الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأغرب من كل ما تقدم: سكوت الحافظ ابن القطان عن هذا الحديث في كتابه " النظر "(ق 56 / 1 - 2) ؛ مع أنه معروف بدقة نظره، وبعده عن الهوى والتقليد! فسبحان من لا يسهو ولا ينسى.
5960
- (يا ابن أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له) .
ضعيف. أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه "(4 / 261 / 2832 - 2834)
- وتبرأ من عهدة راويه كما يأتي -، وأحمد (1 / 329، 356) ، وأبو يعلى (4 /
330 / 2441) ، وابن أبي الدنيا في " الصمت "(294 / 664) ، والطبراني في " المعجم الكبير "(18 / 288 / 741) ، والبيهقي في " الشعب "(2 / 1 / 69 / 1)(3 / 461 - 462)، وأبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " (1 / 185 / 376) من طريق سُكين بن عبد العزيز قال: حدثني أبي قال: سمعت ابن عباس قال:
كان فلان (وفي رواية: الفضل بن عباس) رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، قال: فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن. قال: وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه بيده من خلفه مراراً. قال: وجعل الفتى يلاحظ إليهن. قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:. . . فذكره. وقال ابن خزيمة:
" سكين بن عبد العزيز البصري؛ أنا بريء من عهدته وعهدة أبيه ".
قلت: وأما سكين؛ فقد جاوز القنطرة بتوثيق من وثقه من الأئمة؛ مثل وكيع وابن معين وابن نمير وغيرهم، ولا يضره أنه لم يعرفه ابن خزيمة، وتضعيف من ضعفه وهم قلة. ولذا؛ قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق، يروي عن ضعفاء ".
وأما أبوه عبد العزيز بن قيس العبدي؛ فهو مختلف عن ابنه؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي. وتساهلهما معروف. وقول المعلق على " مسند أبي يعلى ":
، روى عنه جماعة "؛ كان يمكن أن يعطيه قوة لو كانوا من الثقات، وليس فيهم منهم غير ابنه، وآخران أحدهما مجهول، والآخر لا يعرف؛ كما بينته في " تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن حبان "، فالإسناد ضعيف.
وقد ترتب عن وراء ذاك التساهل: أن صحح إسناد الحديث الحافظ المنذري في
" الترغيب "(2 / 129) ، وتبعه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند "(5 / 17) ، وقلدهما المعلق على " مسند أبي يعلى " إ! والله المستعان، وهو ولي التوفيق.
وأما قول الهيثمي في " المجمع "(3 / 251) بعد ما عزاه لأحمد وأبي يعلى والطبراني:
" ورجال أحمد ثقات ".
فهو مع كونه لا يعني تصحيحه، فإن تخصيصه رجال أحمد بالتوثيق تقصير؛ فإن رجال أبي يعلى كذلك، مع ملاحظة تساهل الهيثمي المعروف في اعتداده بتوثيق ابن حبّان!
وللمنذري خطأ آخر غير تصريحه بصحة إسناده: ألا وهو عزوه إياه لابن خزيمة
في " صحيحه "؛ دون أن يبين تبرأه من راويه؛ كما تقدم مني نقله عنه، فأوهم أن الحديث صحيح عِنْد ابن خزيمة! وليس كذلك، وَكَثِيرًا ما يقع مثل هذا العزو المطلق