الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
((متروك)) .
وأما قول المناوي:
((قال الهيثمي: وسنده ضعيف؛ لكنه ينجبر بتعدده؛ فقد رواه الرافعي في ((أماليه)) أيضاً)) !
فأقول: فيه أمور:
أولاً: إن ما عزاه للهيثمي من التضعيف فيه قصور واضح في التعبير! وحقه أن يقول: ضعيف جداً. لأن هذا هو وصف حديث المتروك.
ثانياً: أوهم أن قوله: ((لكنه ينجبر. . .)) إلخ؛ من تمام كلام الهيثمي! وليس كذلك، فكان عليه الفصل والبيان.
ثالثاً: أن كون الرافعي رواه أيضاً لا يعتبر جابراً عند أهل العلم إلا إذا كان بإسناد آخر يصلح للجبر، وهذا ما لم يبينه!
رابعاً وأخيراً: لو كان يصلح جابراً؛ فلا يصلح هنا؛ لشدة ضعف المجبور كما عرفت آنفاً.
وقد نقل المعلق على ((الجامع الكبير)) (1680) كلام المناوي هذا دون عزوه إليه! ثم أقروه!
5918
- (الكمأة من المن، والمن من الجنة، وماؤها شفاء للعين) .
منكر بزيادة (والمن من الجنة) . أخرجه أبو نعيم في ((الطب)) (ق 46 / 1 -
2) من طريق عبد الحميد بن الحسن عن أبي بسر عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.
قلت: أبو بسر هذا؛ لم أعرفه.
وعبد الحميد بن الحسن: هو الهلالي؛ قال ابن حبان في ((الضعفاء)) (2 / 142) :
((كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد)) .
قلت: فكيف به إذا خالف؟ ! فقد أخرجه ابن ماجه (3453)، وأحمد (3 / 48) من طريق أسباط بن محمد: ثنا الأعمش عن جعفر بن إياس عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد وجابر مرفوعاً به؛ دون زيادة: ((المَن)) .
وتابعه شعبة عن جعفر به.
أخرجه النسائي في ((الكبرى)) (الوليمة) ؛ كما في ((التحفة)) .
ثم أخرجه ابن ماجه من طريق أخرى عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة عن أبي سعيد وحده به. والأول أصح.
ثم أخرجه الترمذي (2069) وحسنه، وابن ماجه (3455) ، وأحمد (2 /301، 305، 325، 356، 357، 421، 488، 490، 511) من طرق أخرى عن شهر عن أبي هريرة.
ومما يؤكد نكارة هذه الزيادة وصحة رواية شهر - على اضطرابه في إسناده -: أن سعيد بن زيد رضي الله عنه روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم دونها.
أخرجه البخاري (4478، 4639، 5708) ، ومسلم (6 / 124) ، والترمذي (2068) ، وابن أبي شيبة (8 / 88 / 3745) ، وأحمد (1 / 187، 188) . وقال الترمذي:
((حسن صحيح)) .
ورواه ابن ماجه (3454) - وهو رواية لمسلم - من طريق عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد بلفظ:
((الكمأة من المن الذي أنزل الله تبارك وتعالى على بني إسرائيل، وماؤها شفاء للعين)) .
وخالف عطاء بن السائب في إسناده ومتنه؛ فقال: عن عمرو بن حريث قال: ثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((الكمأة من السلوى، وماؤها شفاء للعين)) .
أخرجه أحمد (1 / 187) .
قلت: وهذا من تخاليط ابن السائب؛ فإنه كان أختلط.
(تنبيه) : وقع حديث أبي سعيد وجابر في بعض نسخ ((الجامع الصغير)) حتى التي عليها شرح المناوي، و ((الجامع الكبير)) (11526)، و ((الفتح الكبير)) - وبالتالي في ((صحيح الجامع)) (4489) - معزواً لـ (ق) ؛ أي:((الصحيحين)) ! وهو خطأ فاحش، والظاهر أنه مقحم من بعض النساخ الجهلة؛ ففي ((الجامع الكبير)) :((حم، ق، هـ، ابن منيع، ض عن شهر عن أبي سعيد وجابر)) .
فقوله: ((عن شهر)) من الصواب المشعر بأن عزوه لـ (ق) خطأ عند أهل العلم.