الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5595
- (ليسترجع أحدكم في كل شيء، حتى في شسع نعله [إذا انقطع] ، فإنه من المصائب) .
ضعيف جداً. أخرجه مسدد بن مسرهد في مسنده، كما في المطالب العالية (3 / 232 / 3352) ، ومن طريقه ابن السني في (عمل اليوم والليلة)(ص 115 / 346) ، وابن حبان في الضعفاء (3 / 122) ، والبزار في (مسنده) من طرق عن يحيي بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً.
والزيادة لابن حبان، أورده في ترجمة يحيي بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب التيمي المدني، وقال فيه:
(يروي عن أبيه ما لا أصل له - وأبوه ثقة -، فلما كثرت روايته عن أبيه ما ليس من حديثه، سقط عن حد الاحتجاج به، وكان سيء الصلاة، وكان ابن عيينة شديد الحمل عليه) .
ثم روي عن يحيي بن سعيد القطان أنه كان يحدث عنه ثم ترك الرواية عنه.
ثم ساق له أحاديث مما أنكر عليه، هذا أحدها، وكذلك صنع الذهبي، لكنه ذكره بلفظ:
(إذا انقطع شسع أحدكم فليسترجع، فإنها من المصائب) .
ولعله لفظ ابن عدي في (الكامل) ، فقد عزاه إليه السيوطي في (الجامع الكبير) ، وإلى أبي الشيخ في الثواب، والبيهقي في (شعب الإيمان) من هذا الوجه.
وقد أخرجه الديلمي في (مسند الفردوس)(1 / 1 / 161) من طريق أبي الشيخ.
ثم ذكر السيوطي أن هناداً رواه عن يحيي بن عبيد الله عن أبيه مرسلاً.
قلت: وهذه علة ثانية في الحديث، وهي الإرسال.
وفيه علة ثالثة: وهي جهالة عبيد الله والد يحيي، وإن وثقه ابن حبان كما تقدم في كلامه على يحيي، ولذلك أورده في التابعين من (ثقاته) ، ولكنه لم يتابع على توثيقه إياه، بل قال الشافعي:
(لا نعرفه)، وقال ابن القطان الفاسي:
(مجهول الحال) .
أما قول الهيثمي في مجمع الزوائد (2 / 331) :
(رواه البزار، وفيه بكر بن خنيس، وهو ضعيف) .
فأقول: هذا إعلال غير قادح، وذهول عن العلة الحقيقة القادحة، وهي انفراد يحيي بن عبيد الله به.
ومن طريقه أخرجه البزار، فقد وقفت على إسناده في (كشف الأستار) للهيثمي نفسه، أورده في (كتاب الأذكار) منه، فتبين أن الهيثمي قد أبعد النجعة في الإعلال المذكور.
ثم إن البزار قد أخرج للحديث شاهداً من طريق خارجة بن مصعب: ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وقال:
(لا نعلمه يروى إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحداً حدث به عن خالد إلا
خارجة، وليس هو بالحافظ) .
قلت: وبه أعله الهيثمي في (المجمع)، فقال:
(وهو متروك) .
وكذا قال الحافظ في التقريب وزاد:
(وكان يدلس على الكذابين، ويقال ان ابن معين كذبه) .
والحديث أشار إلى تضعيفه ابن القيم الجوزية في (الوابل الصيب)(ص 170 - المنيرية) بقوله:
(ويذكر عن أبي هريرة. . .) الخ.
وكذلك قال قبله شيخه ابن تيمية في (الكلم الطيب) ، وهو الصواب خلافا لما كنت علقته عليه (ص 81 / 140) غير منتبه لشدة ضعفه أولاً، ولا لكون الشاهد الذي قويته وحسنته من أجله ليس فيه الاسترجاع الذي في هذا ثانياً.
ولذلك بادرت إلى بيان هذا نصحاً لنفسي وقرائي. والله تعالى أسأل أن يغفر لي خطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، وهو الغفور الرحيم.
على أنني كنت خرجته في (تخريج المشكاة)(1760) من رواية أبي نعيم مضعفاً إياه كما هنا، ويظهر أنه لم يتيسر لي يومئذ الرجوع إلى التخريج المذكور، فوقع ما ذكرنا من الخطأ، والله المستعان.
والشاهد المشار إليه هو من حديث أنس، وقد مضى تخريجه والكشف عن علته برقم (1362) .