الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5594
- (ائْذَنُوا له، مرحباً بالطَّيب الْمُطَيَّبِ) .
ضعيف. أخرجه البخاري في ((التاريخ)) (4 / 2 / 229) ، والترمذي (3799) ، وابن ماجه (1 / 65) ، وابن جرير في ((تهذيب الآثار)) (مسند علي 155 / 14) ،
وأحمد (1 / 99، 125، 199) ، وأبو يعلى (1 / 117) ، وأبو نعيم في ((الحلية)) (1 / 140) ، والحاكم (3 / 388)، والخطيب في ((التاريخ)) (1 / 151) من طرق عن سفيان عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال:
جاء عمار بن ياسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:. . . فذكره.
لكنه شك في رفعه في رواية ابن يمان عن سفيان؛ فقال)) : أراه عن علي)) .
لكن ابن يمان - واسمه يحيى - فيه ضعف، لا سيما وقد خالف الثقات عن سفيان؛ فلم يشكوا.
وقد تابعه شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت هانئ بن هانئ يقول:. . . فذكه؛ دون قوله ((ائذنوا له)) . ولم يذكر عليا.
أخرجه الطيالسي في ((مسنده)) (117) حدثنا شعبة به مرسلاً.
لكن رواه محمد بن جعفر: حدثنا شعبة به مسندا عن علي.
أخرجه أحمد (1 / 138) ، وابن جرير (156 / 16) .
وتابعه يحيى -وهو ابن سعيد - عن شعبة به.
أخرجه أحمد (1 / 123) .
وتابع سفيان وشعبة شريك -وهو القاضي -؛ فقال: عن أبي إسحاق عن هانئ عن علي به.
أخرجه ابن جرير (156 / 17) .
وتابعهم الصُّبَيّ بن الأشعث عن أبي إسحاق به.
أخرجه الخطيب في ((التاريخ)) (6 / 155) .
وتابعهم الأعمش؛ لكنه خالفهم في متنه فأوقفه على علي؛ فقال عن أبي إسحاق عن هانئ قال:
كنا عند علي، فدخل عليه عمار بن ياسر، فقال: مرحبا بالطيب المطيب،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن عمارا ملئ إيماناً إلى مشاشه)) .
رواه ابن جير (157 / 158) ، وأبو يعلى (1 / 117) وغيرهما، وهو مخرج - كشاهد - في ((الصحيحة)) (2 / 466 - 467) من طريق عثام بن علي عن الأعمش.
وخالفه نوح بن دراج عن الأعمش به مرفوعاً؛ دون زيادة الإيمان.
أخرجه الخطيب (13 / 315) .
لكن نوح هذا؛ قال الحافظ:
((متروك وقد كذبه بن معين)) .
فلا قيمة لما تفرد به، فكيف مع المخالفة لعََثّام بن علي وهو ثقة من رجال البخاري؟ ! فروايته هي المحفوظة عن الأعمش، لكن اتفاق سفيان -وهو الثوري - وشعبة وشريك على رفع الحديث تجعل رواية الأعمش شاذة فتكون روايتهم عن أبي إسحاق هي المحفوظة. والله اعلم.
فإن: فإذا كانت رواية الجماعة هي الصواب فهل يثبت الحديث بذلك؟
فأقول: كلا، وغن كان قد صححه الترمذي والطبري والحاكم والذهبي وحسَّنه العسقلاني في ((الإصابة)) ، وكنت تبعته عليه في تعليقي على ((المشكاة)) ، والىن بدا لي أن ذلك لا يتماشى مع القواعد الحديثية التي تشرط في كل رجال الإسناد العدالة والضبط، وهذا ما لم أجده متوفراً في هانئ بن هانئ؛ فإنه مجهول عند المحدثين، ولم يوثقه إلا بعض المتساهلين، وهذا ترجمته في ((تهذيب التهذيب)) :
((روى عنه ابو إسحاق السبيعي وحده. قال النسائي ليس به بأس. وذكره ابن حبان في ((الثقات)) ، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة قال: وكان يتشيع. وقال ابن المديني: مجهول، وقال حرملة عن الشافعي: لا يعرف، وأهل العلم بالحديث لا يثبتون حديثه لجهالة حاله)) .
قلت: ومن الثابت في ((علم المصطلح)) أن الراوي إذا تفرد عنه واحد تكون جهالته جخالة عينية، فهو إذا مجهول العين؛ لتفرد أبي إسحاق عنه كما عرفت من ((تهذيب الحافظ)) ؛ ولذلك؛ فقوله في هانئ هذا في ((التقريب)) :
((مستور)) !
غير مقبول منه؛ لأن هذا إنما يقال في مجهول الحال؛ كما نص عليه في مقدمة ((التقريب)) ؛ فإنه قال في صدد بيان مراتب الرواة:
((االسابعة من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ:
(مستور)، أو (مجهول الحال)) ) . ثم قال:
((التاسعة: من لم يروي عنه غير واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ (مجهول)) ) .
وقد يقول قائل: قوله في كل من المرتبتين: ((ولم يوثق)) ؛ يدل بمفهومه أنه لا يورد فيهما من كان موثقا.
فأقول: نعم ولكنه ذلك غير مضطرد عنده، فهناك من وثق، ومع ذلك أورده في إحديهما، فهذا مثلاً:
أحمد بن عبد الرحمن القرشي المخزومي؛ قال فيه ((مستور)) ، مع أنه روى عنه اثنان ابن ماجة والمحاملي، وذكره ابن حبان في ((الثقات)) !
والحارث بن مخلد الرزقي الأنصاري؛ قال فيه:
((مجهول الحال)) ؛ تبعا لابن القطان مع أنه ذكر في ((التهذيب)) أن ابن حبان وثقه!
ومِمَّن قال فيه ((مجهول)) :
إبراهيم بن طريف الشامي. مع أنه أحمد بن صالح وابن شاهين وابن حبان! فهذا كحال هانئ بن هانئ.
إسحاق بن يزيد الهذلي المدني. وثقه ابن حبان أيضاً.
إسماعيل بن أبي بكر الرملي. وثقه ابن حبان أيضاً.
والأمثلة غيرها كثيرة يجدها من يتتبعها. وفيما ذكرنا كفاية.
وبالجملة؛ فهانئ هذا مجهول؛ كما قال ابن المديني، ولم نجد ما يصلح حجة لتوثيقه، وبالتالي لتحسين حديثه، بل وجدنا ابن سعد قد قال في ((الطبقات)) (6 / 223) بعد قوله المتقدم نقله عن ((التهذيب)) قال:
((وكان منكر الحديث)) .
وهذه فائدة هامة تلحق بكلام ابن سعد؛ فإنها سقطت من ((التهذيب)) . والله أعلم.
ثم إن مما يلفت النظر: أن الطبري مع تصريحه بصحة سند هذا الحديث عنده قد أعله بخمس علل لم يُجِبْْ عن شئ منها، أقواها قوله:
((والخامسة: أن هانئ بن هانئ مجهول، ولا تثبت الحجةفي الدين إلا بنقل العدول المعروفين بالعدالة))
فمع تسليمه بجهالة هانئ، فلا أدري كيف يلتقي ذلك مع تصحيحه لإسناده!
وقد أشار إلى هذا محققه الفاضل محمود محمد شاكر؛ فإنه قال بعد أن أشار إلى إعلال ابن جرير بما أشرنا إليه:
((ولكنه لم يأتي بحجة في تصحيح إسناده)) .
قلت: وذلك ما يكثر منه حتى ألقي في النفس أنه من المتساهلين. س