الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5541
- (إنَّ لله ملائكةً تغدُو براياتِهَا إلى المسَاجِدِ، فيدخُلُون مع أول داخِلٍ، ويخرُجُونَ مع آخرِ خارج) .
ضعيف جداً. أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (ص 101 - 102) بإسناده المتقدم في الحديث الذي قبله.
5542
- (لا يقطعُ صلاةَ المسلمِ شيءٌ؛ إلا الحِمَار، والكَافر، والكَلْب، والمرأة) .
منكر بذكر (الكافر) . أخرجه أحمد (6 / 84)، والطبراني في «مسند الشاميين» (ص 198) بسند صحيح عن راشد بن سعد المقرائي عن عائشة قالت: قال رسول الله. . . فذكره.
فقالت عائشة: يا رسول الله! لقد قُرِنَّا بدوابِّ سُوءٍ!
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فإن راشد بن سعد - وهو حمصي -، وإن كان ثقة؛ فما أراه سمع من عائشة ، وذلك لسببين:
الأول: أنه غير معروف السماع من عائشة رضي الله عنها؛ بل لم يذكر الحافظ المزي في «التهذيب» له رواية عنها.
والآخر: أنهم ذكروا أنه روى عن ثوبان وسعد بن أبي وقاص وأبي الدرداء؛ فقال أبو حاتم والحربي:
«لم يسمع من ثوبان» . وقال أحمد:
«لا ينبغي أن يكون سمع منه» . وقال أبو زرعة:
«راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص؛ مرسل» .
فقال الحافظ العسقلاني عقب ذلك:
«وفي روايته عن أبي الدرداء نظر» .
قلت: يبدو لي أن في هذا القول تسامحاً كبيراً؛ فإن من المعروف عند العلماء أن مثله إنما يقال في الأمر المحتمل، وليس فيما هو مجزوم به كما هو الشأن في هذه الرواية؛ فإن في وفاته أقوالاً، أكثرها أنه مات قبل عثمان بسنة، وعثمان توفي سنة (35) ، فيكون بين وفاتيهما نحو (74) أربع وسبعين سنة ، فمثله لا يمكن أن يسمع منه من كانت وفاته سنة (108) كالمقرائي هذا، إلا أن يكون معمراً قديم الولادة ، وهذا غير معروف عنه، والأصل عدمه. فهو لم يسمع منه جزماً، وإذا كان من ذكرنا من الأئمة قد نفوا سماعه من ثوبان - ووفاته سنة (54) -، ومن سعد بن أبي وقاص - ووفاته سنة (55) -، فكذلك يقال في روايته عن عائشة أنه لم يسمع منها؛ لأنه توفيت سنة (57) ، فأولى وأولى الجزم أنه لم يسمع من أبي الدرداء، وهو قديم الوفاة كما بينا.
وجملة القول؛ بأن هذا الإسناد علته الانقطاع ، فثبت ضعفه.
ثم إن في متن الحديث نكارة من ناحيتين:
الأولى: ذكر الكافر فيه؛ فإن الحديث محفوظ من رواية جمع من الصحابة؛ كأبي ذر وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم؛ عن النبي به نحوه دون ذكر الكافر، وهذه الأحاديث في «صحيح مسلم» وغيره، وبعضها مخرج في «صحيح أبي داود» (669، 700) .
نعم؛ قد رويت هذه الزيادة (الكافر) في حديث آخر عن ابن عباس مرفوعاً نحوه؛ لكنه معلول أيضاً، وهو مخرج في «ضعيف أبي داود» (110)
والأخرى: أنه قد جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها من طرق صحيحة: عند الشيخين وغيرهما: أنه ذكر عندها ما يقطع الصلاة: الكلب والحمار والمرأة.
فقالت عائشة:
قد شبهتمونا بالحمير والكلاب! والله لقد رأيت رسول الله يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة. . . الحديث.
وهو مخرج بنحوه في «صحيح أبي داود» (706) ، فلو كانت سمعت من النبي حديث الترجمة؛ لما أنكرت الحديث وقد ذكروه أمامها بعد وفاة النبي، وتحتج على ذلك بالاضطجاع المذكور. فالظاهر أن أحد الرواة اختلط عليه ما ذكروه أمامه من الحديث المرفوع بقولها الذي أنكرته به؛ فذكر أن النبي هو الذي ذكر الحديث أمامها، وأنها قالت ذلك بحضوره! وهذا منكر جداً. فالصواب أن الإنكار منها وقع بعده ، وأن الحديث روي لها ولم تسمعه منه، وإلا؛ لَسَلَّمَتْ به تسليماً، ومما يؤكد ذلك قولها في رواية لمسلم بعدما ذكروا لها الحديث:
إن المرأة لدابة سوء؛ لقد رأيتني بين يدي رسول الله. . . .
فهذا عين ما جاء في آخر حديث الترجمة ، فهو يؤكد أن السيدة رضي الله عنها قالته بعد وفاته ، فوهم الراوي، فزعم أنه قالت ذلك بحضوره؛ كما وهم في نسبة الحديث لروايتها عنه مباشرة.
وبالجملة؛ فالحديث صحيح من رواية غيرها من الصحابة ، وبدون زيادة