الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم ساق له حديثاً غريبا في التحذير من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم من طريق
أخرى عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ عن المقدام بن
معدي كرب به.
وإذا عرفت ما تقدم من البيان والتحقيق؛ يتبين لك أنه لا وجه لقول المناوي
في " فيض القدير " بعد أن نقل كلام الهيثمي:
" وبه يتجه رمز المؤلف لحسنه "!
فهو قول غير وجيه، والحديث ضعيف غير حسن! ولعله لذلك بيض له في
كتابه الآخر " التيسير "، ولم يحسنه.
5759
- (لستُ بِنَبِيءِ الله، ولكنْ أنا نبيُّ الله) .
ضعيف.
أخرجه العقيلي في " الضعفاء "(3 / 81 / 1050) : حدثنا
جدي قال: حدثنا عبد الرحيم بن حماد الثقفي قال: حدثنا الأعمش عن
الشعبي عن عبد الله بن عباس:
أن رجلاً قال: يا نبيْ الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:. . . فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، أورده العقيلي في ترجمة الثقفي هذا، وقال:
" قال جدي: قدم علينا من السند، شيخ كبير ". ثم قال:
" روى عن الأعمش مناكير، وما لا أصل له من حديث الأعمش، وقد روي
هذا بإسناد ليِّن ".
قلت: كأنه يشير إلى ما رواه علي بن حمزة الكسائي: حدثني حسين بن علي
الجعفي عن حمران بن أعيَن عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:. . . فذكره.
أخرجه الحاكم (2 / 231) بسند صحيح عن الكسائي به، وقال:
" صحيح على شرط الشيخين "!
كذا وقع فيه! ورده الذهبي بقوله:
" قلت: بل منكر لم يصح؛ قال النسائي: حمران؛ ليس بثقة. وقال أبو داود:
رافضي ".
قلت: وضعفه ابن معين أيضاً، وفي رواية عنه:
" ليس بشيء ".
وذكره ابن حبان في " الثقات "(4 / 179) ، وقال ابن أبي حاتم (1 / 2 /
265) عن أبيه:
" شيخ ". زاد في " التهذيب " عنه:
" صالح ". فالله أعلم. وقال الحافظ في " التقريب ":
" ليس بصحيح ".
وعلي بن حمزة الكسائي. هو الإمام النحوي المشهور، له ترجمة جيدة في
" تاريخ بغداد "، وفي " سير أعلام النبلاء "، وذكره ابن حبان في " الثقات " (8 /
457) .
وقد خالفه حمزة الزيات فقال: حدثني حمران بن أعين:
جاء رجل من أهل البادية إلى النبي صلى الله عليه وسلم. . . فذكر نحوه. كذا قال، لم يجاوز
حمران، فأعضله!
كذا رواه ابن عدي في " الكامل "(2 / 436 - 437 و 437) . أورده في
ترجمة حمران هذا، وساق له أحاديث أخرى، ثم قال:
" وله غير ما ذكرت، وليس بالكثير، ولم أر له حديثاً منكراً جداً فيسقط من
أجله، وهو غريب الحديث؛ ممن يكتب حديثه ".
وحمزة الزيات؛ هو ابن حبيب القارئ، وهو ثقة من رجال مسلم؛ لكن قال
الحافظ في " التقريب ":
" صدوق زاهد، ربما وهم ".
قلت: فلا أدري إذا كان الإعمال المشار إليه من وهمه، أو من وهم حمران
نفسه كما يترجح عندي؛ فكان تارة يسنده، وتارة يعضله؛ الأمر الذي يؤكد
ضعفه. والله سبحانه وتعالى أعلم.
(تنبيه) : تقدم أن الحاكم صححه على شرط الشيخين. فأخشى أن يكون
قوله: " على شرط الشيخين " مقحمة من بعض النساخ؛ لأن الذهبي لم يحك
عنه في " تلخيصه " سوى قوله: " صحيح "، ثم رده كما تقدم. هذا أولاً.
وثانياً: وقع عنده: (. . . أبي الأسود) ، فأخشى أيضاً أن يكون سقط من
الناسخ (أبي حرب بن) ؛ لأنهم لم يذكروا لحمران رواية إلا عن أبي حرب بن أبي
الأ سود. والله أعلم.