الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أحمد بن يونس: حدثني أم الأسود قالت: سمعت منية بنت عبيد ابن أبي برزة تحدث عن جدها أبي برزة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأقلف يحج بيت الله؟ قال:
" لا؛ حتى يختتن ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علته منية هذه؛ قال الحافظ في " التقريب ":
" لا يعرف حالها ".
قلت: لعل الأولى أن يقال:
" لا يعرف عينها "، وقد أشار إلى ذلك الذهبي بقوله في " الميزان ":
" تفردت عنها أم الأسود ".
ولذلك؛ نقل ابن القيم في " تحفة المودود " قول ابن المنذر بعدما عزاه له. فقال:
" ثم قال ابن المنذر: لا يثبت؛ لأن إسناده مجهول ".
وروى لها الترمذي حديثا آخر في التعزية، وقال:
" ليس إسناده بالقوي ". وهو مخرج في " الإرواء "(3 / 217) .
5527
- (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها في الله ائتلف، وما تناكر منها في الله اختلف) .
ضعيف جدا. أخرجه الطبراني في " الكبير "(6 / 324) من طريق
عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن الحارث بن عميرة قال:
انطلقت حتى أتيت المدائن، وإذا أنا برجل عليه ثياب خلقان، ومعه أديم أحمر يعركه، فالتفت، فنظر إلي، فأومأ بيده: مكانك ياعبد الله! فقمت، فقلت لمن كان عندي: من هذا الرجل؟ قالوا: هذا سلمان، فدخل بيته، فلبس ثيابا بياضا، ثم أقبل وأخذ بيدي وصافحني وساءلني، فقلت: يأبا عبد الله! ما رأيتني فيما مضى ولا عرفتني؟ ! قال: بلى؛ والذي نفس بيده! لقد عرف روحي روحك حين رأيتك، ألست الحارث بن عميرة؟ فقلت: بلى. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:. . . فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ آفته ابن أبي المساور؛ قال الحافظ في " التقريب ":
" متروك، وكذبه ابن معين ".
وبه أعله الهيثمي في " المجمع "(8 / 88)، وقال في مكان آخر (10 / 273) :
" رواه الطبراني بأسانيد ضعيفة ".
قلت: لعل الصواب أن يقال: بإسنادين ضعيفين؛ فإنه مع ما في تعبيره من الإجمال والتساهل الموهم أن إسناد هذا ضعيف فقط وليس بمتروك بخلاف تصريحه الأول؛ فإن إسناده الآخر عند الطبراني (6 / 323 / 6169) بلفظ:
" الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ".
وهو - وإن كان فيه من لا يعرف؛ فإنه - بهذا اللفظ صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم -
فقد أخرجه أحمد (2 / 295، 527، 539) ، ومسلم (8 / 41 - 42) من طريقين صحيحين عن أبي هريرة مرفوعا. وأحدهما في " الأدب المفرد " للبخاري (901) .
ورواه البغوي في " شرح السنة "(13 / 65) من طريق ثالثة عن أبي هريرة وأبي داود في (الأدب) .
وعلقه البخاري في أول " الأنبياء " من حديث عائشة، ووصله في " الأدب المفرد "(900) من طريقين عن يحيى بن سعيد عن عمرة عنها. وأحدهما في " مسند أبي يعلى " (3 / 1082 - 1083، وعنده: عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت:
كانت بمكة امرأة مزاحة، فنزلت على امرأة مثلها، فبلغ ذلك عائشة، فقالت: صدق حبي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:. . . . فذكرته.
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في " الكبير "(9 / 207 / 8912) من حديث انب مسعود.
وسقط من الناسخ رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد عزاه إليه مرفوعا من رواية الطبراني: الهيثمي في " المجمع "(8 / 78) ، والسيوطي في " الجامع الصغير ". انظر " صحيح الجامع "(2765) .
قلت: وفي كل هذه الطرق لا يوجد فيها ما جاء في حديث الترجمة: " في الله "، فهي زيادة منكرة، ومن أجلها خرجت الحديث هنا.
وقد وجدت لها طريقا أخرى، ولكنها مثلها في الوهاء، فلا بد من البيان لها:
فقد قال أبو يعلى في " المعجم "(ق18 / 1) : ثنا الحسن بن خالد