الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ومحمد بن عبد الرحمن الحماني، لم أجد له ترجمة، وقد ذكره السمعاني في هذه النسبة (الحماني) بروايته هذه عن أبي إسحاق الحميسي، ولم يزد؛ فكأنه مجهول لا يعرف. والله أعلم.
5890
- (الحريص: الذي يطلب المكسبة من غير حلها) .
ضعيف. أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) (4 / 1806) والطبراني في
((معجمه)) (22 / 78 / 193) من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي: نا عبيد بن القاسم: نا العلاء بن ثعلبة عن أبي المليح الهذلي عن واثلة ابن الأسقع قال:
تراءيت للنبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف، فقال لي أصحابه: إليك يا واثلة! - أي:
تنح عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
((دعوه، فإنما جاء يسأل)) . قال: فدنوت، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! لتفتنا عن أمر نأخذه عنك من بعدك. قال:
((لتفتك نفسك)) . قال: قلت: وكيف لي بذلك؟ قال:
((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وإن أفتاك المفتون)) . قلت: وكيف لي بعلم ذلك؟ قال:
((تضع يدك على فؤادك؛ فإن القلب يسكن للحلال، ولا يسكن للحرام، وإن الورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير)) . قلت: بأبي أنت وأمي ما العصبية؟ قال:
((الذي يعين قومه على الظلم)) . قلت: فمن الحريص؟ قال. . . فذكر
الحديث. قلت: فمن الورع؟ قال:
((الذي يقف عند الشبهة)) . قلت: فمن المؤمن؟ قال:
((من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم)) . قلت: فمن المسلم؟ قال:
((من سلم المسلمون من لسانه ويده)) . قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال:
((كلمة حق عند إمام جائر)) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ عبيد بن القاسم - وهو الأسدي الكوفي -؛ قال العقيلي (3 / 116) :
((كان كذاباً)) .
وكذا قال ابن معين؛ كما في ((التهذيب)) . وفي ((التقريب)) :
((كذبه ابن معين، واتهمه أبو داود بالوضع)) .
وقد روي الحديث من طريق أخرى بلفظ:
((والحريص على الدنيا: الذي يطلبها من غير حل)) .
أخرجه الطبراني - أيضاً - برقم (197) من طريق بقية بن الوليد: حدثني إسماعيل بن عبد الله الكندي عن طاوس عن واثلة قال:. . . فذكره.
وفيه بعض الفقرات المتقدمة في الطريق الأولى.
وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل هذا؛ لا يعرف إلا برواية بقية عنه، فهو من شيوخ بقية المجهولين. فقول الهيثمي في ((المجمع)) (10 / 294) :
((رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن عبد الله الكندي؛ وهو ضعيف)) !
غير دقيق؛ لأن أحدا ًلم يضعفه فيما علمت، وغاية ما قال فيه الذهبي:
((وعنه بقية بخبر عجيب منكر)) .
وهذا ليس نصاً في التضعيف؛ لاحتمال أن تكون العلة من غيره، ويؤيده أن الخبر المشار إليه هو من روايته عن أبان عن أنس، وأبان؛ متروك. فانظر - إن شئت - ترجمة إسماعيل في ((اللسان)) .
وقال الهيثمي في الطريق الأولى:
((رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه عبيد بن القاسم، وهو متروك)) .
قلت: وفيه علة أخرى، وهي شيخه العلاء بن ثعلبة؛ فإنه لا يعرف إلا في هذه الرواية، وقد قال فيه ابن أبي حاتم (3 / 353) عن أبيه:
((مجهول)) .
وكذا في ((الميزان)) و ((اللسان)) ، وبه أعله الحافظ ابن حجر؛ لكنه تحرف عليه اسم (عبيد بن القاسم) إلى (عبثر بن القاسم) ، وذلك فيما نقله الأخ الفاضل حمدي السلفي، فقال في تعليقه على الطريق الأولى:
((ورواه أبو يعلى (352 / 1)، والحافظ في المجلس (31) من ((الأمالي)) وقال:
((حديث حسن غريب، ورجاله رجال الصحيح إلا العلاء بن ثعلبة فقال أبو حاتم الرازي: إنه مجهول. وإنما حسنته؛ لأن لجميع ما تضمنه المتن شواهد مفرقة)) .
قلت: وقد أعله في ((المجمع)) بعبثر بن القاسم وقال: هو متروك، وتحرف عبثر إلى عبيد في ((المجمع)) والأصل أيضاً)) .
وأقول - وبالله التوفيق -: فيه أمور:
أولاً: مدار الحديث في المصدرين السابقين: ((مسند أبي يعلى)) و ((معجم الطبراني)) على أحمد بن المقدام العجلي عن عبيد بن القاسم كما سبق، والتحريف على عكس ما ذكر الأخ السلفي؛ فإن الصواب أنه عبيد بن القاسم؛ كما وقع في الأصل الذي أشار إليه، ويعني به:((المعجم)) ، وهو الموافق لما في نسختنا من ((مسند أبي يعلى)) ، ويبعد عادة أن يتفق مثل هذا التحريف المزعوم فيهما.
ثانياً: لم يرد في ترجمة (عبثر) أنه روى عن ثعلبة وعنه أحمد بن المقدام؛
وإنما جاء ذلك في ترجمة عبيد بن القاسم؛ كما في ((تهذيب الحافظ)) ! وقد روى له ابن حبان في ((الضعفاء)) (2 / 175) حديثين، وابن عدي (5 / 1987 - 1988) آخرين من رواية أحمد بن المقدام عنه.
ثالثاً: قوله: ((وقد أعله في ((المجمع)) بعبثر. . وقال: هو متروك. . .)) ؛ خطأ فاحش، لا يجوز نسبته إلى الهيثمي؛ لأنه - أعني:(عبثر) - ثقة من رجال الشيخين، فكيف يقال: إنه قال فيه: متروك؟ ! فكان على الأخ أن يقول: وقد أعله بعبيد بن القاسم. . دفعاً للإيهام، ثم يذكر أنه تحرف اسمه على ((المجمع)) وأن الصواب فيه (عبثر) ، وقد علمت أن الصواب خلاف ذلك، وأنه لا تحريف في ((المجمع)) ولا في ((المعجم)) ولا في ((المسند)) ، والظاهر أن التحريف وقع أولاً عند الحافظ، ثم تبعه السلفي تعظيماً له، فحمله ذلك على تخطئة الأصل و ((المجمع)) ! ! ولا أدري الذي وقع في نسخته من ((مسند أبي يعلى))