف السند موهمين القراء أنه صحيح بما ذكراه في المقدمة! هداهما الله تعالى.
وأفحش منه: أن السيوطي ساقه في " الدر "(5 / 362) معزوا لأحمد والطبراني وعبد بن حميد ومسلم وأبي داود وابن ماجه وابن حبان وابن مروديه عن
جابر به! وقلده في ذلك الشوكاني في " فتح القدير "(4 / 499) ! إلا أنه ذكر أبا داود الطيالسي مكان الطبراني، ولعله أصح، لأني لم أره في " معجم الطبراني
الكبير "، وقد رواه الطيالسي كما رواه مسلم وسائر من ذكرهم السيوطي؛ غير ابن منده؛ فإني لم أقف على إسناده.
ونحو هذه الزيادة في النكارة والبطلان: ما رواه أبو نواس الشاعر المشهور قال: نبأنا حماد بن سلمة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:. . . فذكر الحديث الصحيح، وزاد:
" فإن حسن الظن بالته تضن الجنة ".
أخرجه الخطيب في " التاريخ "(1 / 396) من طريق إسماعيل بن علي ابن علي أبي القاسم الخزاعي قال: نبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي - ببغداد ب (باب الشام) - سنة ثلاث وسبعين ومئتين قال: نبأنا أبو نواس الحسن بن هانئ به.
أورده في ترجمة محمد بن إبراهيم هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وإنما
أشار إلى جهالته بقوله عقب الحديث:
" لم يرو عن محمد بن إبراهيم هذا إلا إسماعيل بن علي الخزاعي، وإسماعيل غير ثقة ". وقال الذهبي فيه:
" لا يعرف ". وأقره الحافظ في " اللسان "، وأشار إلى هذا الحديث، وقال:
" قلت: أظن الآفة من شيخه إسماعيل؛ فقد تقدم أنه كان غير موثوق به ".
وقال الذهبي في ترجمة إسماعيل هذا: