الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم إن القرطبي قال في " جامعه "(1 / 431) :
" قال أبو علي: ضعف سند هذا الحديث ".
قلت: أبو علي هذا أظنه الحافظ ابن السكن - واسمه سعيد بن عثمان بن
سعيد البغدادي، نزيل مصر -؛ قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (3 / 938) :
" وقع كتابه " الصحيح المنتقى " إلى أهل الأندلس ".
5760
- (لا تَدْخُلْ على النِّسَاءِ إلا بإذْنْ. قاله لأنس صبيحةَ اليومِ
الذي احتَلَمَ فيه) .
منكر بهذا التوقيت.
أخرجه الطبراني فيه المعجم الصغير (ص 51 -
هندية) وفي " الأوسط "(1 / 167 / 2 / 3119) ، وابن عدي في " الكامل "
(3 / 232) ، والخطيب في " تاريخ بغداد "(8 / 495) ، وابن عساكر في
" التاريخ "(3 / 164) من طريق زافر بن سليمان: ثنا مالك بن أنس عن يحيى
ابن سعيد عن أنس قال:
لما كان صبيحة اليوم الذي احتلمت فيه؛ أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:. . .
فذكره، قال: فما أتى علي يوم كان أشد منه.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ قال الهيثمي في " المجمع "(4 / 326) :
" رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط "، وفيه زافر بن سليمان؛ وهو
ثقة، وفيه ضعف لا يضر، وبقية رجاله ثقات "!
كذا قاله والحق أن الضعف الذي فيه يضر؛ لكثرة وهمه؛ يدلك على ذلك
أقوال الأئمة الآتية:
الأول: قال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث أخرى:
" ولزافر غير ما ذكرت، وأحاديثه مقلوبة الإسناد، مقلوبة المتن، وعامة ما يرويه
لا يتابع عليه، ويكتب حديثه مع ضعفه ".
الثاني: قال ابن حبان في " الضعفاء "(1 / 315) :
" كثير الغلط في الأخبار، واسع الوهم في الآثار، على صدق فيه، والذي
عندي في أمره: الاعتبار بروايته التي يوافق فيها الثقات، وتنكب ما انفرد به من
الروايات ".
الثالث: قال الساجي:
" كثير الوهم ".
الرابع: النسائي؛ فقد أورده في " الضعفاء والمتروكين "، وقال:
" عنده حديث منكر عن مالك ".
قلت: وهو هذا؛ كما قال الحافظ في ترجمته من " التهذيب "(3 / 304) .
وليس نكارة الحديث من جهة تفرد زافر به فقط، ولو أن هذا يكفي في ذلك على
مذهب من يطلق النكارة على ما تفرد به الضعيف - كما هو مذهب أحمد -، وإنما
هو من جهة مخالفته أيضاً للثقات.
فقد جاء من غير طريق عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
" لا تدخل علي. . . "، بمناسبة تزول آية الحجاب في قصة بنائه صلى الله عليه وسلم على